بمشاركة السكان.. تدريبات في كوريا الشمالية على حرب بيوكيماوية
أجرت كوريا الشمالية، الأسبوع الماضي، تدريبات دفاع مدني على مستوى البلد، مجبرة السكان على السير لمسافات طويلة إلى مواقع التدريبات للمشاركة.
وألزمت بيونغ يانغ السكان بتجهيز معدات طوارئ شخصية، من بينها الأقنعة الواقية من الغاز، لحماية أنفسهم من هجمات محتملة للأسلحة البيوكيماوية التي تطلقها الولايات المتحدة.
وخلال التدريبات التي استمرت خمسة أيام وانتهت في الثالث من مارس/آذار، تعين على السكان الحضور يوميا في الصباح المبكر بأحد مواقع التدريب، يبعد مسافة 20 كيلومترا، بحسب ما قاله مصدر في مقاطعة هامغيونغ الشمالية لإذاعة آسيا الحرة، شريطة عدم كشف هويته.
وقال المصدر إن الناس واجهوا صعوبة في التنقل من قراهم وموقع التدريب سيرا على الأقدام، وإن التدريب الذي كان يستمر ساعتين تألف من دخول أحد أنفاق المناجم وتحديدا موقع نقطة إخلاء.
وشكا السكان سرا من أن التدريب بأكمله "سخيف"، خاصة أنه طلب منهم تقديم معدات الحماية البدائية الخاصة بهم، وهي عبارة عن أقنعة قماشية، ونظارات أو نظارات واقية، وكمية صغيرة من الشبة كنوع من أنواع مواد التطهير.
وأضاف المصدر أنه يمكن شراء الأدوات كاملة من الأسواق المحلية مقابل حوالي 1.50 دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة للكوريين الشماليين.
وتابع: "كيف يمكن لهم الاستعداد لحرب بيوكيماوية عندما لا تقدم الدولة أيا من المعدات، ويطلب من الناس تجهيز أدوات الحماية الخاصة بهم؟ أين يمكنك العثور على هذا النوع من التدريبات الغبية؟".
وبحسب المصدر، "يتوجب على كل شخص مشارك في التدريب أن يأتي مجهزا بمعدات الحماية، غير أنه مسموح للعائلات بإحضار مجموعة واحدة من المعدات، التي سيتشاركون فيها".
وقال مصدر من مقاطعة بيونغان الشمالية لإذاعة آسيا الحرة إن الناس الذين يواجهون صعوبة في تدبر أمورهم غير سعداء باضطرارهم لإنفاق المال على معدات وقاية لن تكون مجدية في حالة الحرب الحقيقية.
وتعتبر الولايات المتحدة، إحدى 193 دولة، طرفا في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، والتي جرى توقيعها عام 1993، ودخلت حيز التنفيذ عام 1997، والتي تحظر إنتاج أو تخزين أو استخدام الأسلحة الكيماوية.
وبحسب تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية في مايو/أيار عام 2022، تقترب واشنطن من التفكيك الكامل لمخزونها من الأسلحة الكيماوية بحلول الموعد النهائي للاتفاقية في 30 سبتمبر/أيلول عام 2023. وفي المقابل، تعتبر كوريا الشمالية إحدى ثلاث دول ليست طرفا في المعاهدة.
ووفق المصدر فإن العديد من السكان شكوا أنهم اضطروا إلى السير لمسافات طويلة من وإلى التدريب يوميا في البرد، وأن التدريب لا يمكن تطبيقه في حالة الحرب، لكن لا تريد الحكومة سوى إخافة الناس من أجل الطاعة.
وأضاف المصدر: "السلطات تنشر الخوف بين السكان بالحديث عن هجمات أمريكية بالأسلحة البيوكيماوية. ومع ذلك، يعرف الناس أن الولايات المتحدة مجهزة بأحدث الأسلحة في العالم، وليس لديها سبب يدفعها (لإشراكنا) في حرب بيوكيماوية".
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg
جزيرة ام اند امز