حوار الأستانة.. المعارضة تطلب إعلان مليشيات إيران في سوريا "إرهابية"
والنظام يدعو إلى غلق الحدود مع تركيا
محادثات التسوية السورية في أستانة تنطلق بحضور وفدي النظام والمعارضة في سوريا، والتي أكدت عدم وجود مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
انطلقت محادثات التسوية السورية المنعقدة في أستانة عاصمة كازاخستان، صباح الإثنين، بين ممثلين عن النظام السوري وفصائل المعارضة، رغم تصريح مصدر بالمعارضة في آخر لحظة أنه لن تجري مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وأعلنت الخارجية الكازاخية المنظمة للمحادثات، أن الوفد الإيراني وستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، لن يشاركا في الوساطة بين الوفدين السوريين، مؤكدة أن الوسطاء الوحيديين هم وفدي روسيا و تركيا.
ونصت مسودة البيان الثلاثي للدول الراعية للمفاوضات، روسيا وتركيا وإيران، على إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة وضمان التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وفصل تنظيم "داعش"، وجماعة "جبهة النصرة"، عن الجماعات المسلحة الأخرى التابعة للمعارضة السورية.
كما قالت المسودة إنه سيتم الدعوة لبدء محادثات دولية حول سوريا بما يتفق مع قرار الأمم المتحدة 2254، إضافة إلى دعم رغبة المعارضة المسلحة في المشاركة بمحادثات جنيف المقبلة.
وتعهدت الدول الراعية الثلاث في مسودة بيانها الختامي، على قتال تنظيم "داعش" وجبهة النصرة، اللذين يسيطران على مناطق واسعة في سوريا خاصة بالرقة وإدلب، على أن يتم ذلك بشكل مشترك بعد التنسيق فيما بينهم.
ومن جانبه، قال رئيس وفد النظام السوري وسفير دمشق لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري في منطلق المحادثات، إن محاربة الإرهاب في سوريا تتطلب إغلاق الحدود مع تركيا.
وأوضح الجعفري أن الإرهابيين تم استجلابهم من زوايا الأرض الأربع وتجميعهم وتدريبهم وتسليحهم وتمويلهم عبر الحدود السورية مع دول الجوار.
ومن جهته، قال وفد المعارضة السورية خلال المحادثات، إنهم يرفضون ذكر أي دور لإيران في البيان الختامي، كضامن لوقف إطلاق النار الجاري بسوريا.
وقال رئيس وفد المعارضة محمد علوش، إن وجود مليشيات أجنبية استجلبتها إيران و صنعها نظام الرئيس بشار الأسد، وعلى رأسها حزب الله أو حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، تساهم في استمرار شلال الدماء ولا تختلف عن "داعش"، التي تم تصنيفها "إرهابية".
وطالب علوش بضم المليشيات المقاتلة مع النظام والتي تدعمها إيران، مثل حزب الله، إلى قائمة الإرهاب الدولي، مؤكدا أن العملية السياسية "يجب أن تبدأ برحيل بشار الأسد والطغمة الحاكمة وإخراج كل الميليشيات والقوى الأجنبية التابعة لإيران".
وأشار علوش إلى أن رغبة المعارضة هي تثبيت وقف إطلاق النار وتجميد العمليات العسكرية في كل أنحاء سوريا، داعيا إلى التوصل لمبادرات خلال المفاوضات تتعلق بحسن النية، مشددا على ضرورة تطبيق الإجراءات الإنسانية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن 2254.
وأكد علوش أن المعارضة لم تأت للحوار من أجل تقاسم السلطة أو طمعا في النفوذ، وإنما للعمل على إعادة الأمن إلى سوريا، والإفراج عن المعتقلين والمعتقلات، مشيرا إلى أن الجيش السوري الحر ظهر للدفاع عن النفس والعرض في ظل استخدام سياسة القمع والتدمير بسوريا وصمت المجتمع الدولي المشين.
ومن جانبه، قال رئيس الوفد الروسي في المحادثات لافرينتيف، إن موسكو تأمل في التوصل إلى أجواء مناسبة في المفاوضات السورية تمهد لاستئناف محادثات جنيف. وأكد على أن روسيا أحدثت تغييرات في سوريا بعد هزيمة داعش وجبهة النصرة في مناطق عدة.
وإلى ذلك، قال جورج كروس سفير واشنطن في كازاخستان ورئيس الوفد الأمريكي بالمحادثات، إن الشهر المقبل سيكون هناك لقاء سوري في جنيف، مؤكدا على تمسك الولايات المتحدة بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يجمع أكبر قدر من السوريين.
وفي السياق ذاته، أفادت الصفحة الرسمية لمحادثات أستانة على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن وفدي النظام السوري والمعارضة لن يلتقيا وجهًا لوجه خلال محادثات آستانة، وأن الوساطة سوف تكون من خلال تركيا وروسيا.
وأشارت الصفحة إلى خلافات كبيرة بشأن البيان الختامي للمفاوضات بين الأطراف السورية، لافتة إلى أن وفد المعارضة السورية يتكون من 14 فصيلا عسكريا يدعمه فريق تقني من 40 شخصا.
وكان متحدث باسم فصائل المعارضة السورية صرح لوكالة فرانس برس قبل لحظات من بدء الجلسة، الإثنين، أن هذه الفصائل ترفض التفاوض بشكل مباشر مع ممثلي نظام الرئيس بشار الأسد في جلسة المباحثات الاولى.
- النظام السوري والمعارضة وجها لوجه في الأستانة لأول مرة
- أستانة .. الجراح الروسي يستعد لبتر اليد الإيرانية بسوريا
وقال يحيى العريضي، إن "أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 ديسمبر/كانون الأول"، حول وقف لإطلاق النار في سوريا.
وكان المعلن أن تبدأ المباحثات السورية-السورية بين وفدي المعارضة والنظام وجهاً لوجه أول مرة بوساطة ممثل الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، مع إمكانية انضمام وفود أخرى إليه في الوساطة.
وافتتح وزير خارجية كازاخستان خيرات عبدالرحمانوف الجلسة، صباح الاثنين، بكلمة نيابة عن الرئيس الكازاخي نور سلطان نزارباييف، مؤكدا فيها على أن الحل السياسي هو الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري.
وأعرب عبدالرحمانوف في كلمته الخاصة أن يخرج الحوار السوري المنعقد بين 7 أطراف على رأسهم الوفود السورية، ووفود روسيا وتركيا وإيران، برؤية واضحة للأزمة السورية.
وأكدت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا، والحكومة السورية التي تساندها روسيا وإيران، أن المحادثات ستتركز على تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 30 ديسمبر/كانون الأول، ويبدو صامداً على الرغم من الانتهاكات المتكررة له.
وفي اليوم الثاني والأخير للمفاوضات، من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، فعند الساعة 14:00 بعد الظهر سيتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الوفود.