عمر العلماء: حوكمة الذكاء الاصطناعي أساس تطوير القطاعات المستقبلية
عمر بن سلطان العلماء يؤكد أن الإمارات تتبنى استراتيجية طموحة لذكاء اصطناعي يخدم البشرية، يشكل الاعتماد عليه مرحلة ما بعد الحكومة الذكية
يستعرض المنتدى العالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي الذي ينطلق 10 فبراير/شباط الجاري ضمن فعاليات الدورة الـ7 للقمة العالمية للحكومات، التطور السريع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ويبحث أبعادها المستقبلية على البشرية.
ويعمل المنتدى على بحث أسئلة كثيرة ومعالجتها والخروج بتصورات مناسبة تهدف إلى تسهيل عملية وضع توصيات مثمرة وسياسات تنظيمية وخارطة طريق واضحة؛ لتسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية وضمان مستقبل أفضل.
ومن بين الأسئلة التي يعمل المنتدى على بحثها ومعالجتها: "إلى أي مدى ستصل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؟ ما التحديات التي ينضوي عليها التسارع الهائل لتطوراتها والحلول التي بإمكانها أن تصنع الفارق في حياة البشر؟ وكيف بإمكان الحكومات ورواد القطاع الخاص بناء توجه مشترك لحوكمة هذه الطفرة الهائلة وتوظيفها لمصلحة الإنسان؟"
وتضع هذه المرحلة التي تشكل معالم الثورة الصناعية الرابعة، والتي يرى كثيرون أن الذكاء الاصطناعي سيتفوق خلالها ويبلغ مراحل غير مسبوقة، الحكومات أمام تحديات كبيرة وتفرض عليها التركيز أكثر على سبل حوكمة هذه التكنولوجيا التي تقاس من خلالها قوة الدول في قدرتها على توظيفها لتحقيق انتقال سلس للمستقبل.
وفي هذا الصدد، أكد عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات، أهمية بناء توافق عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي، بما يعزز تطور هذه التكنولوجيا الناشئة الآخذة بالتسارع لما يخدم مستقبل الإنسان.
وقال إن دولة الإمارات تركز على مفهوم حوكمة الذكاء الاصطناعي لمواكبة التوجهات العالمية المتسارعة والاستفادة من الأدوات التكنولوجية المتقدمة، وتوظيفها في تطوير القطاعات الحيوية بما يضمن استخدامها بطرق بناءة وإيجابية، لمصلحة الإنسان وتعزيز جودة الحياة العالمية.
وأضاف العلماء أن دولة الإمارات تتبنى استراتيجية طموحة لذكاء اصطناعي يخدم البشرية، يشكل الاعتماد عليه مرحلة ما بعد الحكومة الذكية، والعامل الأهم في تطوير الخدمات والقطاعات، وإعداد البنية التحتية المستقبلية، بما ينسجم مع محاور مئوية الإمارات 2071.
ويجمع المنتدى شخصيات عالمية وقيادات حكومية ومتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي لاستشراف مستقبل مجتمع الذكاء الاصطناعي، وتضم جلسات المنتدى 4 مجموعات عمل تتضمن مجموعات مصغّرة، للتباحث بشكل معمّق حول أفضل السياسات الناظمة للذكاء الاصطناعي.
وتُركز مجموعة العمل الأولى على رسم خطط نمو الذكاء الاصطناعي وحوكمته، وتضم 4 مجموعات مصغّرة، تناقش رسم المسارات المستقبلية للذكاء الاصطناعي، والجوانب الجيوسياسية للذكاء الاصطناعي والحوكمة المرنة للذكاء الاصطناعي ومقاربات حوكمة الذكاء الاصطناعي والمصطلحات والتقنيات المناسبة لتحديد مسؤوليات أنظمة الذكاء الاصطناعي.
وتناقش مجموعة العمل الثانية، التي تنقسم أيضاً إلى 4 مجموعات مصغّرة، حوكمة النمو المتسارع للذكاء الاصطناعي في سياقات عالمية مختلفة، وتركز على موضوعات حوكمة تطور الذكاء الاصطناعي، وتحفيز وتيرة التعاون بين الدول والشركات، وبناء قدرات الحوكمة الذكية للذكاء الاصطناعي، وحوكمة تطبيق الذكاء الاصطناعي في الدول النامية، والنظام القضائي للذكاء الاصطناعي وسبل تحقيق العدالة ودور الذكاء الاصطناعي في صياغة القوانين.
وتُركز مجموعة العمل الرئيسية الثالثة على اللجنة الدولية الخاصة بالذكاء الاصطناعي واستخدامه لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وتنقسم إلى 3 مجموعات مصغّرة، تناقش التحول من مجتمع البيانات إلى مجتمع الذكاء الاصطناعي، والتعاون الدولي بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وسبل استخدامه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أما مجموعة العمل الرئيسية الرابعة فتركز على سبل الاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعي لمصلحة الجميع، وتنقسم إلى 3 مجموعات متخصصة، تناقش الاستخدام الآمن لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأمن الإلكتروني، وآليات إدارة الآثار الاقتصادية والاجتماعية لثورة الذكاء الاصطناعي وتأثيراتها على سوق العمل، والسرديات الخاصة بالذكاء الاصطناعي ومزاياها ونتائجها على مسيرة تطويرها والجوانب التنظيمية، وتطور القيم الإنسانية.
ويختتم المنتدى فعالياته باستعراض النتائج والخطوات العملية المقبلة على المستوى العالمي لاغتنام الفرص الكبرى التي يقدمها العصر الجديد تزامناً مع ازدهار الذكاء الاصطناعي، لتحقيق مستقبل أفضل للإنسان والإنسانية والارتقاء بجودة حياة 7 مليارات شخص.