ومن الصعب أن نتصور إدارة، تضم بوب كوركر، وجون بولتون أو مايكل فلين، ستنتهج نهجا تصالحيا مع إيران حول أي قضية.
خلال موسم الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية، شجب معظم مرشحي الحزب الجمهوري الاتفاق النووي الإيراني، ووعدوا بتمزيقه. وفي الواقع، وصف الرئيس المنتخب دونالد ترامب خطة العمل المشتركة الشاملة بين أميركا وإيران بأنها "واحدة من أسوأ الصفقات الذي شهدها في أي وقت مضى". ومع نجاح ترامب غير المتوقع في الانتخابات الرئاسية، أصبح مستقبل صفقة إيران، التي تُعد واحدة من كبرى النجاحات الدبلوماسية لباراك أوباما، في حالة غموض.
وخلال العام الماضي، كانت حملة ترامب غير متناسقة بالنسبة لصفقة إيران. فقد كانت لديه بدائل مختلفة، كما يرى رودي جولياني (أبرز المرشحين لوزارة الخارجية الأميركية) في كلمته التي ألقاها في المؤتمر القومي الجمهوري أن ترامب سيقوم بـ"تمزيق" الصفقة في أول يوم له في منصبه. وترامب نفسه انتقد بشدة هذه الصفقة، واعدا في كلمة أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية في مارس بأن تفكيكها سيكون الأولوية رقم 1.
لكن تصريحات لاحقة ركزت على فكرة "إصلاح" الصفقة، بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع طهران، وهي الفكرة التي اعتمدها في وقت لاحق عدد من مستشاري حملته الانتخابية.
وفي حين أن هذه الفكرة قد تشير إلى أن موقف ترامب كان أكثر بلاغة من الواقع، قال إنه من المرجَّح أن يواجه ضغوطا قوية من الكونجرس الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري ليعكس اتجاه الصفقة، وربما يأتي الضغط أيضا من داخل إدارته. وليس فقط نائب الرئيس المقبل مايك بنس، يتخذ موقفا متشددا إزاء صفقة إيران في المناقشات، بل العديد من المستشارين المحتملين لترامب قد جادلوا بالمثل في أن الصفقة يجب أن يتم تدميرها.
ومن الصعب أن نتصور إدارة، تضم بوب كوركر، وجون بولتون أو مايكل فلين، ستنتهج نهجا تصالحيا مع إيران حول أي قضية.
ومع كل ذلك، هل يمكن لترامب إنهاء صفقة إيران؟ ربما يكون إنهاؤها أكثر فاعلية مما يفترضه كثيرون، على الرغم من أنه سيكون مكلفا سياسيا ودبلوماسيا. ولإنهاء الصفقة، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تُثبت لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن إيران انتهكت الاتفاق.
من المؤكد أنه بإمكان ترامب تفكيك "خطة العمل المشتركة الشاملة بين أميركا وإيران"، ولكن كما هو الحال بالنسبة لجميع قضايا سياسته الخارجية، فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان ترامب سيختار تفكيك تلك الخطة أم لا.
*نقلا عن الوطن السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة