وفد السراج في موريتانيا.. محاولة تركية لاختراق "الساحل"
رجح خبراء ليبيون أن تكون زيارة رئيس أركان مليشيات فايز السراج إلى موريتانيا، الأحد، جاءت بأوامر تركية.
وقال الخبراء إن ذلك يأتي في إطار سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمد نفوذه داخل مجموعة دول الساحل، التي تترأسها موريتانيا حاليا، عبر ليبيا.
والأحد زار وفد من مليشيات طرابلس، على رأسهم محمد الحداد رئيس أركان السراج، نواكشوط والتقى وزير الدفاع الموريتاني حنن ولد سيدي.
وحسب ما أعلنت حكومة السراج فإن اللقاء كان لبحث تعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وتأتي الزيارة بعد يومين من لقاء جمع السفير التركي في نواكشوط جيم كاهيا أوغلو ووزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وقالت وسائل إعلام تركية إنها تمت في إطار تناول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ليست مستغربة
ويقول المستشار رمزي الرميح، رئيس المنظمة الليبية لدراسات الأمن القومي، إن الزيارة غير مستغربة لعلاقة حكومة السراج بتركيا وأطماع أردوغان في شمال أفريقيا.
وأشار الرميح، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن حكومة السراج تلتف على مسار جنيف العسكري، وهي غير قادرة على إجراء أي اتفاقات عسكرية أو تعاون مع أي دولة حسب نص الاتفاق الموقع للجنة 5+5.
وأوضح الرميح أن اللجنة (5+5) تحاول توحيد المؤسسات العسكرية والسياسية الليبية في اجتماع بمدينه غدامس، وسط اتفاقيات تعقدها الوفاق مع قطر وموريتانيا وتركيا لضرب ذلك الحوار.
وشدد على أن الجيش الوطني الليبي هو الوحيد الملتزم بالاتفاق ويجب على البعثة الأممية إجبار الطرف الآخر على الالتزام بذلك.
جمع التأييد
من جانبه، قال عضو لجنة الدفاع بمجلس النواب الليبي علي التكبالي، إن حكومة السراج ومن ورائها تركيا تحاول كسب ود وتأييد موريتانيا والمغرب العربي لخلق امتداد لها في المنطقة.
وأوضح، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن من بين ما تهدف له الزيارة أيضا تصدير صورة بأنها حكومة وتتمتع بالشرعية وذلك على الرغم من عدم شرعيتها في الداخل الليبي.
غزو تركي لأفريقيا
وتتخذ تركيا من غرب ليبيا مدخلا بغية السيطرة على شمال أفريقيا عبر تنظيم الإخوان الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الموالية له في ليبيا، إضافة إلى الجماعات الإرهابية الأخرى في مالي وتشاد والنيجر.
واستغلت تركيا جائحة كورونا في موريتانيا لتعزيز وجودها من خلال تنظيم الإخوان الإرهابي تحت غطاء المساعدات الإنسانية عبر منظمة تيكا التركية.
ومطلع سبتمبر/أيلول الماضي شهدت نواكشوط مظاهرة حاشدة أمام سفارة أنقرة اعتراضا على التدخلات التركية الأخيرة في ليبيا وموريتانيا والنيجر وغيرها، ودعمها المستمر للتطرف والإرهاب عبر تنظيم الإخوان.
ووفقا لموقع "موريتانيا لايف" طالب المتظاهرون من تركيا عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأفريقية والتوقف عن دعم الجماعات والأحزاب والمليشيات المتطرفة في الدول الأخرى.
تقارب مصري-موريتاني حول ليبيا
ويرى مراقبون أن زيارة وفد السراج إلى موريتانيا تأتي على خلفية التقارب المصري الموريتاني في مكافحة الإرهاب والسعي لإنشاء قوة أفريقية مخصصة لذلك، وهو ما يعيق التوغل التركي في شمالي القارة.
وأعلنت موريتانيا في 12 يونيو/حزيران تأييد المبادرة المصرية في ليبيا، حيث تؤثر هذه الأزمة على أمن واستقرار منطقة الساحل الأفريقي.
وحثت موريتانيا الشركاء الدوليين لمجموعة الساحل الأفريقي على دعم الجهود الدولية لإنهاء الاقتتال في ليبيا، وإيجاد حل سياسي مستدام لهذه الأزمة، في إشارة للمبادرة المصرية.
موريتانيا ومكافحة الإرهاب
يذكر أن نواكشوط أعلنت في 12 يونيو/حزيران الماضي استضافتها ودعوتها لمؤتمر دولي على مستوى الرؤساء لبحث جهود مكافحة الإرهاب في دول الساحل الخمس.
واستضافت مؤتمر مجموعة دول الساحل في 30 يونيو/حزيران الماضي، بمشاركة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، وأكد المشاركون فيه ضرورة تعزيز الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب بمنطقة الساحل الأفريقي.
كما شهدت موريتانيا، بالمشاركة مع مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي ترأسه مصر، اجتماعا طارئا لقادة الأركان في مجموعة الدول الخمس، حيث ناقش القادة العسكريون فكرة إنشاء قوة أفريقية جديدة، لدعم المجموعة في مواجهة التهديدات الإرهابية.
وبحسب موقع "الصحراء ميديا" الموريتاني، فقد ناقش قادة أركان جيوش الدول الخمس، وهي موريتانيا ومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو، ظروف وترتيبات إنشاء قوة قوامها 3 آلاف جندي، لدعم مجموعة الخمس في الساحل في مواجهة التهديدات الأمنية، وعلى رأسها الإرهاب.