اعتقال الشيرازي يشعل فتيل المظاهرات ضد القمع في إيران
المئات من أنصار المرجع الديني الإيراني آية الله الشيرازي تظاهروا في الكويت والعراق ولبنان؛ احتجاجا على اعتقاله.
"الموت للفرعون" هتاف دوى مجددا في مدينة قم، العاصمة الدينية لنظام الملالي في إيران، ليعكس حجم المأزق الذي يواجهه المرشد علي خامنئي بعد أن أسقطت مظاهرات الفقراء نهاية العام الماضي مكانته المزعومة، لكن الاحتجاجات ضد المرشد توسعت نهاية الأسبوع الماضي لتمتد إلى خارج الحدود الإيرانية في الكويت ولبنان والعراق.
اعتقلت الاستخبارات الإيرانية للمرة الثانية على التوالي، آية الله حسين حسيني الشيرازي، نجل المرجع الديني صادق الشيرازي، بسبب كلمة له وصف فيها الولي الفقيه بـ"الفرعون"، تعليقاً على الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها إيران ضد النظام.
وكانت السلطات الإيرانية قد اعتقلت الشيرازي في فبراير/شباط الماضي، كما استدعته إلى مركز الاستخبارات لأكثر من مرة على مدى السنوات الماضية.
وأكد أحد مرافقي الشيرازي لوسائل الإعلام أن الأجهزة الأمنية أوقفت سيارة الشيرازي، الأربعاء الماضي، حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً في طهران، بينما كان يتجه إلى صفه في الحوزة العلمية واعتقلته بالقوة.
وأكد المصدر أن مرافقي وسائق الشيرازي تعرضوا للضرب المبرح، وقامت عناصر الأمن بالاعتداء على أحد المارة الذي التقط عمامة الشيرازي التي كانت قد وقعت على الأرض إثر جره بالقوة.
وقال مرافق الشيرازي إن محكمة رجال الدين كانت قد استدعت رجل الدين الشيعي على دفعات خلال الشهر الماضي، بسبب كلمة له شبه فيها الولي الفقيه بـ"الفرعون"، تعليقاً على الاحتجاجات الأخيرة، لكن الشيرازي رفض الامتثال لأوامر المحكمة على أساس أنه برتبة آية الله ولديه حصانة دينية لا تسمح لهذه المحكمة باستدعائه على أساس آرائه.
ورد الشيرازي على مدعي عام السلطة القضائية قائلاً: "جدي وقف أمام المحتلين الإنجليز ووالدي أمام الشاه، فهل تعتبرون أني سأخاف من الوقوف أمام فرعون الزمان"، في إشارة إلى خامنئي.
وقام المئات من أنصار آية الله حسين حسيني الشيرازي، بالتجمع في مدينتي "قم" و"مشهد" الشيعيتين المقدستين في إيران، ورفعوا شعارات "الموت للمرشد الأعلى علي خامئني" و"الموت للفرعون"، في الوقت الذي تجمعوا فيه أمام القنصليات الإيرانية في مدينتي "كربلاء" و"النجف" الشيعيتين المقدستين في العراق؛ احتجاجاً على توقيفه، إضافة إلى تظاهرات في بغداد والكويت.
من جهتها، وزعت وزارة الإرشاد الإيرانية تعميماً على جميع وسائل الإعلام داخل البلاد تمنعهم من التطرق إلى هذه القضية بأي شكل من الأشكال.
وتعتبر عائلة الشيرازي تاريخياً من أكثر العائلات الشيعية نفوذاً في الحوزات العلمية في إيران. ويعاني الشيرازيون من مشكلة سياسية مع الحكومة الإيرانية؛ بسبب موقفهم من نظام الحكم في إيران، حيث يدعون إلى استقلال الحوزة العلمية والمراجع العظام عن الحكومة، وهو معاكس تماماً لفلسفة النظام القائم على ولاية الفقيه القائم وولاية الأمر.