هجمات أرامكو.. إدانات دولية ورسائل سعودية وعقوبات لإيران
عواقب سياسية واقتصادية وعسكرية خطيرة أحدثها الهجوم على معملي نفط تابعين لشركة أرامكو السعودية
تداعيات سياسية واقتصادية عسكرية واسعة النطاق للهجمات الإرهابية على معملين لتكرير النفط تابعين لشركة "أرامكو" فجر السبت الماضي.
سياسيا، قوبلت الهجمات بإدانات دولية وعربية وإسلامية، واتهامات لإيران بزعزعة استقرار المنطقة، وتحذيرات من مغبة سلوكياتها، فيما أعلنت الأمم المتحدة إرسال فريق من الخبراء الدوليين إلى السعودية للتحقيق في الهجوم.
- سفير السعودية بلندن: إيران مسؤولة عن هجوم أرامكو ونحقق في الملابسات
- ماكرون: يجب ألا يظهر العالم ضعفا تجاه هجمات أرامكو
وأكدت أمريكا مسؤولية إيران عن تلك الهجمات، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، فرض عقوبات جديدة على إيران، فيما أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو زيارة إلى السعودية، أجرى خلالها مباحثات مع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
واقتصاديا، تسببت الهجمات في خفض إنتاج المملكة من النفط الخام بمقدار 5.7 مليون برميل في اليوم، وهو ما يعادل نصف إنتاج الدولة من النفط، ونحو 6% من الإنتاج العالمي.
وعلى خلفية هذا الانخفاض، سجلت أسعار النفط (خام برنت)، الإثنين، ارتفاعا بنسبة 20% إلى 71,95 دولار للبرميل في أكبر ارتفاع بالنسبة المئوية منذ 28 عاما، قبل أن تهبط الأسعار بعد إعلان السعودية الثلاثاء استعادة طاقتها الإنتاجية.
وعلى الصعيد العسكري، أعلنت السعودية انضمامها للتحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية، في خطوة مهمة على صعيد مواجهة تهديدات إيران لأمن الملاحة الدولية، وضمان أمن الطاقة العالمي.
وتغطي منطقة عمليات التحالف الدولي لأمن الملاحة في الخليج مضيق هرمز وباب المندب وبحر عمان والخليج العربي.
كما أعلن الجيش الكويتي، الأربعاء، رفع حالة الاستعداد القتالي لبعض وحداته بشكل احترازي.
وقالت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، في بيان، إن القرار جاء "ضمن الإجراءات الاحترازية الواجب اتخاذها في مثل هذه الظروف التي تمر بها المنطقة".
وأضافت أن هذا الإعلان يأتي حفاظا على أمن البلاد وسلامة أراضيها ومياهها وأجوائها من أي أخطار محتملة، بالتنسيق المباشر والدائم مع كل الجهات العسكرية والأمنية في الدولة.
يأتي ذلك بعد أيام من إعلان الحكومة الكويتية أنها تحقق في تقارير عن رصد تحليق طائرة مسيرة فوق البلاد، وتنسق مع السعودية بعد الهجوم على معملي أرامكو.
غموض.. وتحقيقات أممية
وتعرض معملان تابعان لأرامكو لهجوم إرهابي فجر السبت الماضي، وأعلنت الداخلية السعودية السيطرة على حريقين اندلعا في معملين للنفط بمحافظة بقيق وهجرة خريص، نتيجة استهدافهما بطائرات دون طيار.
وموقع بقيق على بعد نحو 60 كليومترا جنوب غرب الظهران في المنطقة الشرقية بالسعودية، ويضم أكبر معمل لتكرير النفط على مستوى العالم، أما منطقة خريص، التي تبعد نحو 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربي، فبها ثاني أكبر حقل للنفط في البلاد، هو ما يكشف بشكل واضح خطورة تلك الهجمات.
الميلشيا الحوثية أعلنت مسؤوليتها عن تلك الهجمات عقب وقوعها، إلا أن تحالف دعم الشرعية في اليمن أكد أن الهجوم الإرهابي لم يكن من الأراضي اليمنية، وأن الأسلحة المستخدمة بالهجوم إيرانية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، عن مصدر مطلع (لم تحدد هويته)، أن الدلائل الأولية تشير إلى أن الهجمات من المحتمل أن تكون من العراق، مستندا في روايته إلى "نفوذ طهران" في جنوب العراق القريب من المواقع السعودية المستهدفة من اليمن، إلا أن العراق نفى استخدام أراضيه لمهاجمة منشآت نفطية سعودية.
