فيضانات أستراليا.. تعرف على دور ظاهرتي "النينو" و"النينا"
بينما لا يزال الأستراليون يتعافون من حرائق الغابات في موسم 2019 – 2020، والفيضانات العام الماضي، جاء موسم الفيضانات الحالي، ليضيف أعباء كبيرة على تلك الدولة الواقعة في نصف الكره الجنوبي.
وضربت الأمطار الغزيرة الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا، مما أجبر آلاف الناس على ترك منازلهم بسبب خطر حدوث فيضانات وانهيارات أرضية في منطقة ضربتها فيضانات كبيرة 4 مرات في الأشهر الـ18 الماضية.
وكانت بعض المناطق في ولاية نيو ساوث ويلز تلقت أمطار في اليومين الماضيين، مما أدى إلى تضخم الأنهار وإجبار سد واراجامبا الرئيسي في سيدني على الانسكاب.
وتوصف أستراليا بأنها الدولة الأكثر معاناة من تبعات تغيرات المناخ، ممثلة في حرائق الغابات والفيضانات، والتي يعزي الخبراء حدوثها بهذه القسوة إلى ظاهرتين مناخيتين، هما "النينو" و"النينا".
وتتصف النينو بانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب، بينما تعمل النينا العكس فهي تنشأ من اندفاع هذه المياه الساخنة نحو الشرق من المحيط الهندي وآسيا وأندونيسيا وأستراليا.
وتعرضت أستراليا لظاهرة الطقس "النينا" في المحيط الهادئ لمدة عامين متتاليين، والتي عادة ما تجلب معدل هطول أمطار فوق المتوسط على الساحل الشرقي.
وقال مكتب الأرصاد الجوية إن حدث النينا انتهى في يونيو، لكن هناك فرصة بنسبة 50% لإعادة تشكيله في وقت لاحق من هذا العام.
وتؤدي درجات حرارة سطح البحر الدافئة بسبب "النينا" وانتقال كتل هائلة من المياه الحارة في المحيط الاستوائي من الشرق إلى الغرب بسبب النينو إلى طقس أكثر رطوبة من المعتاد.
وقال مكتب الأرصاد في يونيو / حزيران إن هذه الثنائية زادت من فرص هطول الأمطار فوق المتوسط في الشتاء والربيع لمعظم أنحاء أستراليا، حيث يمتد فصل الشتاء الأسترالي من يونيو حتى أغسطس.
وخلال هذه الثنائية، يكون شرق المحيط الهندي أكثر دفئًا من المعتاد، ويكون غرب المحيط الهندي، بالقرب من أفريقيا، أكثر برودة، مما يتسبب في تدفق المزيد من الهواء المملوء بالرطوبة نحو أستراليا.
زيادة تواتر هطول الأمطار الغزيرة يتوافق مع ما يمكن توقعه من تغير المناخ، حيث يحتفظ الهواء الأكثر دفئًا بمزيد من الرطوبة في الغلاف الجوي، ومعظم النماذج المناخية تشير إلى زيادات في وتيرة أحداث الأمطار في أستراليا.