ندوة حول "بناء رابطة المصير المشترك الصينية-العربية".. ورئيس تحرير "العين الإخبارية": علينا أن نفتح باب التواصل

أُقيمت ندوة حول "دور الإعلام ومراكز الفكر في بناء رابطة المصير المشترك الصينية-العربية"، بتمثيل إعلامي رفيع المستوى.
شارك في الندوة عدد من الدبلوماسيين، والمفكرين، والكتاب، والباحثين، ورؤساء التحرير، من الجانبين العربي والصيني، لمناقشة دور وسائل الإعلام، والمراكز البحثية، والفكرية في تدعيم العلاقات العربية الصينية.
الندوة جاءت برعاية المجموعة الصينية للإعلام الدولي وتنظيم كل من دار مجلة "الصين اليوم"، وشبكة الصين، ومؤسسة بيت الحكمة للثقافة، وبدعم من بوابة العين الإخبارية. وجريدة المدينة السعودية، وشبكة أخبار القاهرة 24 المصرية، وصحيفة الشعب اليومية الصينية، والمنصات الإعلامية التابعة للمجموعة الصينية للإعلام الدولي.
وذلك تفعيلا لثمار القمة الصينية-العربية، وقمة الصين، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض في الثامن من ديسمبر/كانون الأول.
وحضر الندوة من الجانب الصيني كل من: قاو آن مينغ نائب الرئيس للمجموعة الصينية للإعلام الدولي، وهو باو مين، مدير مجلة الصين اليوم، ووانغ شيو هوي، رئيس تحرير شبكة الصين، وو سي كه سفير الصين السابق لدى السعودية ومصر، ومندوب الصين السابق لدى جامعة الدول العربية، والمبعوث الصيني الخاص السابق لشؤون الشرق الأوسط، وهو يو شيانغ عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة بكين للدراسات الدولية، ودينغ جيون عميد كلية الشرق الأوسط بجامعة شانغهاي للدراسات الدولية، ويو يون تشيوان، عميد معهد الصين والعالم المعاصر، ووانغ شين بينغ، نائب رئيس تحرير الطبعة الخارجية لصحيفة الشعب اليومية، وحسين إسماعيل الرئيس التنفيذي لفرع الشرق الأوسط لمجلة الصين اليوم.
ومن الجانب العربي شارك أحمد سعيد العلوي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، وأحمد السعيد مدير عام مؤسسة بيت الحكمة، وأحمد سّلام وكيل وزارة السابق بالهيئة العامة للاستعلامات المصرية، وشريف قنديل الصحفي بجريدة المدينة المنورة السعودية، والدكتور فؤاد الغزيزر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحسن الأول بالمغرب، والدكتورة تمارا برو أستاذة محاضرة في الجامعة اللبنانية وباحثة في الشأن الصيني، وبشار شبارو الرئيس التنفيذي لدار جامعة حمد بن خليفة للنشر في قطر.
واستعرض المشاركون جوانب متعددة للعلاقات الصينية-العربية والإنجازات التي حققها الجانبان خلال مسيرة علاقاتهما والتحديات التي تواجهها الصين والدول العربية، ودور وسائل الإعلام ومراكز الفكر في بناء رابطة المصير المشترك بين الصين والدول العربية.
واتفق المشاركون على أهمية التواصل والتعاون والتنسيق بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر في الصين والدول العربية، والعمل معا ليعرف كل طرف الطرف الآخر مباشرة من دون الاعتماد على طرف ثالث قد لا يكون في الغالب محايدا.
كما استعرض المشاركون نماذج ناجحة للتعاون بين وسائل الإعلام ومراكز الفكر الصينية والعربية، وعلى سبيل المثال التعاون بين مجلة الصين اليوم وشبكة العين الإخبارية.
وأعرب المشاركون عن رغبتهم في أن يتواصل هذا النوع من العصف الذهني وتبادل الآراء بين الخبراء والمتخصصين الصينيين والعرب لما لذلك من نتائج إيجابية، ضمن خطة استراتيجية لتوفير إطار من القوة الناعمة يواكب التطور السريع للعلاقات الصينية-العربية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، والذي تجسد في انعقاد القمة الصينية-العربية.
التعايش والتفاهم والتعاون لمستقبل أفضل
وخلال كلمته أكد أحمد سعيد العلوي، رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، أن أهمية الندوة تأتي ليس فقط من مضمونها أو ما ترنو إليه فقط، ولكن أيضاً من توقيت عقدها الذي يعطي دلالات عدة، أولها أنها تتزامن مع نهاية عام 2022، وهو عام مفصلي في رسم العلاقات الدولية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والبيئية، يحتاج إلى كثير من الوقت لنتأمل فيه حتى نستطيع أن نتعلم من دروسه في كيفية صياغة مستقبل قائم على التعايش والتفاهم والتعاون وليس فقط مجرد الحديث عن قبول الآخر أو الثقافات الأخرى، بل بالعكس التعاون معه بأفضل السبل بما يخدم مصالحنا جميعاً ويحفظ أمننا واستقرار شعوبنا.
وثاني الدلالات أن الندوة تأتي بعد القمم الصينية في الرياض، التي تعزز أواصر التعاون المشترك بيننا كعرب وبين الصين بما يؤكد أهمية اللحظة الراهنة التي نعيشها والتي تحتاج من الجميع إلى كل تكاتف وتعاون بما يخدم جميع الأطراف، ويرسم طريق حرير جديداً يسهم في تأمين مستقبل الأجيال القادمة.
