تعرف على أغرب التدريبات العسكرية..شرب دماء الأفاعي
هل تتخيل أنه من الممكن أن تتعدى تدريبات الجيوش حول العالم حدود الغرابة إلى الجنون، فتكسر الخيط الرفيع الفاصل بين المنطق العام والعسكري؟
فأن يشرب جنود دماء أفاعي "الكوبرا" لن يزيد فعليا من قوتهم الجسدية، لكن الصورة يمكن أن تشكل استعراضا للقوة، غالبا ما يعتمد عليه في التكتيكات العسكرية حتى فيما يتعلق منها بالتدريبات.
ومن لعبة "البطاطا الساخنة" بقنبلة حقيقية، مرورا بإطلاق رصاص على الصدر، وصولا إلى السير على السلاسل المعدنية والقفز في النيران، تختلف التدريبات الشاقة، لكنها تتقاطع عند غرابتها وقساوتها.
ومع أن بعض التدريبات يمكن أن تدخل في تحسين القدرات القتالية للجنود، لكن الكثير منها يبقى مجرد واجهة تعكس صورا تداولها الجيوش لرفع سقف التحديات وإظهار القوة.
دماء الأفاعي
المشهد يبدو غريبا ومخيفا حتى بمجرد تخيله: جنود يصطفون أمام قادتهم، ويتقدمون تباعا بشكل منفصل، فيرفع الجندي رأسه ويضم يديه خلف ظهره، ويفتح فمه، حيث يقوم القائد بفتح فم الأفعى الميتة ومنزوعة السم ويسكب دمها في فم الجندي.
هذا جزء من تدريب عسكري للأسطول التايواني، يستهدف تعلم كيفية حفاظ الجندي على حياته وسط البيئات المختلفة ومنها الغابات، لذلك يتدربون على شرب دماء أفاعي “الكوبرا” وتناول الحشرات لهذا الغرض.
وتظهر صور بعض جنود المارينز الأمريكان وهم يتلقون هذا النوع من التعليم في إطار تدريبات عسكرية مشتركة مع الأسطول التايواني.
سلاسل وقنبلة حقيقية
يمر المتقدمون للالتحاق بالقوات الخاصة للشرطة في “بيلاروسيا” باختبارات شاقة للغاية قبل قبول انضمامهم للفرقة، وتشمل السير فوق سلسلة معدنية وسط قنابل الدخان والنيران المشتعلة لاختبار التوازن.
تدريب قاس لكن القائمين عليه يقولون إنه ينطوي على الانضباط والدقة والشجاعة التي يمكن استدعاؤها في خضم المعركة.
ويأخذ الجنود الذين يخضعون للتدريب في جيش التحرير الشعبي الصيني تلك المثل العليا إلى مستويات مختلفة تماما عن المألوف، حيث إن أحد تدريباتهم تضم لعبة غريبة من نوعها يسمونها "الموت الساخن" حيث يخاطرون بالموت جراء انفجار قنبلة يدوية.
ويشمل التدريب تمرير متفجرات حية وكأنها "بطاطا ساخنة" من جندي إلى آخر حتى نهاية الصف، ويلقي آخر جندي القنبلة اليدوية في حفرة، ثم يقفز الجنود بعيدا للاحتماء مع تغطية رؤوسهم قبل وقوع الانفجار.
معادن وسلك ورصاص
تتضمن تدريبات الجيش الياباني تكسير قوالب الطوب أو الألواح الخشبية باليد، أما القوات الخاصة في كوريا الجنوبية فتفعل ذلك في الصخور الصلبة.
وفي الصين يقوم الجندي بنفس العملية لكن باستخدام الرأس عوضا عن اليد، بينما في المكسيك فيتعين على قوات البحرية تعلم كيفية الزحف على امتداد سلك معدني رفيع دون السقوط.
وفي روسيا، تتخذ الحكاية منحى أكثر خطورة، حيث قام لاري فيكرز، ضابط متقاعد من القوات الخاصة في الجيش الأمريكي بتصوير مقطع فيديو لدورة متخصصة في "تدريبات الثقة الروسية"
وهذه التدريبات تعتبر واحدة من تقنيات التدريب التي تشمل قيام المتدربين بإطلاق النيران على صدور بعضهم البعض.
وتكمن الفكرة وراء هذا التدريب في أن يتم إعداد القوات وتهيئتهم للحظات التي يمكن أن يتعرضوا خلالها لإطلاق النيران، وينتهي الأمر بالبعض منهم مصابا بجروح.
بينما تصيب الطلقات فقط السترات الواقية من الرصاص للبعض الآخر منهم، وأيا كانت النتيجة يجب أن يكون الجندي قادرا على تبادل إطلاق النيران بسرعة وبدقة.
المتدرب مطالب هنا أيضا بدفع أي شخص أعزل بعيدا عن مجال إطلاق النيران التي يتم تصويبها عادة إلى أهداف على الأرض تبعد بضعة سنتيمترات عن المتطوعين الذين يقومون بتمثيل دور المارة الأبرياء لإظهار كيف يؤثر الإجهاد على تركيز الجندي.
ورغم الأجواء المجهدة والمتعددة المهام، يتعين أن يكون الجندي المتدرب قادرا على الحفاظ على الهدوء والاضطلاع بمهمته.
يوغا وجليد وصخر
يعد التدريب النفسي أحد أهم عناصر التدريب العسكري، وهذا التدريب في الصين يهدف لتخفيف حدة التوتر.
لكن يبدو أن ليس كل التدريبات العسكرية تتطلب مجهودا بدنيا عنيفا، ففي جنوب الهند تتضمن التدريبات ممارسة بعض تمارين اليوغا.
وفي كوريا الجنوبية يعتمد أحد تدريبات القوات الخاصة على تغطية الجنود بالجليد لتعزيز قدرة التحمل الجسمانية والنفسية.
أما في تايوان فيضطر أفراد قوات البحرية للزحف فوق طريق مغطى بالأحجار الحادة أمام زملائهم لإنهاء برنامج التدريب الذي يمتد لتسعة أسابيع من التدريبات الشاقة المكثفة.
نيران وحيوانات ومياه
في الصين أيضا، يعد القفز خلال حلقة مشتعلة بالنيران أحد التدريبات لجيش التحرير الصيني.
بعض التدريبات قد تتضمن الحيوانات، ففي هولندا يتطلب التدريب من رجال الشرطة ركوب وقيادة الخيول وسط قنابل الدخان.
وفي أمريكا قد يقفز الجنود من الطائرة مع الكلاب من ارتفاعات كبيرة، وقد حقق الجندي “مايك فورسيث” رقما قياسيا في هذا الصدد عندما قفز مع كلبه من ارتفاع قياسي بلغ 9174 مترا.
وفي ألمانيا، تجد عناصر القوات الخاصة نفسها مجبرة على تجميع السلاح تحت الماء مع حبس أنفاسهم طوال تلك العملية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTMuMTg1IA==
جزيرة ام اند امز