وثيقة لـ"العين الإخبارية".. تحرك برلماني قوي ضد ذراع الإخوان في النمسا
يبدو أن أشهر الخريف ثقيلة على تنظيم الإخوان الإرهابي في النمسا، إذ تلاحقه الضربات من هنا وهناك بلا هوادة.
فقبل وقت قصير من الذكرى الأولى لمداهمات الشرطة ضد التنظيم، تحرك عدد من نواب البرلمان النمساوي للضغط من أجل اتخاذ إجراءات قوية ضد منظمة رابطة الثقافة؛ ذراع الإخوان الأساسية في الأراضي النمساوية.
وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة من طلب إحاطة موجه إلى وزيرة الاندماج سوزان راب، وموقع عليه من ٥ نواب بالبرلمان النمساوي أبرزهم النائب هانس أمسباور.
طلب الإحاطة الذي يحمل تاريخ ١٤ أكتوبر/تشرين الأول ٢٠٢١، يوجه عددا من الأسئلة إلى راب حول رابطة الثقافة ومستقبلها، بعد صدور دراسة تستند لتقرير سري عن علاقة المنظمة بالإخوان الإرهابية، وفق ديباجة الطلب.
وذكرت الديباجة "خلصت دراسة لمركز توثيق الإسلام السياسي، تستند لتقرير سري، إلى أن رابطة الثقافة جزء من تنظيم الإخوان"، لافتة إلى أن الرابطة تدير مساجد وجمعيات في فيينا وجراتس.
وتابعت: "وبذلك، اكتشفت الدراسة صلات واضحة بين رابطة الثقافة وجماعة الإخوان المسلمين المتطرفة"، مضيفة "قائمة الدعوات إلى الأحداث والدورات التدريبية والمحاضرات، التي نظمتها الرابطة ويُعقد معظمها باللغة العربية، تضم قيادات من الإخوان المسلمين".
وأوضحت الديباجة أنه "في الفترة الممتدة من 2005 إلى 2015، كان غالبية المتحدثين في هذه الفعاليات من قادة الإخوان في ألمانيا ومصر".
الديباجة ذكرت أيضا "من بين أمور أخرى، تم دعوة الداعية المتطرف وجدي غنيم إلى سلسلة من المحاضرات نظمتها الرابطة في عام 2005، والرجل المصري الذي يخضع للعديد من قرارات حظر الدخول إلى الأراضي الأوروبية، من المتعصبين لمنظمة حماس ولا ينأى بنفسه بوضوح عن تنظيم داعش".
وطالب طلب الإحاطة، وزيرة الاندماج النمساوية، بتوضيح الإجراءات السياسية والقانونية التي اتخذتها ضد رابطة الثقافة، بعد تلقيها هذه الدراسة الخطيرة، وما إذا كانت أرسلت نسخة منها إلى وزارة الداخلية لاتخاذ إجراءات ضد المنظمة.
ومن المنتظر أن ترسل راب ردا على طلب الإحاطة خلال الأيام المقبلة.
ووفق مراقبين، فإن هذا الطلب يعكس ضغوطا قوية داخل البرلمان لاتخاذ إجراءات قوية ضد رابطة الثقافة بعد ثبوت علاقتها بالإخوان الإرهابية.
ومنتصف سبتمبر/أيلول الماضي، أكدت السلطات النمساوية لأول مرة علاقة منظمة "رابطة الثقافة" التي تملك مقرات في فيينا وجراتس، بالإخوان الإرهابية.
وقالت دراسة أصدرها مركز توثيق الإسلام السياسي (حكومي) إن "رابطة الثقافة، التي تنشط في فيينا وجراتس، تملك روابط أيديولوجية وهيكلية وشخصية مع جماعة الإخوان".
ووفق المسؤولة في المركز النمساوي ليزا فيلهوفر فإن "الموقع الإلكتروني ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي المتاحة للجمهور من مسؤولي رابطة الثقافة، توفر رؤية عامة عن توجهات هذه المنظمة وعلاقاتها".
وأوضحت فيلهوفر "جرى فحص منشورات رابطة الثقافة في الفترة بين 2005 و2017".
وتابعت: "خلال هذه الفترة، كان كبار ممثلي رابطة الثقافة على اتصال وثيق بأشخاص من بيئة الإخوان المسلمين، واعترفوا علنيا بعلاقتهم بالجماعة مثل "العضو المؤسس" جمال مراد وشقيقه أيمن مراد".
منتدى فيينا
ويأتي تقديم طلب الإحاطة في البرلمان الألماني بالتزامن مع نتائج منتدى فيينا لمكافحة الإسلام السياسي، الذي أفرز تحالفا بين أربع دول أوروبية، هي النمسا وبلجيكا والدنمارك وفرنسا لمواجهة الإخوان.
المنتدى الذي عقد بحضور واسع للخبراء والمسؤولين من الأربع دول في فيينا أواخر الشهر الماضي، مثل نقلة نوعية في مسار مواجهة الإخوان في أوروبا.
ذكرى المداهمات
وفي ٩ نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يمر عام على مداهمات الشرطة النمساوية لأهداف الإخوان في النمسا.
وقبل عام من الآن، شنت القوات الخاصة بالشرطة النمساوية، مداهمات ضد ٦٠ هدفا لجماعة الإخوان في ٤ ولايات بالبلاد، وأخضعت نحو ١٠٠ مشتبه به للتحقيق، ولا تزال التحقيقات مستمرة في الملف حتى اليوم.
ومنذ ٢٠١٩، تشن النمسا حملة قوية ضد الإخوان، كأكبر منظمة للإسلام السياسي، بدأت بحظر رموز الجماعة، ثم تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، لتحليل ومراقبة ورصد أنشطتها في الأراضي النمساوية، ثم فتح تحقيقات قانونية في أنشطة الجماعة وتمويلها للإرهاب.
aXA6IDE4LjE4OC41OS4xMjQg جزيرة ام اند امز