وأضاف: لهذا نرى تعاونا ودعما كبيرا من كافة الأصعدة في المنطقة العربية، فالإمارات على سبيل المثال هي طرف فاعل في مبادرة "حزام واحد-طريق واحد"، وقد وصفها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالمبادرة التنموية والحضارية الرائدة، مؤكداً أن "موقع الإمارات الاستراتيجي، وبنيتها التحتية العصرية، وقدراتها اللوجستية المتطورة، وعلاقاتها التجارية المتنوعة والواسعة مع مختلف دول العالم، بما فيها الصين، ودورها المسؤول في سوق الطاقة العالمي، يجعلها طرفاً فاعلاً في المبادرة ومحطة أساسية من محطاتها"، وهذا ما يؤكد قوة العلاقة بين البلدين التي تمتد جذورها لأكثر من نصف قرن قبل أن تترسخ دبلوماسيا لأكثر من 38 عاما.
وأشار رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية إلى أهمية التفكير الاستراتيجي الاستباقي الذي أولاه الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، عندما كان أول زعيم خليجي يضع أسسا متينة وراسخة للعلاقات مع الصين والتي انطلقت في 3 ديسمبر/كانون الأول من عام 1971، أي بعد يومين على قيام دولة الإمارات، هذه الأسس أكدها خلال زيارته التاريخية للصين في مايو/أيار عام 1990، حيث كانت الزيارة بمثابة ترسيخ لمبدأ من مبادئ السياسة الخارجية الإماراتية، وهو تنويع العلاقات السياسية والاقتصادية، والانفتاح على جميع الدول الصديقة.
كما نوه إلى زيارة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية وحضوره القمم الثلاثة، والذي رسم البيان الختامي للقمة العربية الصينية، خريطة طريق للتعاون والتكامل ودعم السلام، وأكد تعزيز أواصر التعاون المشترك، والارتقاء بعلاقات الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين العربي والصيني، تثميناً للروابط التاريخية بين شعوبنا.
"استراتيجية المفاضلة الكاذبة"
وتابع: ما يهمني الإشارة إليه ليس ما جاء في هذه القمم ولا ما نتج عنها، ولكن ما أود الإشارة إليه هو السياق الذي سبق الزيارة والقمم بمجرد الإعلان عنها، برزت الأسئلة والاستنتاجات المعلبة فوراً، كان السؤال الأكثر إلحاحاً ما أسميه "استراتيجية المفاضلة الكاذبة"، وهو أيهما سيختار الخليج، أمريكا أم الصين؟ أمريكا والتحالفات الأمنية، أم الصين والعلاقات الاقتصادية؟ وما يهمني أيضاً ليس استعراض مراكز الأبحاث والصحف ووسائل الإعلام التي تبارت في الإجابة عن السؤال والتي حاولت التأكيد على أن السياق تغير، وأن العرب والخليج أصبحوا أكثر واقعية في التعامل مع التحديات ويختارون مصالحهم ومصالح شعوبهم.
وواصل: ما يهمني هنا وما أود التأكيد عليه هو لماذا الإلحاح على "استراتيجية المفاضلة الكاذبة"؟ لماذا باتت الكثير من دوائر صنع القرار في العالم الغربي لا تفكر خارج إطار هذه الاستراتيجية، معي أم ضدي؟.. تتحالف معي أم تتحالف ضدي.. عدو أم صديق؟ وبعد أن تغلغلت هذه الاستراتيجية وهذه الثقافة في الغرب كان من الطبيعي أن يصدر التصريح الصادم من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، الذي فجّر جدلاً خلال هذا العام بقوله إن "أوروبا حديقة وبقية العالم أدغال".
وأكمل: هنا تحديداً يأتي دورنا كإعلاميين وصحفيين ومفكرين ومراكز فكر، في أن نسعى بكل قوة وبكل جهد لأن نُخرج العالم من قمم استراتيجية المفاضلة الكاذبة إلى أفق التعاون الأرحب القائم على الفهم المشترك لخصوصية كل طرف، ولنتعاون جميعاً على تحقيق مصالح شعوبنا بما يخدم مصلحة الإنسانية، وأود في هذا السياق أن ألفت النظر إلى خطوة استباقية في الوطن العربي.
الإمارات نموذج التسامح والتعايش المشترك
وشدد: "علينا أن نظهر للعالم جمال التعاون والتسامح والتعايش المشترك، وهنا في بلدي دولة الإمارات العربية المتحدة يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية في سلام ووئام تام، في نموذج حاضر أمام أعين الجميع لا يحتاج إلى الكتابة عنه".
ودعا أحمد سعيد العلوي إلى فتح باب التواصل قائلا: علينا أن نفتح باب التواصل بيننا، وعلينا أن نتبادل البعثات والتدريب والتعاون والشراكات، هذا دورنا، يجب أن نتعاون على ذلك".
وختم رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية كلمته بقوله: البوصلة والورق والبارود هي أشياء لا يجمع بينها سوى أنها اختراعات يظن الكثير من عامة الناس أن الذي ابتكرها هو الغرب، ولكنها في الحقيقة ابتكارات صينية كانت في مسار تطويرها مساهمات عربية وحتى غربية، لتجسد أبسط دليل من التاريخ على وحدة الخط الحضاري البشري.. التمسك بهذا المسار الحضاري الذي ينصهر فيه الجميع لخدمة البشرية هو الأمل الذي يعلو فوق النبرة التي يعلو أوارها بين الحين والآخر عن صراع الثقافات، وهو يقدم أبسط دليل على أن الثقافة هي إرث تملكه البشرية جمعاء، فليست ثمة ثقافة تملك القدرة على الانتشار والتطور بمعزل عن باقي الثقافات.. نتمنى للصين وشعبها دوام التقدم والازدهار والأمن والاستقرار، ولشعوب العالم مزيدا من التعاون في خدمة الإنسانية جمعاء.
aXA6IDMuMTQ4LjIyOS41NCA=
جزيرة ام اند امز