الإماراتية تهاني الهاشمي: لا وجود لما يسمى بـ"الرواية النسوية"
الروائية الإماراتية تهاني الهاشمي تؤكد لـ"العين الإخبارية" أنها لم تكتب يوما ما تجد فيه تجاوزا لأي خطوط حمراء.
قالت الروائية الإماراتية تهاني الهاشمي، إن المشهد الأدبي في الإمارات مبشر للغاية في ظل وجود أقلام شابة تتسم بالموهبة والقدرة على العطاء والإبداع.
وأكدت "الهاشمي" أنه لا وجود لما يسمى "رواية نسوية"، ولا تحب لأعمالها أن تصنف في هذا الإطار.
وتهاني الهاشمي روائية وكاتبة إماراتية، صدر لها روايات "حب في الزحام"، و"جرف هار"، و"يا سلام"، و"ولا كلمة"، والمجموعة القصصية "تناقضات"، التي صدرت عن دائرة الثقافة بالشارقة 2018.
وفي عام 2014، تم ترشيح رواية "جرف هار" لجائزة البوكر العربية، وحققت الرواية نجاحاً باهراً في معارض الكتب العربية، وبرزت روايتها "يا سلام"، في عام 2016، بمعرض الكويت الدولي، حيث تصدرت مبيعاته.
"الهاشمي" أكدت لـ"العين الإخبارية" أنها لم تكتب يوماً ما تجد فيه تجاوزا لأية خطوط حمراء، لأن ما تكتبه يعكس فكرها وخلفيتها الثقافية، وتحدثت عن حرصها على الظهور للجمهور والقراء بأفضل ما يمكنها تقديمه، وذلك في سياق الحوار التالي.
كيف ترين المشهد الأدبي والثقافي في الإمارات حالياً؟
توجد أقلام تتسم بالموهبة والقدرة على العطاء والإبداع، كما أن الإمكانيات المتاحة كبيرة، والجوائز التي تُمنح تُبشر بوجود وعي شديد، ما يساعد على تطور الأقلام ووصولها إلى مرحلة متقدمة، وهذه مسألة وقت وجهد.
حدثينا عن روايتك الأخيرة "ولا كلمة" وأجواء كتاباتها؟
بدأت في كتابتها بتردد، ولم تكن الفكرة واضحة الملامح، حتى تحدثت عنها مع أحد الأصدقاء، الذي شجعني على استكمال فصولها.
كثفت بعدها من البحث، وتحدثت مع بعض الأشخاص الذين كانت لهم التجربة في تفاصيل مشابهة للأحداث، وتحول بعدها ترددي إلى ثقة بالعمل والفكرة التي تشكلت لتكون جانباً من الواقع.
الرواية بها انحياز للذاكرة وانحياز للرواية النسوية إن جاز التعبير.. لماذا؟
نحن كبشر نعيش حالاتنا ومواقفنا التي تنتهي بنا في نقطة ما، ولكن دائماً ترافقنا الذاكرة التي نحمل معها مُلخصاً متكاملاً من أفراحنا وأتراحنا، نحملها معنا عبر الطفولة، والمراهقة، والنضج، وفي الكهولة.
الذاكرة هي العين الثالثة التي نبني بها جانباً من سلوكنا وفكرنا، وهي الانحياز الذي لا فكاك منه لكل منّا.
أما ما يسمى بالرواية النسوية، فإني لا أؤمن نهائياً بهذه التسمية، لما فيها من تحيز لجنس دون الآخر، وفي الرواية نحن نعمل على تسليط الضوء على الحالة الإنسانية مُجملاً، فالعاطفة لا تُشير إلى الأنثى دون الذكر، ولا التفاصيل الدقيقة تفعل ذلك، إذن من أين جاءت هذه التسمية؟
بطبيعة الحال أُحب موازنة ومزج جميع العناصر مع بعضها البعض، لأن "الهارموني" في العمل هو ما يجعله أكثر تشويقاً واندماجاً، وأكثر فعالية، ليعيش في ذاكرة القارئ ولو للحظات معدودة.
صدر لك من قبل أيضاً روايات "حب في الزحام"، و"جرف هار"، و"يا سلام".. هل اختلفت ظروف كتابة كل رواية عن الأخرى؟
كل عمل من أعمالي عاش معي حالته الخاصة، وظروفه المتفردة، فعملي الأول "حب في الزحام"، شرعت بكتابته وأنا على مقاعد الدراسة، حيث أعيش حالة الغربة، وأجد سلواي في تفاصيل القصة وتدوينها.
لم أكن متأكدة حينها من قدرتي على استكمال الفصول، ولكني نجحت في الانتهاء من عمل متكامل، شق لي طريقاً في مشوار القصة والرواية.
وجاءت بعدها بوقت الفكرة في كتابة "جرف هار"، التي أخذت مني وقتاً في التأمل والتعمق في سلوك الرجل، وقراءته بشكل عام، لأتمكن من الحديث عنه كما ظهر في العمل بطريقة عرض الدور من خلال الشخصية نفسها، وتصوير وجهات النظر المختلفة حسب الشخصية للموقف ذاته.
ولم يكن سهلاً عليّ بناء الشخصيات على هذا النحو، وبذلت في ترتيب الفصول مجهوداً كبيراً، لتبدو بالسلاسة التي خرجت بها إلى القراء.
وبالنسبة لرواية "يا سلام"، فقد كنتُ ظفرت من سابقتيها بخبرة أكبر في الكتابة، فوجدت طريقاً ممهداً لي معها، وكانت مهمتي الأولى بها وضع خطة لبناء السرد الأنسب حسب طبيعة العمل.
عشت مع الأبطال حالة الرفاهية والحب، وارتعبت من فكرة المازوخية التي وجدت نفسي أكتب عنها، وفقاً لمتطلبات الشخصيات.
صدر لك كذلك مجموعتك القصصية "تناقضات ".. حدثينا عنها.
نصحني أحد الأصدقاء بتجربة كتابة القصة، وقبلت الفكرة كتحدٍ، لأن القصة قد تبدو بسيطة لمن يقرأها، لكنها تحتاج إلى مجموعة مختلفة من الأفكار لتكون مجموعة كاملة، تحمل فكرة متقاربة لكن بتفاصيل متباينة.
واخترت اسم "تناقضات" لأن هذا ما عشته خلال كتابتها، فنحن فعلاً نعيش حالة التناقضات يومياً في جميع تفاصيل حياتنا، وما نواجهه كمجتمع في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة، لذلك وجدت أن الفكرة هي الأنسب للعمل بشخصياته وتفاصيله.
حدثينا عن الكتابة النسائية في الإمارات وما يميز الكاتبة الإماراتية عن زميلاتها الأديبات في الوطن العربي.
القلم هو القلم، سواء كان بين أصابع أنثوية أو ذكورية، نحن وحدنا من يقوم بتوجيهه ليحمل قضايا النساء أو الرجال، ونحن من نحمله على رؤية السلام أو الإرهاب.
القلم يقدم رسالة سامية إن آمن صاحبه بذلك، فأنا أقرأ دون تفريق بين الأجناس والجنسيات، فكل الحروف تتوحد في صف القراءة، وما يجذبني لها هو ما يحمله العمل نفسه من قيمة أدبية وإبداعية.
تذهب بعض الكاتبات إلى الرمزية والاختباء وراءها لتعبر عن مشاعرها بعيداً عن أعين المجتمع.. هل ما زالت الكاتبة تعاني من هذا التضييق؟
إن كان هذا صحيحاً فأعتقد أنها معاناة شخصية لا بد من تجاوزها، فاليوم وصلنا في الوطن العربي إلى مرحلة متقدمة من تمكين المرأة.
المرأة تتميز بطبيعتها بإحساس عالٍ، وقدرة على الوصف والتعبير، والقيام بمهام متعددة في وقت واحد.
هل من خطوط حمراء تخشى تهاني الهاشمي الاقتراب منها في كتابتها؟
دائماً ما وُصفت أعمالي بالجرأة وتعديها الخطوط الحمراء، وفي الواقع لم أكتب يوماً ما أجد فيه تجاوزا، فأنا أدرك أن ما أكتبه يعكس فكري وخلفيتي الثقافية، فلا بد أن أحرص على الظهور لجمهوري والقراء بأفضل ما يمكنني تقديمه.
ما رأيك بالجوائز الأدبية العربية ومدى إفادتها؟
تتويج الأعمال بجوائز هو إضافة يسعى لها كل كاتب ومبدع، لكنها أيضاً ترفع من بعض الأقلام وتضع بعضها أرضاً، كطبيعة الحياة يثمر ما يجد الضوء ويخبو ما يعيش في الظل.
aXA6IDE4LjE4OC4xNzUuNjYg
جزيرة ام اند امز