انهيار جليدي يهدد منتجعا في إيطاليا.. ومخاوف من ارتفاع الحرارة
تغير المناخ تسبب في ذوبان الأنهار الجليدية في العالم بشكل متزايد ما مثل خطرا جديدا على بلدة كورمايور في منطقة أوستا فالي الإيطالية
تواجه كتلة ضخمة من مجلدة خطر الانهيار بسبب ارتفاع درجات الحرارة قرب منتجع في جبال الألب على الجانب الإيطالي من سلسلة جبال مون بلان، بحسب ما قال رئيس إحدى بلديات المنطقة السبت.
وأوضح مسؤولون محليون أن الإجراءات الأمنية حول منطقة الخطر "تم تخفيفها تدريجيا" بعد وجود تحسن طفيف في وضع المجلدة.
وتسبب تغير المناخ في ذوبان الأنهار الجليدية في العالم بشكل متزايد ما مثّل خطرا جديدا على بلدة كورمايور، وهي منتجع شعبي في منطقة أوستا فالي الإيطالية بقرب الحدود الفرنسية.
ووضعت المدينة في حالة تأهب قصوى الأربعاء نظراً إلى أن كتلة جليدية من مجلدة بلانبينسيو تقدر مساحتها بحوالى 500 ألف متر مكعب، بحجم كاتدرائية ميلانو وفق أحد المسؤولين، أوشكت على السقوط وشكّلت تهديدا للمنازل.
وتم إخلاء "منطقة خطرة" عند قاعدة المنحدر، ونقل 20 من السكان وحوالى 55 من المصطافين من المنطقة.
وفي وقت سابق، قال رئيس بلدية كورمايور ستيفانو ميسيروتشي السبت إن الوضع يتحسن موضحا: "نحن في مرحلة تحسن طفيف والوضع أفضل قليلا".
وأضاف: "لكننا لم نعد بعد إلى وضع ما قبل إغلاق الطريق المؤدي إلى فال فيريت، وهو واد صغير يكون عادة مزدحما بالسياح في هذا الوقت من العام".
وأتيحت طريق بديلة باتجاه واحد من السبت للأشخاص الذين يعيشون في فال فيريت الراغبين في التنقل وأيضا للذين لديهم حجوزات في أماكن أخرى في المنطقة.
ورفض بعض السكان المحليين الإغلاق، قائلين إنه أثر بشكل أكبر على موسم السياحة الذي تضرر أصلا بسبب إجراءات فيروس كورونا المستجد.
لكن ميسيروتشي رأى أن من "الضروري والحيوي" نقل الناس من مسار سقوط جليدي محتمل حيث من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة.
أما الباحث في جامعة سافوي مون بلان لودوفيتش رافانيل الذي يدرس الأنهار الجليدية والانهيارات في جبال الألب، فدافع عن قرار إخلاء المنطقة قائلا: "لا يمكننا ترك الناس تحت تهديد مثل هذا الانهيار الجليدي".
وقال مدير إدارة الأخطار الطبيعية في أوستا فالي فاليريو سيجور إن الوضع "حساس بشكل خاص" لأن الحرارة "تزعزع مستوى المياه بين الجليد والصخور وبالتالي تزعزع استقرار الصفيحة الجليدية".
وأوضح سيجور أن المشكلة تكمن في أنه "من غير الممكن أن تتسرب كمية كافية من المياه وبالتالي فهي تبقى تحت الجليد مثل الفقاعة وتخاطر برفعه"، الأمر الذي قد يدفع الجزء الأكثر هشاشة إلى الوادي.
ووجدت دراسة أجراها علماء سويسريون العام الماضي أن الأنهار الجليدية في جبال الألب قد تتقلص بنسبة تتراوح بين 65 و90% هذا القرن، استنادا إلى مدى فاعلية سكان الكوكب في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة المسببة لظاهرة تغير المناخ.