اعتقال التجار وإغلاق للأسواق.. صنعاء تدفع ثمن حرب الحوثي
استنزفت الحرب خزائن مليشيا الحوثي التي لجأت لحملة ضد تجار العاصمة اليمنية "صنعاء" لدفع تكاليف وقود الجبهات.
وتحول الهجوم البري الأكبر الذي تشنه مليشيا الحوثي على مدينة مأرب، شرقي اليمن، للأسبوع الثالث طمعا في حقول النفط والغاز إلى سلسلة من الهزائم، تجرع خلالها الانقلابيون صنوف الإذلال على أيدي الجيش اليمني ورجال القبائل ومقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأدى نزيف مليشيا الحوثي، البشري والمادي، إلى تخبط هستيري للانقلابيين والذي ضاعفوا استهداف الأسواق التجارية وكثفوا حملات جمع الأموال والإتاوات في مسعى لتمويل المعركة المصيرية الذي يخوضها بالوكالة عن طهران لابتزاز المجتمع الدولي.
- جباية الحوثي تحاصر أقوات الفقراء.. من ينقذ مزارعي اليمن؟
- الحوثي ينهب موارد اليمن.. جبايات جديدة لدعم إرهاب إيران
مصادر تجارية ومحلية في صنعاء تحدث لـ "العين الإخبارية" أن مليشيا الحوثي كلفت لجاناً ميدانية للنزول إلى الأسواق العامة والمحلات التجارية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، خصوصا العاصمة لتحصيل الإتاوات الدورية المفروضة على التجار.
وذكرت المصادر أن الحملة الحوثية، التي تستهدف تجار العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء بشكل خاص، اشتدت وتيرتها خلال الأيام الماضية بالتزامن مع احتدام المعارك الضارية في جبهات مأرب.
وحسب المصادر، فقد قامت الحملة خلال الأسبوعين الماضيين بمداهمة وإغلاق 7 أسواق و102 من المحال التجارية واختطاف أكثر من 40 تاجراً رفضوا دفع مبالغ مالية كبيرة فرضتها المليشيا الانقلابية المدعومة إيرانيا.
وتأتي الحملة الحوثية وفق ما أكدته المصادر بناء على توجيهات أصدرها قادة الصف الأول لمليشيا الحوثي للقاء بمسؤولي مكتب الصناعة التجارة بصنعاء الخاضع لسيطرة الانقلابيين، وإلزام كل تاجر بدفع مبالغ تتراوح بين 100 ألف ومليون ريال يمني.
وتضمنت التوجيهات الحوثية عدم إعادة فتح الأسواق والمحال المغلقة والإفراج عن المختطفين من التجار قبل دفع المبالغ المفروضة عليهم مضافاً إليها غرامة التأخير والامتناع.
غضب شعبي
وتفرض مليشيا الحوثي الجبايات المالية هذه المرة، لدعم المقاتلين الجبهات، إذ توهم التجار أنها سوف تعيد هذه المبالغ المفروضة عقب السيطرة على أبار النفط وحقول الغاز في مأرب، فيما خصصت جزءاً هاماً من الأموال لدعم العمليات الصاروخية والطائرات المسيّرة المفخخة.
واشتعلت حملة الجبايات الجديدة لتمويل حرب مأرب غضب شعبي واسع، حيث أطلق ناشطين يمنيين مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الشركات والمؤسسات والتجار الذين يثبت تورطهم بتمويل مليشيا الحوثي الإرهابية.
وجاءت الحملة عقب تفاخر أحد التجار المواليين للحوثيين في العاصمة صنعاء، في منشور له على فيسبوك، بالتبرع بمبلغ 5 ملايين ريال يمني كدعم للمجهود الحربي لمليشيا الحوثي في تصعيدها الأخير على مأرب.
وأثار المنشور الذي شاركه القيادي الحوثي المتطرف "محمد البخيتي" على حسابه في "تويتر"، سخطاً واسعاً في الشارع اليمني وسط دعوات شعبية تطالب الحكومة اليمنية والتحالف العربي والمجتمع الدولي بمحاربة شبكة تمويلات المليشيات الانقلابية باعتبارها أهم سلاح يغذي إطالة الحرب بالبلاد.
وتداول نشطاء صور قوائم بأسماء التجار وصور من دعموا حملة الحرب الحوثية مؤخرا على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي داعين إلى مقاطعة أي تاجر يدعم الحوثيين ويفاخر بدعم جماعة إرهابية مدانة دوليا بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.
كسر الاحتكار
من جهتها اتخذت الحكومة اليمنية إجراءات من شأنها كسر الاحتكار الحوثي لاستيراد وتوفير المواد الأساسية والحد من استغلال المليشيات للنشاط التجاري.
وأقرت السلطات اليمنية في مأرب آلية تأهيل تجار كبار في المحافظة لاستيراد وتوفير المواد الأساسية للمواطنين في المحافظة، وبالسعر المناسب، وخاصة المواد الغذائية والدوائية.
الخطوة التي اتخذتها الجهات الرسمية تهدف للتخلص من الحصار غير المباشر الذي تفرضه مليشيا الحوثي على مأرب والمحافظات المحررة ومنع انتقال السلع والبضائع للمستوردين من صنعاء الخاضعة لسيطرتها، إلا برسوم وإتاوات مالية كبيرة عليها وعلى التحويلات المالية، وانعكاس ذلك على ارتفاع أسعار السلع وزيادة ضعف القدرة الشرائية للمواطنين، وفقا للحكومة اليمنية.