والثلاثاء، الماضي، قال مسؤول أمريكي إن الولايات المتحدة تعتقد أن الهجوم انطلق من جنوب غربي إيران.
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العقيد الطيار الركن تركي المالكي، الأربعاء، أن هذا الهجوم لم يكن من اليمن كما ادعى الحوثيون وبيّن أن هذا الهجوم قد نشأ من الشمال وكان مدعوماً من إيران.
وبيّن أن 25 طائرة مسيرة وصاروخا جرى إطلاقها على منشأتي النفط، وإن من بينها طائرات مسيرة إيرانية من طراز دلتا وينج استُخدمت إضافة إلى صواريخ كروز، لافتا إلى أن السلطات لا تزال تحقق في الهجوم لتحديد موقع الإطلاق.
وأرسلت الأمم المتحدة فريقا من الخبراء الدوليين إلى السعودية للتحقيق في الهجوم.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، خلال مؤتمر صحفي الأربعاء، أن خبراء أممين في شؤون السلام غادروا بالفعل إلى السعودية للتحقيق في هجمات أرامكو، وإنهم سيرفعون تقريرهم لمجلس الأمن.
إدانات دولية.. وتضامن واسع
الهجمات قوبلت بإدانات واسعة، على الصعيد العربي صدرت إدانات من الإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان ومصر والأردن والمغرب والجزائر وتونس واليمن وفلسطين ولبنان وموريتانيا والسودان وجيبوتي وجمهورية القمر.
على الصعيد الدولي أدانت الهجمات أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا ورومانيا وألمانيا وسنغافورة واليابان والهند وباكستان وأفغانستان وكوريا الجنوبية ونيجيريا والبرتغال وأريتريا والسنغال وجامبيا.
كما أدان الهجمات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني، والجامعة العربية والبرلمان العربي ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي.
وأدان حلف شمال الأطلسي، متهماً إيران بزعزعة استقرار المنطقة.
وتلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اتصالات هاتفية من الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، والملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني بن الحسين، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعربوا خلالها عن إدانة بلادهم العمل الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص، وتضامنهم ووقوفهم إلى جانب المملكة في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها والتصدي للإرهاب بكل صوره وأشكاله.
كما تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالا هاتفيا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات، أدان خلاله الهجوم الإرهابي، مؤكدا وقوف الإمارات مع السعودية وما يمس أمنها.
كما عبّر ملك البحرين والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد بدولة الكويت هاتفيا لولي العهد السعودي عن تضامن بلادهم وإدانتها الهجوم.
وعلى الصعيد الدولي، تلقى اتصالات مماثلة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والكوري الجنوبي مون جاي إن، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الباكستاني السيد عمران خان، ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر.
وشدد الرئيس الأمريكي على استعداد بلاده للتعاون مع السعودية في كل ما يدعم أمنها واستقرارها.
بدوره، أكد وزير الدفاع الأمريكي دعم بلاده الكامل للسعودية في موقفها تجاه الاعتداءات الأخيرة، مشيرا إلى أن بلاده تدرس كل الخيارات المتاحة لمواجهة هذه الاعتداءات على المملكة.
5 رسائل
خلال تلك الاتصالات نقل ولي العهد السعودي 5 رسائل للعالم وهي:
- للمملكة القدرة على مواجهة هذا العدوان الإرهابي والتعامل معه
- ما حدث يعد اختباراً حقيقياً للإرادة الدولية في مواجهة الأعمال التخريبية المهددة للأمن والاستقرار الدوليين
- الهجمات التخريبية استهدفت زعزعة الأمن في المنطقة بأسرها والإضرار بالاقتصاد العالمي ككل
- التهديدات الإيرانية ليست موجهة ضد السعودية فحسب، وإنما تأثيرها يصل إلى الشرق الأوسط والعالم
- رغبة السعودية في إجراء تحقيق بمشاركة دولية ليطمئن المجتمع الدولي إلى سلامة إجراءاته
عقوبات أمريكية
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، إن عقوبات جديدة على إيران سيعلن عنها خلال الـ48 ساعة المقبلة.
وأضاف ترامب، في مؤتمر صحفي، أن الأمم المتحدة سيكون لها دور مهم في التحقيقات بهجمات أرامكو بالسعودية.
وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها خيارات عدة للرد على إيران فيما يتعلق بهجوم أرامكو، وأن العقوبات ستكون مشددة على إيران.
وأوضح أن قراره بعدم توجيه ضربة عسكرية لإيران في السابق ينم عن قوة، وأنه من "السهل شن هجوم".
aXA6IDMuMTYuMTM1LjIyNiA= جزيرة ام اند امز