"أوقات" مصطفى ربيع.. لوحات تستحضر "الزمن الجميل"
معرض جديد للفنان المصري مصطفى ربيع يستحضر عبره "ثيمة الوقت" من خلال تكوينات أبطاله المُشبعة بالملامح المحلية والتراثية.
اختار الفنان المصري مصطفى ربيع أن يجعل من دائرة العائلة مُحورا لعالمه الجديد: أمهات وأبناء وجيران، شعب يختصره في أفراد عائلة، أطلق على معرضه عنوان "أوقات".
يحاول ربيع أن يتفاعل مرئيا مع سيولة "ثيمة الوقت" عبر لوحات معرضه، الذي يستضيفه جاليري الزمالك بالعاصمة المصرية القاهرة، فأبطاله يستحضرون ثيمة "الزمن الجميل"، حيث المودة حول الموائد ومشاركة الطعام، في تكوينات جماعية تكررت في مشاهد تحتشد بالدفء.
الفردية التي لا تخلو من الونس كانت حاضرة أيضا في لوحاته، فتجد واحدة من بطلاته تُجاور راديو قديم، ربما يصدح منه صوت أم كلثوم أو محمد عبدالوهاب، لكن تعبيراتها كانت تتقمص حالة الوجد التي تسري من المذياع القديم.
تتسرب مفردات الونس في خطوط مصطفى ربيع وأيقوناته، فتجد حضورا للموسيقى، لا سيما الناي الذي يجمع شتات المُحبين ويضفي للمكان سحرًا أبعد من حدود إطاره، كما تجد حضورا للخيوط التي تتحالف مع صاحبتها ضد الوحدة، وكأنها نسج لمشهد قديم تستعذب تذكره.
في "أوقات" مصطفى ربيع لا تشعر بالوقت بمعناه الثقيل، المرتبط عادة بمرور الساعات الرتيبة، بل يستدعي عبوره الخفيف الغني بالتفاؤل، معتمدا على خطوط عفوية وغير معقدة في بناء وجوه شخصياته، الذين تجمعهم ملامح محلية تعززها ألوانه الدافئة.
هناك تجد حضورا للطربوش القديم داكن الحُمرة، وأقمشة الكستور الشتوية المتربطة بفصل الشتاء، وشوارب الرجال العامرة، وموديلات فساتين السيدات التي تندرج من التراث الفلاحي، وعيونهن الواسعة، وشعورهن المتروكة لعفويتها.
في "أوقات"، يبحث صاحب المعرض عن تلك اللحظة التي ربما يصل إليها السارح بعد طول شرود، نقطة بعيدة تصل إلى مشاهد محفورة في تاريخه الشخصي والجمعي، عبر تفاصيل هادئة، وألوان مسالمة، ووجوه طيبة، تتحاور جميعها داخل أطر صنعها لهم مصطفى ربيع، في تحريض لزوار المعرض على اجترار "أوقات" ربما ذابت، ولكنها تتجسد بالتأمل.