كيم يراكم "رعبا نوويا" محققا خشية "ناتو آسيوي" محتمل
مع تحول النظام العالمي لنموذج الحرب الباردة الجديد بدت ملامح تكتل كوري شمالي صيني روسي تتشكل ضد تحالف ثلاثي تقوده واشنطن مع سول وطوكيو.
وبحسب ما نقلته صحيفة كوريا تايمز عن مراقبين دبلوماسيين، فإنه من المتوقع أن تسلك بيونغ يانغ طريقها الخاص في تطوير برنامجها النووي.
وأعادت الصحيفة التذكير بكلمات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عن أن هيكل العلاقات الدولية قد تحول على ما يبدو إلى نظام الحرب الباردة الجديد، مما زاد من تسريع الدفع نحو التعددية القطبية.
والأسبوع الماضي، اتهم كيم الولايات المتحدة، في اجتماع عام لحزب العمال الحاكم، بإنشاء كتلة عسكرية مماثلة لحلف شمال الأطلسي لكنها بنسخة آسيوية في إشارة للتكتل العسكري الأمريكي الياباني الكوري الجنوبي، وفقا للصحيفة.
حينها تعهد الزعيم الكوري الشمالي بتركيز بلاده بشكل كبير على أوضاعها الأمنية وخططها الدفاعية، قائلا: "أعتقد أن بيونغ يانغ تنظر إلى سول وطوكيو وواشنطن على أنها تتماشى في نهجها السياسي الهادف لنزع السلاح النووي ولا ترى قيمة تذكر في الحوار مع أي منهما".
تجاهل كوري شمالي
الأستاذ في كلية البحرية الأمريكية تيرينس روهريج علق على الموقف الكوري الشمالي بقوله: "بيونغ يانغ ليست مهتمة بالمحادثات التي تستمر في السعي لنزع السلاح النووي ولا تحمل أملًا ضئيلًا للحصول على التنازلات التي تسعى إليها، ونتيجة لذلك، ستواصل تنمية قدراتها العسكرية".
ورأت الصحيفة أن الصين، أكبر حليف لكوريا الشمالية، انخرطت في منافسة استراتيجية مع الولايات المتحدة، في حين أن روسيا، وهي عامل آخر في استفزازات بيونغ يانغ، موجودة بالفعل في صراع مع واشنطن وعواصم غربية أخرى بسبب عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا.
واعتبرت أن عدم إعطاء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أولوية للقضية النووية الكورية الشمالية في سياستها الخارجية، منح بيونغ يانغ الفرصة للتركيز بشكل أكبر على تحديث ترسانتها النووية.
ومع ذلك، قال رامون باتشيكو باردو، أستاذ العلاقات الدولية في كينجز كوليدج لندن، إن اختلاف وجهات النظر بين الفريقين السابقين أدى إلى عدم وجود اهتمام دبلوماسي تجاه كوريا الشمالية.
وقال باردو: "تقليديا، لم تكن كوريا الشمالية هي القضية الرئيسية على أجندة واشنطن.. في الماضي، كان الشرق الأوسط والإرهاب أكثر أهمية، وكذلك إدارة صعود الصين.. واليوم تعد المنافسة مع بكين وحرب موسكو ضد كييف أكثر أهمية من كوريا الشمالية".
وأعاد التذكير بأن "الإدارات الأمريكية السابقة وجدت الوقت المناسب للتعامل مع كوريا الشمالية على الرغم من أولويات السياسة الخارجية الأخرى الأكثر إلحاحًا، وقد يكون هذا هو الحال المتبع مع إدارة بايدن".
وواصل حديثه قائلا: "مع ذلك فإن مواقف الولايات المتحدة وكوريا الشمالية متباعدة للغاية.. ومن وجهة نظري، هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل إدارة بايدن لا ترى سببًا وجيهًا للتركيز على بيونغ يانغ، بدلاً من أولويات السياسة الخارجية الأخرى".
عناد كيم
بدوره، اعتبر ليف إريك إياسلي، الأستاذ المشارك في الدراسات الدولية بجامعة إيهوا النسائية في سول، أن السياسات المختلفة لأصحاب المصلحة بشأن القضية النووية لكوريا الشمالية تتفاعل مع بعضها البعض، مضيفا: "إدارة بايدن قد تكون أكثر تركيزًا على الصين وروسيا، لكنها تفتقر للاهتمام الدبلوماسي تجاه بيونغ يانغ نتيجة لعناد نظام كيم أكثر من كونه سببًا لذلك".
ولفت روهريج إلى أن الولايات المتحدة مترددة بشأن الدخول في حوار مع كوريا الشمالية، بينما لم تبد بيونغ يانغ اهتمامًا كبيرًا بالقيام بذلك.
وقال: "بعد أن أعلنت إدارة بايدن نتائج مراجعتها لسياستها بشأن كوريا الشمالية في بداية فترة ولايتها، أظهرت القليل من الاختلافات عن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهنا قررت بيونغ يانغ على الأرجح أنه لا يمكن تحقيق الكثير في المحادثات".
وخلال جلسة حزبه الحاكم، الأسبوع الماضي، سلط الزعيم كيم الضوء على أهمية وضرورة الإنتاج الضخم للأسلحة النووية التكتيكية، داعيا إلى زيادة هائلة في الترسانة النووية للبلاد.
وهنا عقب باتشيكو باردو على موقف كوريا الشمالية بقوله: "طالما لم يكن هناك اتصال بين واشنطن وبيونغ يانغ، فلن يكون لدى نظام كيم أي حافز لإبطاء تطوير برنامج أسلحته النووية".
وتابع: "على أي حال، كوريا الشمالية تعتبر نفسها قوة نووية.. لذا حتى لو كانت هناك مفاوضات بين واشنطن وبيونغ يانغ، فإن الأخيرة ستواصل البحث عن سبل لتحسين قدراتها في مجال الأسلحة النووية."
وما بين هذا وذاك، حثت كوريا الجنوبية الصين على لعب دور في حل قضية كوريا الشمالية، قائلة إن عودة بيونغ يانغ للحوار هي في المصلحة المشتركة لبكين وكذلك سول وواشنطن على الرغم من أن الخبراء لا يزالون متشككين في مشاركة صينية محتملة.
aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA== جزيرة ام اند امز