طعن الوزير ليتسمان أعاد النص إلى اللجنة الوزارية. وقد أكد المتحدث باسم ليتسمان أن «المحادثات جارية»، مشيراً إلى أنه سيتخذ قراره في وقت لاحق.
في محاولة للرد على قرار اليونيسكو، باعتبار المسجد الأقصى تراثاً عربياً إسلامياً، وفي محاولة صهيونية مكشوفة لاستغلال الأجواء السياسية الدولية، بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، المعروف بهجومه الدائم على المسلمين، واعتزامه اتخاذ قرار (وفقاً لما أعلنه ناطق باسمه) يقضي بتسجيل العرب والمسلمين المتواجدين في الولايات المتحدة، في الدوائر الأمنية المعنية، سارع الكيان الصهيوني، إلى البدء عملياً في محاولة سن قانون في الكنيست، يقضي بمنع الأذان في المساجد عبر مكبرات الصوت. بعد الموافقة عليه من لجنة التشريع القانونية التابعة للكنيست.
اضطرار الائتلاف الصهيوني الحاكم، إلى تأجيل التصويت على القانون الهادف أيضاً إلى إسكات أجراس الكنائس، وفق تفسيره الدقيق، لا ولن يعني وقفه. لا لأسباب تتعلق بالاقتناع في خطئه، بل لأسباب تتعلق بالأصولية اليهودية، ومخاوف من أن يؤخذ القانون في حالة إقراره، كسابقة في دول العالم، لإسكات أصوات الكنس اليهودية. فعند بدء مناقشة طرح القانون لإقراره بالقراءات الثلاث، سارعت كتلة المتدينين المتزمتين «يهدوت هتوراة» الشريكة في الحكومة برئاسة وزير الصحة ياكوف ليتسمان، رئيس كتلة المتدينين المتزمتين «الحريديم» من اليهود الغربيين الأشكناز، للاعتراض على القانون، اعتقاداً منها، أنه قد يسري أيضاً على الصفارات التي تطلقها الكنس اليهودية، مساء كل جمعة، إيذانا ببدء السبت اليهودي، دون اعتراض منها على ما يخص المساجد والكنائس.
مشروع القانون يقضي من الناحية العملية، بمنح صلاحية للوزير المختص بإصدار تعليمات لإسكات أذان المساجد، أو فرض تخفيض صوتها، هذا وفق تفسير القانون المباشر. إلا أن نص القانون (بشكل عام وذلك كي لا يسجل على الكيان، عنصريته تجاه الأديان الأخرى، فقد جاء فضفاضاً، مع أن المقصود عملياً به المساجد والكنائس) يسري على كل أماكن العبادة، بما فيها الكنائس والكنس اليهودية، ما يعني أجراس الكنائس التي تقرع يومياً عدة مرات. وستكون المدن الأكثر استهدافا، القدس المحتلة، والمدن الفلسطينية الساحلية الكبرى، التي باتت ذات أغلبية يهودية، مثل يافا وحيفا وعكا، والكثير من البلدات والقرى الفلسطينية الأخرى، التي تجثم على أراضيها وصدور أهلها مستوطنات العدو الصهيوني، قديمها وحديثها.
لقد شهد الكنيست الصهيوني الأسبوع الماضي، جلسة عاصفة، بعد أن أقدم النائب عن الحركة الإسلامية في القائمة المشتركة، طلب أبو عرار على إطلاق الأذان من على منصة الكنيست وبصوته الممتاز والصافي، كما أن النائب أحمد الطيبي قرأ الأذان ضمن خطابه. لاحقاً، انضم للاستئناف، وزير الداخلية آرييه درعي، زعيم حركة «شاس» لليهود الشرقيين المتزمتين. إلا أنه استناداً لجولات سابقة، حاول فيها اليمين العنصري الفاشي بزعامة نتنياهو، تمرير هذا القانون، فإن تخوف «الحريديم» من إقراره، هو إمكانية إعطاء الشرعية في دول أوروبية، لسن قوانين ستصطدم مع شرائع يهودية، وأولها سعي دول لمنع طهور الأطفال الذكور، وما هو أشد بالنسبة لهم، منع ذبح الطيور والحيوانات بموجب الشرائع اليهودية، التي يعتبرها أنصار البيئة تعذيباً للحيوانات والطيور.
طعن الوزير ليتسمان أعاد النص إلى اللجنة الوزارية. وقد أكد المتحدث باسم ليتسمان أن «المحادثات جارية»، مشيراً إلى أنه سيتخذ قراره في وقت لاحق.
ورغم أن مشروع القانون يطبق على جميع دور العبادة، إلا إنه ينظر إليه على أنه يستهدف المساجد بشكل خاص.
يشكل الفلسطينيون العرب الكنعانيون واليبوسيون الجذور (نحو 17.5% من سكان فلسطين المحتلة، بينهم مسلمون ومسيحيون). سينطبق القانون في حال إقراره، على القدس الشرقية المحتلة، حيث يعيش أكثر من 300 ألف فلسطيني.
من جهتها، عقدت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، اجتماعاً طارئاً لها في مدينة أم الفحم بحثت فيه سبل منع إقرار هذا القانون العنصري، الذي قد يُطرح مجدداً للتصويت، إما في هذا الأسبوع أو الذي يليه.
قادة الكيان يتحدثون عن «حرية العبادة» في القدس، في الوقت الذي يمنع فيه المصلون من الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين، من دخولها، والآن يمنعون الأذان وأجراس الكنائس.. إن أذان المساجد وأجراس الكنائس في بلادنا، كما البحر وكما الجبل وكما الصحراء وكما الهواء، هي جزء من تضاريس الوطن الفلسطيني الخالد. الكنائس في فلسطين المحتلة عام 1948 وفي القدس، باتت تطلق الأذان من على مكبرات صوت أبراجها، في رسالة واضحة للعدو الصهيوني، مضمونها عمق وتلاحم الوحدة الوطنية بين صفوف شعبنا أياً كانت دياناتهم.
إن عقلية الاحتلال الأقبح في التاريخ لن تقوى على صوت الأذان. باختصار نقول لهم: انصرفوا من أرضنا، من دمنا، من برّنا، من بحرنا، من هوائنا، من ملحنا، من جرحنا ومن تاريخنا. انصرفوا، حتى لا تسمعوا شعائرنا الدينية، عودوا من حيث جئتم، ترتاحون ونرتاح منكم.
*نقلا عن الخليج
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة