بعدسة "العين الإخبارية".. مقر قيادة جيش السودان بين الأمس واليوم
المكان: مقر قيادة الجيش السوداني وسط الخرطوم، الزمان 19 أبريل/نيسان 2019، المشهد: رجال ونساء وأطفال جمعهم الميدان والغضب والثورة.
المكان: مقر قيادة الجيش السوداني، الزمان 19 أبريل/نيسان 2023، المشهد: أصدقاء الأمس جمعهم المكان وفرقتهم السلطة.
وما بين المشهدين، تقف الخرطوم اليوم تكفكف دمعة أهلها المفجوعين، وتبحث في سمائها عن بدر أطفأته نيران السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع لليوم الخامس على التوالي، مخلفة عشرات القتلى ومئات الجرحى.
وما بين الأمس واليوم، تلتقي دروب الخبر في "العين الإخبارية"، هناك حيث كانت في 19 أبريل/نيسان 2019 وهنا حيث هي في اليوم نفسه من 2023.
وكما تصنع الأحداث دورتها الفيزيائية، تراكم "العين الإخبارية" محطات السودان في اثنين من المشاهد المفصلية وتتعقب من عين المكان تفاصيل الخبر وسياقاته وارتداداته.
مقر القيادة.. الحارس والثائر
في ذروة اعتصام "التغيير والحرية" الذي أطاح بنظام الرئيس السابق عمر البشير، لم يجد السودانيون من حارس أمين سوى مقر قيادة الجيش.
هناك اليوم، يعلو أزيز الرصاص بين أبناء حارس الوطن، وتُقرع أجراس الخوف في كل بيت وزقاق، في مشهد منفصم يترجم نشاز الحيثيات والأهداف.
هناك الأمس، علت الحناجر تصدح بمطالب الثورة والكرامة، تغضب تارة، وتشيد طورا بخطوات الجيش نحو تحقيق مطالبهم.
هناك اليوم، علت نبرات التخوين، وارتفع سقف الاتهامات ومعها فوهات المدافع تقصف رفقة الأمس وحليف سنوات الجمر.
هناك الأمس، تدفق السودان نحو مقر قيادة الجيش يستعر الغضب من حناجره لكنه واع تماما بمعنى السلام ونبذ الفوضى حتى في الغضب والاعتصام.
هناك اليوم ترتفع أعمدة الدخان لتدون في سماء الخرطوم ملحمة حزينة تهدد برصاصة أخيرة في رأس بلد متهالك تأبى أزماته المتلاحقة أن تمنحه هدنة للحياة.
هناك الأمس، كانت المعادلة منطقية والمقاربة عادية منسجمة مع ثنائية الشعب والسلطة والغضب والردع وكانت الرحلة واضحة والخارطة بينة.
هناك اليوم يغيب صوت العقل وتتلاشى الدعوات للتهدئة ويذوب الالتزام بالهدنة تحت ثقل الاتهامات والاشتباكات.
هناك الأمس، وقف جل الوطن، محافظين على سلمية اعتصامهم رغم كل شيء، فهم كانون يدركون جيدا معنى السلام في الاعتصام وفي الحياة.
هناك اليوم.. يستحلف السودانيون "جند الله جند الوطن" بتحدي نيرانهم في المحن، وشراء المجد بأغلى ثمن، حتى يعيش السودان علما بين الأمم.
هناك اليوم أيضا تكتسي سماء الخرطوم سواد انفجار بمحيط المطار فيما تنذر المعارك قرب القيادة العامة للقوات المسلحة بأن القادم قد يكون أسوأ.
موقع استراتيجي
يقع مقر قيادة الجيش وسط العاصمة الخرطوم، ويضم خمسة أبنية للقوات الجوية والبرية والبحرية والاستخبارات العسكرية ووزارة الدفاع، إلى جانب مبان لمؤسسات عسكرية أخرى.
على بعد 300 متر فقط من مقر القيادة العام للجيش، يقع مبنيان للدعم السريع، ويفصل بينهما شارع الطابية، وهو ما يجعل سقف الاشتباكات بين الطرفين مفتوحا من أوسع أبوابها.
aXA6IDE4LjIyMy4yMzcuMjQ2IA==
جزيرة ام اند امز