"العربية" على مواقع التواصل الاجتماعي.. رقمنة الفصحى ليست ترفا
نظمت مبادرة "بالعربي"، الجمعة، حلقة نقاشية افتراضية تحت عنوان "الفصحى على قنوات التواصل الاجتماعي"، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.
وشارك في النقاش الذي أداره الإعلامي محمد الكعبي، كلٌ من الدكتور جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية.
وبثت الفعالية مباشرة عبر حسابات مبادرة "بالعربي" (إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة) على مواقع التواصل الاجتماعي.
600 مليون متحدث بالعربية بحلول 2050
وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، إن إطلاق مركز أبوظبي للغة العربية هو تتويجٌ لجهود دولة الإمارات، حيث جمع المبادرات التي يمكن أن تخدم اللغة في مجال الترجمة، وتلك الخاصة بالناطقين بها أو بغيرها.
وأضاف أن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يؤمن بأن اللغة العربية غنيَّة، حيث مثَّلت على نحوٍ نوعي إيقاع الحياة، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، أكَّد أن حضور اللغة العربية يعود إلى قدرتها الكبيرة على الإفصاح والبيان والبلاغ.
وتابع: "نريد أن تكون اللغة العربية الفصحى أنيقةً، ونابضةً بالحياة، وأن ترتقي لتتحوَّل إلى لغة إبداع لأنها من أكبر 5 لغات في العالم، وهناك توقعات بأن يصل عدد المتحدثين بها إلى 600 مليون بحلول عام 2050".
وأشار إلى أننا "نواجه أزمة تهميش للغة العربية ولأحرفها، إلى جانب أزمةٍ أخرى تتعلَّق بتحديات البحث العلمي العربي، ولا بدَّ من التأكيد أنَّ قيادة دولة الإمارات واعيةٌ لهذا الأمر".
وأوضح الدكتور علي بن تميم أن الدراسات تشير إلى أن التكنولوجيا سهَّلت تعلُّم اللغات بستة أضعاف.
لا خوف على اللغة العربية
بدوره، قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: "قبل 8 سنوات زارني مجموعة من الشباب، وقالوا لي إن كثيراً من أقرانهم يكتبون باللغات الأجنبية، واقترحوا عليَّ أن نطلق مبادرةً تشجِّع على الكتابة بلُغة الضاد، والاحتفال بيومها العالمي، وهكذا انطلقت مبادرة (بالعربي)".
وقال إن اللغة العربية بقيت متربعة على عرش المعرفة والعلوم قروناً من الزمن، واستطاعت أن توصِل الحضارة وتترجمها لكافة الشعوب.
وأكد أن الشباب العربي حينما يعتقدون بأن التطور والنهضة يتطلَّبان منهم الابتعاد عن هذه اللغة؛ حينئذ يكونون واهمين، وهم مطالبون الآن بإتقان هذا اللسان الفصيح دون الاستغناء عن اللهجات.
وأضاف أن مبادرة الشباب باستعمال الفصحى لا شكَّ أنها ستساعدنا على فهم وتمحيص ودراسة الكنوز التي تركها لنا أسلافنا بهذا اللسان.
وتابع: "نُثَمِّنُ عالياً الدورَ المحوريَّ الذي تضطلعُ به وزارة التربية والتعليم في الإمارات من خلال متابعتها الحثيثة وتطويرها الدائم لمناهج اللغة العربية، حيث نجد أن هذه المناهج تسعى إلى بناء شخصية الطالب من عدة اتجاهات".
وشدد جمال بن حويرب على "إنَّنا مطالبون، بل وإن لغتنا العربية تطالبنا بأن نتعلَّم اللغات الأخرى وأن نذلِّلَها لخدمتنا. فالعرب الأقدمون الذين تركوا لنا المخطوطات والإرث العلمي باللغة العربية استفادوا وتعلموا اللغات الأخرى".
ويرى المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة أنه "لا خوف على اللغة العربية، بل الخوف على أهل هذه اللغة؛ لأنهم إن تركوها ضاعت هويَّتهم".
وأكد ضرورة أن تواكب مجامع اللغة العربية الحركة النشطة التي غَزَتْ من خلالها وسائل التواصل الاجتماعي مجتمعاتنا؛ فلم يعد مقبولاً أن تبقى مهمَّتُها حبيسةَ المجلدات والكتب والدراسات المتخصصة، بل ينبغي لها أن تعزِّز من ثقلها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي ختام حديثه قال جمال بن حويرب إن علماء في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "أكَّدوا لي شخصياً أنَّ اللغة العربية أكثر لغة مؤهَّلة للتعامل مع هذه التكنولوجيا".
اليوم العالمي للغة العربية
ويحتفي العالم في 18 ديسمبر/كانون الأول من كل عام باليوم العالمي للغة العربية، وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 لإدخالها إلى لغات المنظومة الأممية المعتمدة إلى جانب الإنجليزية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية.
وتعد اللغة العربية واحدة من أكثر لغات العالم انتشارا، بأكثر من 422 مليون ناطق بها، يمتدون على مساحة 14 مليون كيلومتر مربع، بحسب موقع الأمم المتحدة.
مبادرة بالعربي
لقيت المبادرة الإماراتية "بالعربي" تفاعلاً كبيراً حول العالم، حيث حقق وسم #بالعربي 3.5 مليار مشاهدة عام 2018، كما حظيت في نسختها السابعة في 2019 باهتمام واسع من الجهات الحكومية والخاصة بدولة الإمارات لتعزيز مكانتها بين لغات العالم.
وتسعى مبادرة "بالعربي" إلى تعزيز مكانة اللغة العربية بين لغات العالم، وحث الجمهور على استخدامها في مختلف قنوات التواصل اليومية.
وبدأت المبادرة كفكرة طرحها مجموعة من طلبة جامعات الإمارات، ونفذت بمشاركة عدد كبير من الشباب الجامعي المتطوع لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، التي تبنت الفكرة لتطلقها سنوياً بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية.
وتستهدف جميع فئات المجتمع الناطقة باللغة العربية في الإمارات وحول العالم، من أجل تعزيز الهوية العربية لدى الشباب والشعور بالانتماء، عن طريق التشجيع على استخدام اللغة العربية فقط في جميع وسائل التواصل الاجتماعي "تويتر وفيسبوك وأنستقرام" طيلة اليوم العالمي للغة العربية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwLjgwIA== جزيرة ام اند امز