الأقصى 2019.. اقتحامات استفزازية وتهديدات احتلالية
مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس يؤكد، لـ"العين الإخبارية"، أن وضع المسجد الأقصى في 2019 أصبح خطيرا جدا والتهديدات تحيط به
استمر المستوطنون الإسرائيليون باقتحاماتهم الكثيفة للمسجد الأقصى خلال عام 2019، مع تصاعد ملحوظ في محاولات أداء صلوات تلمودية مع إبراز مخططات تستهدف مصلى باب الرحمة في الناحية الشرقية للمسجد.
وأعلنت إسرائيل صراحة، على لسان وزيرها للأمن الداخلي جلعاد أردان، سعيها لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى والسماح لليهود بأداء صلواتهم فيه.
وقال الشيخ عزام الخطيب مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، لـ"العين الإخبارية"، "إن عام 2019 كان صعبا بكل ما تعنيه الكلمة على المسجد الأقصى، سواء ما يتعلق بالاقتحامات أو أداء صلوات وطقوس تلمودية، أو التلويح بتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، أو السماح بصلوات اليهود فيه".
واستنادا إلى الشيخ الخطيب فإن ما يزيد عن 27 ألف مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ بداية العام الجاري.
ومنذ عام 2003 يقتحم المستوطنون الإسرائيليون المسجد الأقصى يوميا، عدا الجمعة والسبت، من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد، بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
وتتم الاقتحامات، التي تندد بها دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس وتطالب بوقفها، على فترتين، الأولى صباحية والثانية بعد صلاة الظهر.
وتسيطر شرطة الاحتلال الإسرائيلي على مفاتيح باب المغاربة منذ الاحتلال الإسرائيلي لمدينة القدس عام 1967.
وللمرة الأولى، سمحت شرطة الاحتلال الإسرائيلي باقتحام المستوطنين للمسجد يوم عيد الأضحى الفائت، في خطوة أثارت غضب الفلسطينيين وتسببت باشتباكات بين المصلين وقوات الاحتلال في باحات المسجد.
وقال الخطيب "الاقتحامات كلها مرفوضة، ويجب أن تتوقف، ولكن أن يتم الاقتحام في يوم عيد الأضحى وما يمثله للمسلمين في كل أنحاء العالم هو استفزاز خطير".
وتتكثف الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى تحديدا خلال فترات الأعياد اليهودية.
ووفقا لرصد "العين الإخبارية "من خلال معطيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس فإن اقتحامات المستوطنين لمسجد الأقصى تتزايد بشكل مستمر خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا للمعطيات فقد اقتحم 29800 مستوطن الحرم القدسي خلال عام 2018، مقابل 25630 خلال عام 2017، فيما اقتحم 14806 مستوطنين خلال عام 2016، و11589 خلال عام 2015، فيما أقدم 11878 مستوطنا على اقتحام المسجد خلال عام 2014، و9075 خلال عام 2013، بينما شهد عام 2012 اقتحام 6230 مستوطنا.
وقال الشيخ الخطيب "هذه الاقتحامات تمت بحماية وموافقة الشرطة الإسرائيلية، وبقرار سياسي إسرائيلي، وهي سبب التوتر المتواصل في المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن الانتهاكات الإسرائيلية لم تقتصر على الاقتحامات، وإنما شملت أيضا الاعتداءات والاعتقالات والإبعادات لحراس المسجد الأقصى والمصلين عن المسجد.
وقال "لقد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ما بين 45-50 حارسا في باحات المسجد الأقصى خلال عام 2019، وأبعدت معظمهم عن المسجد لفترات متفاوتة في إجراء ظالم ومرفوض".
وأضاف "كما استدعت الشرطة الإسرائيلية العديد من المسؤولين الكبار في دائرة الأوقاف ومجلس الأوقاف الإسلامية للتحقيق، في استفزاز واضح ومحاولة لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى".
والوضع القائم هو الوضع الذي ساد قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، حيث تتولى دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، المسؤولية عن إدارة شؤون المسجد.
وتزعم إسرائيل أنها تحافظ على الوضع القائم في المسجد، ولكن المسؤولين في الحكومة الأردنية ودائرة الأوقاف الإسلامية والسلطة الفلسطينية يقولون إن إسرائيل تنتهك الوضع القائم يوميا وتحاول تغييره.
