مشاركة عربية وأفريقية بمعرض الفن المعاصر في باريس

مديرة المعرض جينيفر فلاي قالت إن إدارة المعرض أرادت أن يحمل عناوين متنوعة مثل الدهشة والغرابة والتوهج والحوار بين الثقافات.
امتازت الدورة الـ46 من المعرض الدولي للفن المعاصر (فياك) التي افتتحت في باريس، الخميس، بتنوع جنسية الأعمال المشاركة والقضايا التي تتناولها مثل البيئة وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والاقتصاد والهجرة والموت.
وخصص المعرض العريق، الذي يستضيف 199 جاليري من أنحاء العالم، لأفريقيا وآسيا وجنوب أفريقيا والشرق الأوسط، مساحة كبيرة على حساب المساحة التي تُعطى لفرنسا في دورته الحالية.
وعلى عكس الأعوام السابقة، كان للفنانين العرب مساحة كبيرة لم تقتصر على الجزائريين والمغاربة والتونسيين المقيمين في أوروبا، بل تعدتها إلى فنانين من مصر والسعودية ولبنان وفلسطين والمغرب والجزائر، وأصر القائمون على المعرض على استضافة أعمال عربية من خلال جاليريهات عالمية.
وكان العمل الفني "مراكب الشمس" للفنان المصري معتز نصر، وقع مميزاً، ولفت انتباه رواد المعرض لضخامته وطرحه قضية الهجرة من أجل لقمة العيش.
وقال نصر إن هذا العمل الذي عرض سابقاً في معرض "فن أبوظبي" طُلب بالاسم من قبل معرض "فياك".
واستطاع نصر صنع قرص الشمس من 350 مجدافاً مصنوعة من الخشب يتصل كل منها بالآخر في شكل دائري، لتوضيح الحركة البشرية اللانهائية المترابطة على الأرض سعياً للاستمتاع بحياة أفضل.
وقال إنه يحاول عبر هذا العمل "تصوير أساس هذه الحركة البشرية باستخدام مجارف الخبز التي يصادف تطابقها مع مجاديف القوارب الحالية".
ولفت هذا العمل وغيره من إبداع الفنانين العرب نظر النقاد الفرنسيين، وقالت الصحفية الفرنسية سيلين مارشان: "ما يلفت انتباهي في الأعمال العربية ومنها عمل معتز نصر، وهو فنان عالمي اليوم، أنها تحمل همّاً سياسياً واقتصادياً في مجملها".
وقالت مديرة المعرض جينيفر فلاي: "أردنا أن يحمل المعرض عناوين متنوعة مثل الدهشة والغرابة والتوهج والحوار بين الثقافات والانفتاح على تقاليد الآخر، وقد حافظنا على تقليد عريق بترسيخ (فياك) كمكان لاكتشاف مواهب ناشئة وجاليريهات جديدة، الأمر الذي يؤمن حواراً بين أجيال مختلفة من الفنانين الكبار والصغار في السن والقيمة".
وعن المشاركات العربية ذكرت: "المعرض يوسع رقعته الجغرافية عاماً بعد عام، نحن اليوم في (فياك) منفتحين عن سابق إصرار وتصميم على الثقافات الأخرى أكثر من أي وقت مضى خصوصاً في مجال الفن البلاستيكي المعاصر، ونحن فضوليون ومتحمسون لاستضافة وتقديم فنانين من الشرق الأوسط والعالم العربي وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية".
وتابعت قائلة: "هناك 25 جاليري جديداً منها له اسم عالمي لامع مثل جاليري ليفي جورفي من نيويورك، وهوبكينس من باريس، وجاليري جرين آرت من دبي، وهناك بلدان تشارك صالات عرضها للمرة الأولى مثل ساحل العاج".