نقش لملك بابلي يكشف دور جزيرة العرب الحضاري على مر العصور
تؤكد المكتشفات الأثرية في السعودية الدور الحضاري لجزيرة العرب المتجذر بعمق التاريخ وعلاقتها مع الحضارات الإنسانية.
ولعل أحدث هذه المكتشفات عثور فرق هيئة التراث ضمن أعمال المسح في تيماء بمنطقة حائل، شمال غرب المملكة، على نقشٍ ثانٍ للملك البابلي نابونيد الذي حكم منطقة بابل خلال الفترة من 555-539 قبل الميلاد.
وبحسب رئيس هيئة التراث في السعودية، الدكتور جاسر الحربش، خلال لقاء على هامش فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، بحضور رئيس هيئة الآثار والتراث العراقية الدكتور ليث مجيد، فإن فرق البحث والتنقيب في المملكة عثرت قبل شهرين على النقش الثاني للملك البابلي نابونيد، كاشفاً عن نقش مسماري يخضع حالياً للمعالجة والتفسير، وما هو سيفتح مساراً أصيلاً وآفاقاً للتعاون الحضاري بين المملكة والعراق خلال الفترة المقبلة.
وبيّن أن "تيماء" على مر العصور كانت مركزاً تجارياً واقتصادياً ونقطة التقاءٍ للطرق التجارية القديمة، ونظير وفرة المياه وخصوبة التربة واعتدال المناخ كانت مقصداً تعاقبت عليها الحضارات القديمة منذ العصور الحجرية الحديثة (من الألف العاشر وحتى نهاية الألف الرابع ق. م)، مروراً بالعصر البرونزي (الألف الثالث ق. م) ثم العصر الحديدي "الألف الثاني ق. م"، وهو العصر الذي ازدهرت فيه تيماء حتى أصبحت واحدةً من أهم المدن في شمال الجزيرة العربية.
وأوضح أن فرق البحث بهيئة التراث عثرت في وقت سابق على نقش مسماري في "الحيط" بمنطقة حائل يرجع إلى فترة الملك نابونيد، وهو المكان الذي عرف في العصور القديمة باسم "فدك" ولا تزال بقايا القلاع والفنون الصخرية والمنشآت المائية شواهد حاضرة، تكمن قيمتها التاريخية للحقبة من الألفية الأولى قبل الميلاد حتى أوائل العصر الإسلامي.
من جانبه تحدث ليث مجيد عن ما تحتضنه مدينة بابل التاريخية - 93 كيلو متراً عن بغداد - من آثار أهمها بقايا السور وبوابة عشتار والمسرح البابلي، والمسرح الإغريقي، وأُدرجت على لائحة التراث العالمي (اليونسكو) عام 2019 م.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز