في تجنب البلاستيك.. مستقبل مستدام للألمان
من أجل تحقيق الاستدامة وبلوغ أهدافها مستقبلًا، أصبح غالبية الألمان يعولون على تجنب البلاستيك في كافة معاملات حياتهم اليومية.
تجنب البلاستيك.. المعيار الأهم نحو الاستدامة
وقد أظهر استطلاع للرأي في ألمانيا، أجراه معهد يوجوف ونُشِرَت نتائجه اليوم الخميس 18 أغسطس/آب 2022، أن 60% من الألمان اعتبروا تجنب البلاستيك هو المعيار الأهم في تحقيق المستقبل المستدام، وتلاه تغيير السلوك الاستهلاكي بـ50% ثم التخطيط المستدام لمشاريع البنية التحتية بـ47% ، وفي المقابل جاء الاستثمار المالي المستدام في مرتبة متأخرة بـ18% فقط.
وأجرى المعهد الاستطلاع في مايو/أيار بتكليف من شركة التأمين سويس لايف، وشمل الاستطلاع التمثيلي 2139 رجلا وامرأة.
وتتضمن "الاستدامة" في القطاع المالي الامتثال للمعايير البيئية والاجتماعية من جانب الشركات التي يتم ضخ الاستثمار فيها. ويجري اختصار هذا المصطلح بالإنجليزية بالحروف "إي إس جي" والتي تشير إلى عبارة "الحوكمة البيئية والاجتماعية".
وتقضي هذه المعايير على سبيل المثال باستبعاد الاستثمار في الشركات التي تلوث البيئة بقوة من خلال مستويات عالية من الانبعاثات أو التي تصنع منتجاتها في ظل ظروف عمل مثيرة للريبة في دول ذات أجور منخفضة.
وأفاد الاستطلاع بأن كثرة عدد الأشخاص الذين لا يعرفون على وجه الدقة معنى المنتجات المالية المستدامة لعبت دورا في قلة عدد المعولين على دور الاستثمار المالي كمعيار مهم لتحقيق المستقبل المستدام؛ إذ قال 57% ممن شملهم الاستطلاع إن معلوماتهم عن هذه المنتجات متدنية نوعا ما، كما أعرب 50% من هؤلاء عن اعتقادهم بأن هذه المعلومات معقدة.
في المقابل، بدت الصورة بشكل مختلف بالنسبة للأشخاص الذين لديهم دراية أكبر حول هذا الأمر والذين بلغت نسبتهم 25% ممن شملهم الاستطلاع إذ قالت فئة كبيرة منهم (42%) إنهم اختاروا الاستثمار المالي المتوافق مع الحوكمة البيئية والاجتماعية كمعيار مهم لتحقيق المستقبل المستدام.
حظر منتجات البلاستيك وحيدة الاستخدام
ومنذ 3 يوليو/تموز 2021، وبات من المقرر أن تختفي من ألمانيا وجميع الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي جميع المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد من الأسواق، حسبما تنص قاعدة فرضها الاتحاد الأوروبي بشأن حظر أدوات الطعام البلاستيكية منذ عام 2019.
ويؤثر الحظر، على المنتجات البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، مثل أدوات المائدة والأطباق وقش الشرب وأعواد التقليب وأعواد مسحات القطن وعصي البالونات البلاستيكية. ولم يعد مسموحا بتداول عبوات وأكواب مشروبات مصنوعة من الستايروفوم في الأسوق.
وقد أُقر قانون حظر بيع المنتجات البلاستيكية المخصصة للاستخدام مرة واحدة في سبتمبر 2021، ويشمل حظر أدوات المائدة من الاكواب والاطباق ويشمل بعض الاغلفه المصنوعة من البولسترين المخصصة لتحضير الطعام.
إن قرار حظر ١٢ فئة من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد جاء بعد مفاوضات بين الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، لكونها تمثل ٧٠% من المخلفات الملقاة بالمحيطات والشواطيء.
فيما سيُسمح استخدام بعض المنتجات البلاستيكية التي لا بدائل لها، لكن سيتم وضع ملصقات علي هذة المنتجات تحذر المستخدمين من الضرر البيئي الذي يأتي من البلاستيك.
من جانبه، أعرب ماتياس ريليج، العالم المتخصص في بيئة التربة بجامعة برلين الحرة بألمانيا، عن اعتقاده بأنه لا توجد تربة في أي مكان تخلو من البلاستيك، وقال إن "جزيئات البلاستيك تسقط من الغلاف الجوي، وهي موجودة بالأساس في كل مكان. وإذا أجرينا تجارب على التلوث البلاستيكي للتربة، فإننا لن نجد تربة مرجعية خالية من التلوث بشكل فعلي".
ويقوم ريليج مع فريقه بدراسة كيفية تأثير الجزيئات البلاستيكية الصغيرة على العمليات البيولوجية في التربة وذلك في إطار مشروع ميكروبلاستيك الذي تدعمه وزارة البحث العلمي الألمانية.
وختامًا، إن الإشكالية ربما لا تكمن في امتصاص الجسيمات البلاستيكية نفسها لكنها تكمن في المواد السامة المرتبطة بها. وتشير بيانات المكتب الاتحادي للبيئة في ألمانيا إلى أن تآكل إطارات السيارات يعد المصدر الأكبر لتسرب جسيمات البلاستيك إلى البيئة وهكذا تنتقل مواد سامة مثل الزنك أو الرصاص أو الكادميوم إلى البيئة.