الذكاء الاصطناعي.. التكنولوجيا تواجه الانبعاثات وتعزز الاستدامة
تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز استدامة المناخ
تحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لخفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز استدامة المناخ، مع استمرار التطور العلمي في دمج التكنولوجيا بالذكاء الاصطناعي، وإنتاج أدوات تستخدم في مختلف مسببات زيادة الكربون في الجو.
في أحدث تقاريرها الصادر الشهر الماضي، قالت شركة "بي دبليو سي" العالمية للاستشارات إن اللجوء إلى الذكاء الاصطناعي في الاستخدامات البيئية بوسعه المساهمة بقيمة تصل إلى 5.2 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول نهاية العقد المقبل.
وسيكون هذا الوفر المالي المحقق بنهاية العقد المقبل، أي بحلول 2030، ناتجا عن تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 4%، بينما يطمح القائمون على اتفاقية باريس للمناخ في تحقيق خفض بالانبعاثات يصل إلى 3.8% خلال الفترة نفسها.
ويرى التقرير -اطلعت عليه "العين الإخبارية"- أن يكون الذكاء الاصطناعي العامل المشترك في تحسين الاستدامة على امتداد مجموعة واسعة من القطاعات وبمثابة عامل تمكين للابتكارات الأخرى.
ففي موضوع الطاقة، أدى تطور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي خلال الألفية الجديدة إلى تحويل 90% من الغاز المصاحب للنفط في الحقول إلى مصدر دخل جديد، عبر إنتاج الغاز الطبيعي وتصديره، بعد أن كانت كميات الغاز المصاحب، تحرق وتكون عاملا إضافيا للانبعاثات الكربونية.
كذلك، نجح الذكاء الاصطناعي في تعزيز كفاءة التقنيات الموجودة في "أدوات الطاقة المتجددة كالألواح الشمسية وتوربينات الرياح المستخدمة في توليد الكهرباء، بحسب معطيات تقرير سابق صادر عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وبحسب تقرير آيرينا، فإن الذكاء الإصطناعي لم يكن فقط في تعزيز كفاءة الألواح الشمسية وتوربينات الرياح في توليد الكهرباء، بل إن الذكاء استخدم في تعزيز أدوات حفظ الطاقة لفترات طويلة، ما يعني خفض الاعتماد على الطاقة التقليدية المولدة من الفحم أو الغاز، خلال فصول الشتاء.
كذلك يرى تقرير "بي دبليو سي" الصادر الشهر الماضي أن حلولا مثل المركبات ذاتية القيادة عملت على إحداث تغيير شامل في قطاع النقل، بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي الذي بات مجالا واعدا بإحداث تقدم واسع في كفاءة الطاقة، من خلال جعل المدن أكثر استجابة للطريقة التي تستهلك بها الطاقة.
وزاد التقرير: يساعد الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة على رفع مستوى الكفاءة في إدارة العرض والطلب حول العالم، والوصول إلى المواءمة المنشودة بين إنتاج الطاقة وتوزيعها، واستخدامها من خلال الشبكات الذكية بين الدول.
والعام الماضي، أصدرت مؤسسة "إم إي تي" تكنولوجي ومقرها الإمارات تقريرا يتضمن أبرز 10 طرق يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساهم بها في مكافحة التغير المناخي، أبرزها تحسين توقعات المجتمعات بشأن القدرة الكهربائية التي تحتاجها البشرية.
ثانيا اكتشاف المواد الجديدة القادرة على التقاط الطاقة وتخزينها واستخدامها بفعالية، وثالثا تحسين مسارات شحن البضائع والسلع عبر استغلال الذكاء الاصطناعي في إيجاد آلية جمع أكبر قدر من البضائع المشحونة لجهة معينة، وتقليص عدد الرحلات المطلوبة.
رابعا وفق التقرير، إزالة العوائق أمام تبني المركبات الفضائية، عبر استغلال الذكاء الاصطناعي في اختراع بطاريات قادرة على السير بعدد أكبر من الكيلومترات، بينما الطريقة الخامسة تتمثل في جعل المباني أكثر كفاءة من ناحية توليد واستهلاك الطاقة.
ومن بين الطرق الأخرى، وضع تقديرات دقيقة لمقدار الطاقة المستهلكة، وتطوير سلاسل التوريد، وإتاحة الزراعة الدقيقة على نطاق واسع، وتحسين عمليات رصد إزالة الغابات، وحث المستخدمين على تغيير عاداتهم الاستهلاكية.
aXA6IDMuMTQ2LjIwNi4yNDYg جزيرة ام اند امز