Apple Intelligence.. مصير آيفون وأبل رهن مفترق طرق
يتساءل الجميع في ظل ما تعيشه صناعة التقنيات على مستوى العالم من تغيير كبير في وقت قصير، كيف سيبدو مستقبل هاتف آيفون؟
الأمر في النهاية يعتمد على كيفية عمل خطط الذكاء الاصطناعي لشركة أبل، وما تتطلع له الشركة العملاقة على مستوى استغلال هذه التقنية.
ولفترة من الوقت، كانت التوقعات قاتمة إلى حد ما، على حد وصف "بيزنس إنسايدر"، مع استمرار طرح أبل للطرازات نفسها من آيفون بنفس التصميمات دون تحريك من جانبها للمياه الراكدة.
وفي السنة المالية الأخيرة لشركة أبل، والتي انتهت في سبتمبر/أيلول 2023، انخفضت مبيعات آيفون إلى 200.6 مليار دولار من 205.5 مليار دولار في العام السابق.
في حين شهدت ارتفاعًا ربع سنويًا صغيرًا في المبيعات في الأشهر الثلاثة التي تلت ذلك - مدفوعة بطرح إصدار آيفون 15 الجديد الذي أطلقته في سبتمبر/أيلول، لكن صافي مبيعات آيفون من المقرر أن تنخفض مرة أخرى هذا العام.
ومع إعلان شركة أبل عن إيرادات ربع سنوية قياسية بلغت 85.8 مليار دولار يوم الخميس الماضي، أثبتت مبيعات آيفون أنها نقطة ضعف مرة أخرى، حيث انخفضت من 39.7 مليار دولار في نفس الربع من العام الماضي إلى 39.3 مليار دولار.
وكان جزء كبير من هذا الانخفاض مدفوعًا بتباطؤ المبيعات في الصين، حيث قضت شركة أبل العام الماضي في مواجهة المنافسة المتزايدة من اللاعبين المحليين مثل هواوي، لكن المستهلكين على مستوى العالم أصبحوا أيضًا أقل ميلاً لشراء هواتف جديدة فور طرحها.
ولكن بالنسبة لتيم كوك، المدير التنفيذي لشركة أبل، لا يبدو أن كل هذا يشكل مصدر قلق كبير.
وفي حديثه مؤخرا إلى المستثمرين، سلط الرئيس التنفيذي لشركة أبل الضوء على نظام أبل الجديد للذكاء الاصطناعي Apple Intelligence، الذي يشمل مجموعة جديدة من ميزات الذكاء الاصطناعي المقرر أن تأتي إلى أجهزة أبل بعد إصدار iPhone 16 هذا الخريف.
وفي تصريحاته، يمثل "Apple Intelligence" نظام ذكاء شخصي مبتكر يضع نماذج ذكاء اصطناعي توليدية قوية وخاصة في قلب أجهزة أبل، وهو شيء يشعر أنه سيدفع بوضوح إلى تجدد الاهتمام بهواتف iPhone بين المستخدمين.
بناء على ذلك، يرى خبراء "بيزنس إنسايدر"، أن هاتف iPhone يواجه الآن مستقبلين محتملين.
الأول من شأنه أن يرى الذكاء الاصطناعي يساهم في تحقيق طفرة في مبيعات آيفون تأملها أبل، والمستقبل الثاني الأقل ملاءمة هو أن المستهلكين يعتبرون Apple Intelligence خدعة لا يحتاجون بالضرورة إلى التسرع نحوها، مما يترك المبيعات تتسارع عكسيا تجاه الانحدار الذي شهدناه مؤخرًا.
من جانبها، تبدو شركة أبل واثقة من أن الذكاء الاصطناعي سيضع أجهزة آيفون على مسار نحو مستقبل أفضل.
فقد ذكرت بلومبرغ في يوليو/تموز أن الشركة أبلغت الموردين والشركاء أنها تتوقع أن يساعد آيفون 16 في زيادة الشحنات بنحو 10% في وقت لاحق من هذا العام.
ومع ذلك، يبدو أنها تدرك بشكل مؤلم، المستقبلين المختلفين اللذين يواجهان جهازها الأكثر أهمية، ولهذا السبب كانت مشغولة للغاية هذا العام في جهودها لإيجاد منتجات جديدة تمامًا لإبقاء المستهلكين مرتبطين بعالم أبل، أو ما كان يحب ستيف جوبز أن يسميه "الشيء الكبير القادم"، The Next Big Thing.
وما إذا كانت ستنجح أبل في هذه الجهود هي مسألة أخرى، قد ترتبط بشكل وثيق بدفع أبل للتطوير في مجال الواقع المختلط الذي قامت به بعد إطلاق Vision Pro في فبراير/شباط، إلا أنها واجهت انتقادات بسبب السعر الافتتاحي لنظارتها الأولى الداعمة لهذه التقنية، والذي كان مرتفعا ويبلغ 3500 دولار مع نقص نظارة الواقع المختلط للتطبيقات التي تجذب المشترين المحتملين.
تتجه أنظار أبل أيضا إلى مجال الروبوتات الشخصية وأجهزة المنزل الذكية حيث تنظر إلى المنتجات المنزلية كمصدر لسوق قابلة للنمو، وفقًا لما ذكره مارك جورمان من بلومبرغ في أبريل/نيسان، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ما يضمن ذلك حتى الآن.
وفي وقت سابق من هذا العام، كان على شركة أبل مواجهة حقيقة أن بعض المجالات الجديدة لا تزال خطوة بعيدة جدًا بالنسبة لها، وخير مثال على ذلك تخلي أبل عن مشروع السيارة الكهربائية الذي استغرق عقدًا من الزمان في الإعداد.
وهذا يعني أنها ستحتاج إلى نظام الذكاء الاصطناعي Apple Intelligence للحفاظ على اهتمام المستهلكين بهواتف iPhone، وإذا لم يحدث ذلك، فقد تحتاج إلى خطة جديدة كليا.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز