لمرضى التهاب المفاصل.. تقنية جديدة لتخفيف الآلام بـ"الكهرباء"
توصل علماء لطريقة جديدة لإعادة نمو الغضاريف المتآكلة والتي يمكنها تخفيف آلام مرضى التهاب المفاصل.
ووفقاً لموقع "Study Finds" الأمريكي، في تقرير نشره السبت، فإن هذه التقنية، التي اختبرها باحثون في جامعة كونيتيكت، الولايات المتحدة، بنجاح على الأرانب، تستخدم دعامات كهربائية صغيرة لتحفيز نمو الغضاريف.
وأوضح الموقع أنه عادةً ما تتآكل الغضاريف مع التقدم في العمر أو من خلال التعرض للإصابات المختلفة، مما يتسبب في احتكاك العظام وجعل الأنشطة اليومية مثل المشي مؤلمة للغاية، وتتضمن العلاجات المتاحة حالياً استبدال الغضروف التالف بآخر مأخوذ من مكان آخر في جسم المريض أو من متبرع.
وتابع الموقع: "ولكن إزالة الغضروف السليم من أجزاء أخرى من الجسم تؤدي إلى مزيد من المشاكل، ولذا فإنه من أجل معالجة هذا الأمر، اكتشف العلماء عدة طرق لجعل الجسم قادرا على نمو غضروف سليم، ولكن جميع المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، إلا أنه في هذه الدراسة تمكن العلماء من تحفيز نمو المكون المفقود للغضروف بشكل صحيح من خلال استخدام الكهرباء".
وفي الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة " Science Translational Medicine"، صمم الباحثون ما وصفوه بـ"الدعامة"، وهي تقنية يستخدمها الأطباء عادة لإصلاح أو إعادة بناء أنسجة الجسم المفقودة أو المصابة، وقد تم تصنيع هذه الدعامة الجديدة من مادة قابلة للتحلل البيولوجي يستخدمها الأطباء في خياطة الجروح، تسمى حمض اللاكتيك، وهذه المادة تعمل بالكهرباء الانضغاطية، مما يعني أنها تنتج القليل من الكهرباء عند الضغط عليها.
وأشار الموقع إلى أنه من خلال هذه الطريقة فإنه عندما يبدأ المريض في المشي ويتحرك المفصل، تولد الحركة مجالاً كهربائياً ضعيفاً ولكنه ثابت، مما يشجع الخلايا على النمو في الغضروف.
وأضاف الموقع أنه وفقاً للباحثين في الدراسة فإن الغضروف السليم بدأ في النمو مرة أخرى، ولم يحتج الأشخاص الخاضعون للاختبار إلى أي مكونات أو خلايا جذعية أخرى، والتي قد تسبب آثاراً جانبية سيئة، كما قام الفريق مؤخراً باختبار الدعامة في ركبة أرنب مصاب، والذي تمكن بعد ذلك من ممارسة التمارين على جهاز المشي.
ومن المقرر أن يواصل الباحثون متابعة الحيوانات المعالجة بالدعامة لمدة تصل إلى عامين للتأكد من مدى متانة الغضروف، إذ يقولون إنه في حال ثبت أن اكتشافهم يساعد المرضى الأكبر سناً على الشفاء، فإنه سيمثل إنجازاً كبيراً في مجال الهندسة الحيوية.