رئيس اتحاد الناشرين العرب: الكتاب الإلكتروني يتراجع أمام الورقي
"العين الإخبارية" تجري حوارا مع محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب على هامش مشاركته في معرض الكويت الدولي للكتاب المقام حاليا.
قال محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، إن قرصنة الكتب وتزويرها تهديد لصناعة النشر في العالم العربي، مشيرا إلى أن الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية من أكثر المشكلات التي تواجه هذه الصناعة، خاصة أن ثقافة حماية الحقوق لم توطّن حاليا في قلب المواطن العربي.
وأكد رشاد، في حواره مع "العين الإخبارية" على هامش مشاركته في معرض الكويت الدولي للكتاب، أن مبيعات الكتاب الورقي زادت من 8 إلى 12% سنويا مقارنة بتراجع الكتاب الإلكتروني. وإلى نص الحوار:
ما الجديد في مطالبات اتحاد الناشرين العرب بتعديل بعض القوانين للتصدي للقرصنة؟
نعم.. من أكثر المشاكل التي تواجه صناعة النشر وأخطرها هي الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية بشكل كبير في العالم العربي، خاصة أنه لم يوطّن حاليا في قلب المواطن العربي أهمية احترام حقوق الملكية الفكرية، ونحن في اتحاد الناشرين العرب نتصدى بقوة لهذه الظاهرة الخطيرة.
كما أن لدينا في الاتحاد لجنة "حماية الملكية الفكرية" يعرض عليها كل ما يتم ضبطه من المقرصنين ومن نطلق عليهم في مهنتنا "المزورين"، ويتم محاكمتهم من الناحية المهنية وتصدر بحقهم عقوبات رادعة، منها منعهم من المشاركة في المعارض العربية، وتوزع أسماؤهم على جميع مديري المعارض لمنعهم من المشاركة، سواء كانت الدار نفسها أو العمل المقرصن يمنع من وجوده في المعارض.
هل اتخذ الاتحاد في الفترة الأخيرة أي إجراءات للحد من هذه الظاهرة الخطيرة؟
أطلقنا حملة لحماية الملكية الفكرية استمرت شهرا؛ للتعريف بأهمية احترام الملكية الفكرية ومحاربة المقرصنيين، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمنظمة الإسلامية للثقافة والتربية والعلوم "أيسيسكو" ومنظمة حماية الملكية "الويبو"، ونواصل التعريف بأهمية احترام حقوق الملكية الفكرية.
ونحن بصدد جمع كل قوانين الملكية الفكرية في كل أنحاء العالم والوطن العربي ودراستها؛ للتعرف على الجوانب الإيجابية للقوانين والسلبية، ولن نتوقف عن مطالبة الحكومات العربية بتغليظ العقوبات على المقرصنين.
ما أبرز مهام اتحاد الناشرين العرب خلال معارض الكتب؟
هناك اجتماع دوري يعقده الاتحاد مع كل مديري معارض الكتب في العالم العربي، ونناقش فيه المشكلات التي تواجه المهنة ونحاول بقدر المستطاع تذليل العقبات، ومن أهمها احترام وجود الناشر الذي يخدم القارئ من خلال مراجعة أسماء المشاركين قبل اعتمادهم؛ لمنع الناشر المزور والمقرصن من المشاركة في المعرض.
وأيضا نمنع بعض الذين يسيئون لمهنة النشر وللناشرين، كما ننظم مؤتمر للناشرين في كل دورة مدتها 3 سنوات، للحديث عن أهمية تدعيم صناعة النشر على مستوي الوطن العربي.
كيف ترى مستقبل الكتاب الورقي في ظل التطور التكنولوجي؟
مشكلة النشر الآن أصبحت في نشر المحتوى وليس الوسيط الذي تنشر عبره، وفي عالمنا العربي اخترعنا صراعا بين الكتاب الورقي والإلكتروني وتوقعنا أن الأول سوف يندثر ليسود الثاني، بينما المعلومات الموثقة الواردة من الدول المتقدمة تؤكد زيادة استخدام الكتب الورقية من 8 إلى 12% سنويًا، بينما تراجع الإلكتروني في إنجلترا بنسبة 16%، والولايات المتحدة بنسبة 18%.
والحقيقة أن الكتاب الورقي مطلوب والإلكتروني أيضا مطلوب ولا داعي لاختراع معركة لا معنى لها. أما من يتحدث عن الإحصائيات التي تقول إن القارئ العربي لا يقرأ إلا نصف صفحة فهذا كلام غير صحيح بدليل ما نراه في معارض الكتب من زحام، والاهتمام بالمشروعات القومية لتدعيم القراءة في الوطن العربي خاصة في آخر 10 سنوات الأخيرة، ما يدل على أن هناك جيلا جديدا من الشباب يقرأ بغزارة.
طالبت مؤخرا بدعم دولي وعربي لمشروع الترجمة العكسية، هل هناك جديد؟
أنادي بهذا المطلب منذ سنوات طويلة، وبالتحديد عندما بدأت مشروعات في الإمارات لنقل تراثهم إلى الخارج، مثل مشروعي "كلمة" و"أبوظبي للترجمة" وكذلك مشروعات مؤسسة محمد بن راشد.
وأرى أن لنقل التراث من العربية إلى اللغات الأخرى لا بد من دعم الناشر الذي يتولى هذا الأمر، سواء العربي أو الأجنبي، لأن النشر عبارة عن صناعة والصناعة عبارة عن معادلة، فهي صناعة زائد تجارة زائد رسالة، وبالتالي لن يتصدى أي ناشر لنشر الإبداع والتراث العربي إلى بلاده إلا إذا توفر له دعما، ولا بد للحكومات أن تدعم الناشرين الأجانب إذا كان لديهم الرغبة في نقل الثقافة العربية والحضارة الإسلامية إلى العالم.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز