التطورات والانعكاسات.. المنتدى الاستراتيجي العربي يقدم مقاربة لتحولات العالم
مقاربة جديدة يقدمها المنتدى الاستراتيجي العربي لتطورات الأحداث العالمية وانعكاساتها على المنطقة.
والأربعاء، انطلقت أعمال المنتدى الاستراتيجي العربي في دبي، بمشاركة نخبة من المسؤولين وقادة الفكر لبحث حالة العالم العربي سياسيا واقتصاديا.
وتركز الدورة الجديدة من المنتدى، الذي يقام تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على حالة العالم العربي في عام 2024، إذ يشخص المتحدثون المتغيرات السياسية والاقتصادية، وموقع العرب ودورهم في التغيرات المتسارعة إقليمياً ودولياً.
وفي جلسة بعنوان "ماذا يريد العالم من العالم العربي؟"، قدم البروفيسور فرانسيس فوكوياما أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب "نهاية التاريخ"، والدكتور باراغ خانا المؤسس والشريك لـ "فيوتشر ماب" مقاربة جديدة لتطورات الأحداث العالمية وانعكاساتها على المنطقة العربية وخارطة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط.
وجاءت مشاركتهما بالجلسة ضمن المنتدى الاستراتيجي العربي 2024، وحاورهما شون كليري من مؤسسة "فيوتشر وورلد".
واعتبر البروفيسور فرانسيس فوكوياما، خلال حديثه عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، أن "ما نشهده من أحداث وتطورات في هذه الفترة تمثل لحظات حاسمة في التاريخ وأن اتجاه العالم في المستقبل القريب يتوقف على تداعيات ما سيحدث في 2024".
وقال: "الديمقراطية لم تعد هي الخيار السياسي المفروض، بل أصبحت واحداً من السياقات، حيث يبدو أن العالم متجه إلى سياق مختلف".
تحديات أمريكية
وفي مداخلته، ركز البروفيسور فوكوياما على ما يحدث في أمريكا باعتبار أن ما يحدث فيها يُعدّ بوصلة لما يحدث في العالم.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تغيرت على مدى السنوات العشر الماضية، وأن أعداد الأمريكيين الذين يعتقدون أن بلادهم تواجه مخاطر أكثر من أي وقت مضى، في ازدياد.
وشدد صاحب الكتاب الشهير "نهاية التاريخ والإنسان الأخير" على أن أهم القضايا التي تؤرق الأمريكيين حالياً هي ما يتعلق بحقوقهم في بلادهم، وقضية الهجرة، لافتا إلى الانتخابات الرئاسية المقررة العام الجاري باعتبارها حدثاً مفصلياً في رسم ملامح مستقبل هذا البلد والعالم.
وحول التطورات الأخيرة في المنطقة، رأى البروفيسور فوكوياما أن "السياسة الأمريكية حول حرب غزة لم تكن بنّاءة، فإدارة الرئيس جو بايدن كان عليها الابتعاد وعدم التورط، ولكنها عادت مرغمة إلى المنطقة، ما أثر سلباً على مصداقية أمريكا بالمنطقة، وموقفها من إسرائيل في حرب غزة أبعدها كثيراً عن العالم العربي".
واعتبر أن "عدم إرغام إسرائيل على تبني سياسة مختلفة، عقلانية إذا صح القول، في حربها مع غزة، جعل مصداقية أمريكا تتدهور في المنطقة، بل في دول جنوب العالم أجمع".
علاقات إيجابية
من جهته، أكد الدكتور باراغ خانا أن المنتدى الاستراتيجي العربي يعد إحدى أهم الفعاليات التي يشهدها العالم العربي.
وقال: "إن ما يريده العالم من المنطقة العربية يتقاطع مع ما يريده العالم العربي لنفسه، وهو أن يكون محوراً مستقراً للغاية، يربط بين المناطق الاقتصادية والاستراتيجية الكبرى".
وأعاد خانا التذكير بما قاله قبل خمسة أعوام خلال زيارته دبي "إن الشرق الأوسط منطقة عبور حيوي بين حضارات أوروبا وآسيا وأفريقيا".
ونوه إلى أن "آسيا مهمة جدا بالنسبة للعالم العربي، لأنها أكبر مستثمر في المنطقة"، كما تطرق إلى أهمية منظمة "البريكس" والتوسع في عضويتها، وكذلك الوضع الأمني في البحر الأحمر والمحيط الهندي، ومدى تأثر دول آسيا بالتهديدات التي تواجهها التجارة العالمية في البحر الأحمر.
وبحسب خانا، فإن حربي أوكرانيا وغزة ستتركان آثارهما في الشرق الأوسط باعتباره متعدد الأعراق والتحديات أيضاً.
aXA6IDMuMTUuMTQ5LjI0IA==
جزيرة ام اند امز