بالصور.. نقل 35 قطعة خشبية من مركب خوفو للمتحف المصري الكبير
فريق العمل بمركب الملك خوفو ينقل 35 قطعة خشبية كبيرة الحجم بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتوثيق والتصوير ثلاثي الأبعاد
استقبل المتحف المصري الكبير بالجيزة 35 قطعة خشبية كبيرة الحجم من مركب خوفو الثاني بالهرم التي ترجع إلى عام 2566 ق.م، و118 قطعة أثرية قادمة من المتحف المصري بالتحرير في العاصمة القاهرة.
وأوضح عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأولي ونقل الآثار الثقيلة بالمتحف المصري الكبير، أن "من بين أهم هذه القطع صندوق من مقتنيات الملك توت عنخ آمون من الخشب مطعم بالعاج والصدف، ونموذج من نماذج المراكب الموجودة ضمن مجموعة الملك توت، عبارة عن مركب مزود بزوج من المجاديف في مؤخرة المركب، ويحتوي على مقصورة ملونة بألوان طبيعية منها الأزرق والأحمر والأخضر، إضافة إلى مجموعة من التماثيل المصنوعة من الخشب الملون، والتي تصور الحياة اليومية في مصر القديمة".
وأشار إلى أنه قبل إتمام عملية تغليف ونقل القطع جرى الانتهاء من جميع أعمال الترميم الأولى للمركب، وشملت تقوية وحقن وتدعيم الأماكن الضعيفة والشروخ، باستخدام ورق "التشيو الياباني" ومحلول مخفف من الكلوسيل، واستغرقت أعمال الترميم الأولى واستلام وتغليف ونقل تلك المجموعة 12 يوما، حرص فيها فريق ترميم وزارة الآثار المصرية على اتباع أعلى معدلات الأمان في نقل هذه المجموعة؛ نظرا لحساسيتها الشديدة.
ونقل فريق العمل بمركب الملك خوفو الثانية 35 قطعة خشبية كبيرة الحجم بعد الانتهاء من أعمال الترميم الأولى لها، والتوثيق والتصوير ثلاثي الأبعاد "الليزر سكان" لها، بذلك يصبح إجمالي ما نقل من مركب خوفو الثانية إلى المتحف المصري الكبير هو 784 قطعة خشبية.
واكتشف مركبا الملك خوفو عام 1954 عند قاعدة الهرم الأكبر بالجيزة، عندما اكتشف عالم الآثار المصري كمال الملاخ، حفرتين مسقوفتين عند قاعدة هرم خوفو الجنوبية، عثر في قاع إحداهما على سفينة مفككة متقنة النحت من خشب الأرز، وكان عدد أجزاء المركب 1224 قطعة لا ينقص منها أي جزء من ضمنها 5 أزواج من المجاديف واثنان من زعانف التوجيه، وأعيد تركيب المركب الأول ليبلغ طوله 42 مترا.
أما الحفرة الثانية، فُحصت عام 1987 عن طريق كاميرات صغيرة أدخلت في الحفرة، وتبين أن مركبا آخر موجود ومفكك، والحفرة الشرقية طولية موازية للهرم من ناحية الجنوب وتبعد عنه 17 مترا، ويبلغ طولها 31 مترا، وعمقها 5 أمتار، وكانت تسد الحفرة من أعلى قطع من الحجر عرضية تستند على جانبي الحفرة الشمالي والجنوبي، وكانت الفتحات بينها مسدودة بملاط يغلق الحفرة تماما.
وبدأ مشروع ترميم مركب خوفو الثانية عام 2009 بالتعاون بين المجلس الأعلى للآثار آنذاك وفريق عمل ياباني من جامعة "واسيدا"، برئاسة الدكتور ساكوجي ياشيمورا، ونظف الفريق حفرة المركب من الحشرات، وأجروا دراسة حالة ألواح المركب داخل الحفرة والتي وجدت في 13 طبقة تحت الأرض، وفى 2010 رفعت الكتل الحجرية، والتي تبلغ 41 حجرا تزن الكتلة الواحدة 16 طنا، ووضعت كتل خشبية بدلا منها ذات مواصفات خاصة صنعت باليابان لعزل الحفرة بالكامل، كما تضمنت تسجيل وتوثيق علمي واسع للمنطقة المحيطة بحفرة المركب الثانية بما يعرف بالمسح الراداري.