وأشار الشيخ الخطيب في هذا الصدد إلى تدخل إسرائيل في أعمال الترميم التي تقوم بها دائرة الأوقاف الإسلامية في المسجد الأقصى ومحاولة منعها.
وقال "إسرائيل تعيق أعمال الترميم الضرورية المطلوبة في المسجد الأقصى، من خلال عرقلة إدخال مواد الترميم وملاحقة موظفي دائرة الترميم واعتقالهم وإبعادهم عن المسجد الأقصى".
وحسب معطيات فلسطينية، فإن الشرطة الإسرائيلية أبعدت خلال عام 2019 عشرات المصلين عن المسجد الأقصى لفترات تتفاوت ما بين عدة أيام وعدة أشهر.
وبرزت خلال عام 2019 أزمة مصلى باب الرحمة، في الناحية الشرقية للمسجد، الذي أعاد المصلون افتتاحه للصلاة، فيما تواصل الشرطة الإسرائيلية ملاحقة واعتقال الحراس والمصلين فيه.
وتزعم الحكومة الإسرائيلية أن مصلى باب الرحمة ليس مكانا للصلاة، فيما أكدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن المصلى جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، وقد أدت ملاحقة الشرطة الإسرائيلية للحراس والمصلين في باب الرحمة إلى توتر متواصل خلال العام الجاري.
ويخشى الفلسطينيون من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتحويل مصلى باب الرحمة إلى كنيس لصلاة اليهود، حيث لوحظ أن المستوطنين يتعمدون التوقف عند باب الرحمة خلال اقتحاماتهم للمسجد.
وقال الشيخ الخطيب "لا يزال باب الرحمة مشكلة عالقة، فالشرطة الإسرائيلية تمنع ترميمه ويتعمد عناصر شرطة الاحتلال اقتحامه بأحذيتهم".
وأضاف الشيخ الخطيب "الوضع في المسجد الأقصى خطير جدا، والأخطار تتهدده على أكثر من صعيد، فلا يزال المسجد تحت قبضة احتلالية حقيقية تتسلط على المصلين فيه، وتحاول بكل الطرق تغيير الوضع القائم التاريخي فيه".
وتابع أن "الانتهاكات الإسرائيلية كافة لن تثني دائرة الأوقاف الإسلامية عن القيام بدورها في حفظ المسجد الأقصى المبارك، ونحن على ثقة من أن المسلمين في العالم لا يقبلون ما تقوم به إسرائيل في مسجدهم".
حاخام إسرائيل الأكبر يعارض الاقتحامات
يذكر أنه بموجب تعليمات الحاخام الأكبر لإسرائيل فإنه يمنع على اليهود الاقتراب من المسجد الأقصى، "خشية تدنيس طهارة المكان المقدس".
ويعتقد اليهود أن المسجد الأقصى أقيم على أنقاض الهيكل.
وتظهر لافتة في المدخل الخارجي لباب المغاربة، الذي يقتحم المستوطنون المسجد الأقصى من خلاله، تشير إلى فتوى الحاخام الأكبر لإسرائيل بحرمة تدنيس المكان.
ووفقا لفتوى الحاخام الأكبر في إسرائيل فإن "كل من يدخل إلى منطقة جبل الهيكل قد يكون دخل دون علم إلى مكان الهيكل وقدس الأقداس، وعندها سيقع في محظور خطير".
ولا تستجيب الجماعات الإسرائيلية المتطرفة لدعوات الحاخام الأكبر لإسرائيل بهذا الشأن، فيما يتعارض موقفه هذا مع الحكومة الإسرائيلية التي لا تعارض الاقتحامات، بل تدعو صراحة إلى حق اليهود بالصلاة في المسجد.
ويشارك وزراء إسرائيليون وعلى رأسهم وزير الزراعة، الذي استقال مؤخرا، أوري ارئيل وأعضاء كنيست إسرائيليون، بما في ذلك من حزب "الليكود" الذي يقوده بنيامين نتنياهو في الاقتحامات.
aXA6IDMuMTUuMzEuMjcg
جزيرة ام اند امز