اليوم العربي للمكتبات 2023.. كيف نعيد الشباب إلى الكتاب؟ (حوار)
تحتفل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو" باليوم العربي للمكتبات في 10 مارس/آذار كل عام، للتوعية بأهمية الكتاب والمكتبة.
وتعتبر المنظمة التابعة لجامعة الدول العربية، مقرها تونس، اليوم العربي للمكتبات مناسبة للتذكير بمشروعاتها العلمية والثقافية التي تسهم بها في إثراء المكتبات العربية والعالمية.
والمكتبة هي جزء مهم من العملية التربوية، بما تسديه من خدمات للاطلاع على نتاج العقل البشري واكتساب المعرفة وتنمية قدرات المتعلمين على الاستكشاف، وتدريبهم على التعامل مع المكتوب وعلى الرجوع إلى المراجع والمصادر.
وتقول الدكتورة سحر عبدالرحمن، مديرة مكتبة المتحف القومي للحضارة المصرية، إن الأجيال الجديدة أصبحت بعيدة جدا عن الكتاب وزيارة المكتبات، داعية عبر "العين الإخبارية" إلى جعل القراءة روتينا يوميا.. وإلى نص الحوار:
في اليوم العربي للمكتبات.. ما حجم الإقبال العام على المكتبة؟
سواء مكتبة المتحف القومي للحضارة المصرية أو أي متحف آخر وكذلك المكتبات المتخصصة، أصبح الإقبال مقتصرا على الدارسين والباحثين، وقليل جدا ما يأتي أحد من الراغبين في القراءة والاستزادة، وعادة ما يكون من قبل الأجانب.
مكتبة المتحف القومي للحضارة المصرية ليست مكتبة عامة، ولكنها تستقبل ضيوف المتحف والوفود القادمة من المدارس، وعادة ما تكون هذه الزيارات بغرض الزيارة في ذاتها وليس القراءة، ويكون الهدف هو تهيئة الطلاب والشباب للقراءة.
برأيك.. ما أسباب تراجع الإقبال على زيارة المكتبات؟
أغلب شباب هذا الجيل يستقون المعلومة عن طريق الإنترنت والهواتف المحمولة، وعادة القراءة من كتاب أصبحت بعيدة للأسف، والمتخصص فقط هو المهتم الآن بارتياد المكتبات ومطالعة محتوياتها من الكتب القديمة والموسوعات.
كيف نعيد الشباب إلى المكتبات؟
هذه هي المشكلة التي نحاول مجابهتها، وفي رأيي حلها لن يتحقق إلا عن طريق التوعية وتضافر جهود جميع الجهات المعنية، والبداية من الأسرة والمدرسة أو الأكاديمية لتنشئة الطفل على حب القراءة والاطلاع، وهذا يبدأ من التربية نفسها.
الأجيال القديمة ما زالت حريصة على القراءة ومطالعة الصحف الورقية يوميًا وزيارة المعارض واقتناء الكتب، وهذا يرجع إلى التربية والتعود على نمط معين من حيث تنمية القراءة وحفظ القرآن أو الإنجيل، والبداية في رأيي تكون من الأسرة والمؤسسة التعليمية.
في المدرسة نلاحظ أن حصة المطالعة والمكتبة المدرسية لم تعد موجودة، وقديما كانت المدارس تكلف الطلاب بإعداد أبحاث معينة بالرجوع إلى مصادر وعناوين كتب معينة، ولكن الآن أصبح الأمر يعتمد على محركات البحث العالمية ونسخ المعلومات المتاحة عليها دون أي تدخل "كوبي بيست".
كما أن معظم الأسر لم تعد تساعد أبناءها على القراءة وحب الاطلاع، وكذلك المؤسسات التعليمية، سواء مدارس أو أكاديميات، وظروف الحياة نفسها لم تعد تسمح لأحد بالقراءة، فأين الوقت الذي يمكنك أن تقرأ فيه؟ كما أن الدارسين وباحثي الدراسات العليا مرغمون على القراءة وزيارة المكتبات لتجميع المعلومات والمادة العلمية، وبالتالي حل المشكلة يأتي من أطراف متعددة.
في اليوم العربي للمكتاب 2023.. ما رسالتك للشباب؟
الأمم لا تنهض ولا ترتقي بدون القراءة، والحضارة تقوم بشكل أساسي على القراءة وإدراك أهميتها في الحياة، وكان أول أمر إلهي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم (اقرأ)، ولكي نقرأ فلا بد أن تكون هناك مادة مكتوبة، وهذا أمر آخر.
ورسالتي للشباب هي أن نخصص جزءا من اليوم للقراءة، حتى إذا اقتصر الأمر على نصف ساعة فقط، وأن يكون الأمر روتينًا يوميًا مثل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، واستغلال التقدم التكنولوجي وتقنية البودكاست والكتب المسموعة للقراءة في المواصلات.
aXA6IDMuMTI4LjIyNi4xMjgg
جزيرة ام اند امز