بين أرمينيا وأذربيجان، واستقدام مرتزقة العالم إلى ليبيا، وسوريا قبلها، واليمن وغيرها، ما الذي يخفيه أردوغان من تآمر على أمة العرب؟
يسنّ أردوغان أسنانه ليستحوذ على بؤرة جديدة من بؤر التوتر التي يحرّكها في أرجاء الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا، متدخلاً في الشؤون السيادية للدول، ومحرضاً على اللجوء إلى العنف في حل النزاعات الدولية والخلافات الداخلية في الدول نفسها، عاملاً على تأكيد المؤكد في مجال النزعة الاستعمارية الاحتلالية العثمانية المتجددة، وكاشفاً الوجه القبيح للسياسة التخريبية التركية الخارجية التي لا ولن تسمح لدول المحيط بأن تعيش بأمن وأمان، وأن تستثمر ثرواتها الطبيعية لصالح شعوبها ورفاه مستقبلها.
ففي تصريح له في وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده لن تتردد أبدًا في التصدي للهجوم على حقوق وأراضي أذربيجان، ذات الأغلبية التركية المسلمة، وهنا يبرز لنا الخطاب العنصري الأردوغاني والتحريض والتطرف الديني من جهة، كما يبرز التخفي وراء الشعارات الدينية لإيهام السذج من العرب والمسلمين وأتباع الإخوان في تغطية الجشع التركي والطمع بثروات الدول الغنية بالنفط خاصةً، والساعية إلى تأجيج الصراعات لتعزيز الصناعات العسكرية ونسبة إسهامها في الدخل القومي للدولة التركية.
بين أرمينيا وأذربيجان، واستقدام مرتزقة العالم إلى ليبيا، وسوريا قبلها، واليمن وغيرها، ما الذي يخفيه أردوغان من تآمر على أمة العرب والمسلمين ومن كيد وحقد على الإنسانية؟
كما لا يخفى على أحد، الرابط العضوي الوثيق بين القيادة العليا التركية وقطر والتنظيم الدولي للإخوان كحاضن عالمي لدعوات الانفصال والنزاع وكممول وداعم للإرهاب والأنظمة الإرهابية، من خلال تزويدها بالصناعات العسكرية عالية التقنية، في خرقٍ صريح للاتفاقيات الملزمة لدول حلف الناتو وتركيا منها.
ففي تغريدة حديثة لرئيس قطاع الصناعات الدفاعية التركية، إسماعيل دمير، عبر حسابه في تويتر، وحديثه عن لقائه في أنقرة مع قائد الجيش في جمهورية نخجوان ذاتية الحكم بأذربيجان، كرم مصطفييف، ونائب وزير الدفاع وقائد القوات الجوية الأذري، رامز طاهروف، يقول دمير: "صناعاتنا الدفاعية بكل خبراتها وتقنياتها وقدراتها وأنظمتها الحربية الإلكترونية هي دائمًا تحت تصرف أذربيجان"، لافتاً إلى أنظمة جديدة وصيانة وتدريب ستقدمها أنقرة إلى باكو.
إنه السارق العثماني المتجول، بائع الأوهام والأكاذيب باسم الدين، المروّج لتخدير الشعوب بأكاذيب تحرير القدس، وأسلمة أوروبا عبر إغراقها بالمهاجرين، وتحويل المتحف إلى مسجد لتغطية تحويل تركيا كلها إلى دولة بوليسية قمعية وسجن كبير يمارس فيه الجزار باشا وذئابه الرمادية أعتى أنواع الإبادة الجماعية، وآخر هذه الممارسات الهجمة البربرية على السكان العزّل من الأكراد تحت اسم يلدريم 2 جيلو بمشاركة 1106 عناصر من المهام الخاصة.
إذاً، بين أرمينيا وأذربيجان، واستقدام مرتزقة العالم إلى ليبيا، وسوريا قبلها، واليمن وغيرها، ما الذي يخفيه أردوغان من تآمر على أمة العرب والمسلمين ومن كيد وحقد على الإنسانية جمعاء؟ "ستبدي لنا الأيام ما كنا نجهله، وسيأتينا بالأخبار من لم نزودِ"، وما الذي ينتظره العالم لفضح أردوغان كمجرم حرب وسياسي لا يقل نازية عن هتلر وفاشية عن موسيليني؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة