كان حفل تتويج أبطال تحدي القراءة العربي الذي صادف الأربعاء الماضي في دار الأوبرا بإمارة دبي، برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي مبهراً ومليئاً بالمواقف التي عبّرت عن نجاح هذه المبادرة المعرفية..
حيث سجلت مشاركة غير مسبوقة بأكثر من 28 مليون طالب وطالبة مثلوا أكثر من 229 ألف مدرسة في 50 دولة، وتحت إشراف 154 ألف مشرف ومشرفة خلال تصفيات الدورة الثامنة والتي تعتبر التظاهرة القرائية الأكبر من نوعها باللغة العربية على مستوى العالم، تنظمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية.
يذكر أن مبادرة تحدي القراءة العربي أطلقت في العام الدراسي 2015–2016 بتوجيهات من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وتهدف إلى رفع مستوى الوعي باللغة العربية وغرس قيمة المعرفة لدى النشء وترسيخ وإثراء المحتوى المعرفي المتوفر باللغة العربية وتعزيز مكانتها كلغة للفكر والعلم والبحث والإبداع وإتاحة الفرصة للشباب للتفوق والتميز في مجالات الثقافة والمعرفة.
ببساطة متناهية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يدرك أثر القراءة، أثر المعرفة، وأنها قوة، ورافد وحام من كثير من المشاكل التي نشاهدها في عالمنا العربي، بمعنى أن علاج معظم مشاكل عالمنا تمكن في مفردة واحدة وهي المعرفة، فكلما ازدادت معارف الناس قلت المشاكل وباتت أي معضلة بمثابة تحد يتم التغلب عليها بمزيد من القراءة والاطلاع.
عالمنا العربي الذي عرف عنه مع الأسف سطحية في القراءة رغم أننا أمة اقرأ، كان يحتاج لمثل هذه المبادرة الطموحة، مبادرة تعيد وهج المعرفة لأروقتنا التعليمية وتشحذ الهمة والنشاط في عقول فتياتنا وأبنائنا ومعلميهم.
إن مبادرة تحدي القراءة العربي تهدف إلى تعزيز حب القراءة وتشحذ الوعي الثقافي والمعرفي لديهم، كما تساهم في تنمية مهارات التفكير الإبداعي، وغرس اللغة العربية في نفوس الأجيال القادمة وتعزز قيم التواصل والمعرفة والتشجيع على العلم والقراءة وجعلها أسلوب حياة، وعبر منصة إكس هنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين في الدورة الثامنة من تحدي القراءة العربي وجميع المشاركين وقال: «أهنئ كل فائز ومجتهد اتخذ الكتاب صديقاً والقراءة أسلوب حياة».
كما قام بزيارة إلى مدرسة الإبداع (الحلقة الأولى) التي كرمها خلال حفل جوائز تحدي القراءة العربي، مؤكداً أهمية المدرسة ودورها على الحث على القراءة، قائلاً :(من المدرسة تبدأ مسيرة التطوير، وبالعلم نصنع أجيالاً تتحدى المستحيل، تشجيع المدرسة للأجيال الجديدة على القراءة يمنحها مفاتيح النجاح ويعزز فرصها في ريادة المستقبل ).
يذكر أن مدرسة الإبداع الحكومية أنجز الطلاب والطالبات خلال عام واحد قراءة 25 ألف كتاب وأكمل أغلبيتهم خمسين كتاباً خلال العام الدراسي، فاستحقت الفوز في جائزة تحدي القراءة العربي، إن هذا النموذج من المدارس يستطيع صناعة طلاب وطالبات واعين ومثقفين وقادرين على التعلم، ويواكب المعرفة في العالم وقادر على مواجهة التحديات وصنع مستقبل أفضل لهذا الوطن، إنها القراءة القاعدة الأساس للأجيال المقبلة وحضورها العلمي على كافة المستويات.
إن اقتصاد أي دولة في العالم لا ينهض إلا على المعرفة والعلوم والابتكار والاختراع ، ولا يمكن تحقيق الاستدامة في بلادنا إلا بغرسها في أجيال المستقبل، بالقراءة يمكننا تخريج جيل قارئ قادر على تصدير المعرفة للعالم.
تعتبر القراءة منصة من منصات المستقبل ولهذا يقول الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي إن «العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين لا ينزلون من السماء.. بل يتم رفع بنيانهم من الأرض.. وأقوى قاعدة يرتفع عليها البنيان هي حب القراءة وشغف المعرفة»، والخلاصة أن القراءة مفتاح التغيير الإيجابي وصانع المعرفة في المستقبل لأي بلد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة