مليشيات إخوان ليبيا.. معاول خراب تقوض طموح الديمقراطية
السياسي الليبي عز الدين عقيل قال إن السراج ومليشيات مصراته وتنظيم الإخوان الإرهابي انقلبوا على شرعية البرلمان المنتخب
مليشيات إخوانية تخدم أجندات توسعية أجنبية، وتتغذى من استمرار الفوضى، وتجهض تطلعات الشعب الليبي إلى الديمقراطية والأمن.
تنظيمات متطرفة في الغرب الليبي، تجمعها أيديولوجيا خبيثة، تتحالف حينا وتتناحر في معظم الأحيان، فتحول المنطقة إلى أتون مشتعل لم يهدأ لهيبه منذ سنوات طويلة.
الخبير السياسي الليبي عز الدين عقيل، يرى أن حكومة فايز السراج غير الدستورية بالعاصمة طرابلس، والمليشيات التي تحالفت معها، هي من قوض الطموحات ببناء ديموقراطية حقيقية.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال عقيل إنه لا يوجد طرف متورط بتقويض طموحات الليبيين لبناء الديمقراطية غير المليشيات الفاشية التي تحالفت معها حكومة السراج، ومكنتها من السيطرة على القرارات الاستراتيجية للدولة وإدارتها العامة برمتها.
وأضاف أن "التداول السلمي على السلطة انقلب عليه حلفاء السراج من مليشيات مصراته وتنظيم الإخوان الإرهابي".
وأوضح أن المليشيات فرضت "استمرار ما كان يسمى بالمؤتمر الوطني العام حتى بعد انتخاب البرلمان الذي رفضوه مع أنهم هم من نظموا الانتخابات، لمجرد نقل مقره إلى مدينه طبرق (شرق)، بسبب صعوبة وصول المليشيات إليه وممارسة الضغط المسلح عليه".
وبحسب الخبير، فإن الإخوان هم من فعلو قانون العزل السياسي، وأرغموا المحكمة العليا على إصدار حكم رغما عن إرادتها الحرة ضد انتخاب البرلمان.
كما قاموا بتشكيل حكومه موازية، في إشارة من عقيل إلى حكومة خليفة الغويل التي شكلتها تنظيمات الإسلام السياسي قبل الاتفاق السياسي.
التآمر على الجيش
عقيل شدد على أن الشعب الليبي مصمم على الخلاص من السراج ومن حكومته وحلفائه، بعد "ما أظهروه من فشل مروع في إدارة شؤون الدولة، وتوريطها بمستويات فساد غير مسبوق، وجلب الآلاف من المرتزقة (…)".
وحذر من أن السراج "يواصل التآمر على الجيش الليبي الذي يشكل الخلاص منه خسارة استراتيجيه للبلاد واستقرارها، وستكون عواقبها الوخيمة في حال تمكن من ضرب الجيش أشد خطورة من عواقب تدمير الناتو (حلف شمال الأطلسي) للجيش في 2011".
وأكد أن الجيش الليبي هو من قام بتوجيه ضغط حقيقي على العالم برمته لإيجاد حل للأزمة، وهيأ كل الظروف الحقيقية لإجبار العالم على التعاطي بمسؤليه مع المحنة الليبية، مخيرا الجميع بين الحرب أو العمل على استعادة استقرار البلاد، بالجهود السياسية.
وبالنسبة له، فإن كل الجهود التى يبذلها العالم اليوم ليست إلا نتيجة الخوف من عودة الحرب في حال إهمال مجددا الأزمة الليبية، وتركها فريسة للإرهاب والفساد والاحتلال.
ووفق الخبير، فإن حرب التحرير التي قادها الجيش الليبي ضد المليشيات الفاشية المسيطرة على غرب البلاد، رفعت للعالم شعارا محددا وواضحا.
وموضحا الجزئية الأخيرة، قال إن الشعار هو "إما القضاء بطريقتكم على مليشياتكم، وإلا فإن الجيش هو من سينجز هذه المهمة كما فعل ببنغازي ودرنة والهلال النفطي وجنوبي البلاد، وكما كان قاب قوسين أو أدنى من قلب طرابلس".
واختتم مكررا تأكيده على أن الجيش الليبي هو من هيأ للسلام الظهور إلى الواقع، وليس السراج خادم المليشيات والمرتزقة.
السراج والتناقضات
في كلمته أمام الأمم المتحدة، زعم السراج أن حكومته على التمسك بالخيار السلمي القائم على الحوار البناء كخيار وحيد لتجاوز الأزمة الليبية، وقال "تفاعلنا بشكل إيجابي مع كل المبادرات التي هدفت إلى تسوية الأزمة في بلادنا وبرهنا على كوننا دعاة سلام".
ومتناسيا التدخل التركي في بلاده، تابع السراج في كلمته: "نطالب الدول المتدخلة في ليبيا بإعادة النظر في مواقفها، والبحث مع حكومة الوفاق على إرساء قواعد التعاون القائم على الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وبلغ السراج ذروة التناقض حين زعم أنه وحكومته يتمسكون بخروج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية، ونزع سلاح منطقتي سرت والجفرة.