"بيت العائلة المصري" يدعو الجميع لمواجهة شاملة مع الإرهاب
"بيت العائلة المصري" عقد مؤتمر "معاً ضد الإرهاب"، وتركزت كلمات الحضور حول توصيات بارزة لمواجهة الإرهاب.. فما هي؟
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، فعاليات مؤتمر بيت العائلة المصري "معاً ضد الإرهاب"، لبحث آليات وسبل مواجهة الإرهاب الغاشم ومحاربة الفكر المتطرف، حيث دعا المشاركون إلى ضرورة تكاتف الجميع ضد الإرهاب.
وفي افتتاح أعمال المؤتمر، دعا الأنبا إرميا الأسقف العام ونائب رئيس مؤتمر "معاً ضد الإرهاب" الجميع للتكاتف لمواجهة موجات الإرهاب التي انتشرت لترويع أمن الأمنين وسلام البشر في تحد صارخ لجميع القيم والأعراف، لافتا إلى أن "جذور ذلك الإرهاب وضعت في صورة أفكار سلبية ومتطرفة نحو معنى الحياة وأحقيتها للآخرين من جانب، ونحو رفض الجانب الآخر ما أدى بالبعض إلى استحلال سفك الدماء دون ذنب أو جرم".
وأضاف الأنبا إرميا الذي ألقى الكلمة نيابة عن البابا تواضروس الثاني، أن "الإرهاب خطر لا يحمل في طياته إلا معالم الدمار بما في ذلك دمار إنساني ودمار المجتمع والوطن، والقيم والمفاهيم والتعاليم الدينية"، مشدداً على أن "تعاليم الأديان ترفض جميع صور التعصب والإرهاب".
وحول خطوات مواجهة الإرهاب، قال الأنبا إرميا إن أولى الخطوات تتمثل في ضرورة إدراك الجميع أن ولايته لن تنصب على ضحاياه فقط بل على الجميع، داعياً إلى تكاتف الجميع للمواجهة الفكرية للأفكار المغلوطة التي تستحل دماء الأبرياء من خلال التكاتف بين الازهر والكنيسة ومؤسسات الدولة.
واستطرد المسؤول الكنسي الخطوات بقوله: أيضا "التأكيد على المفاهيم الدينية السامية والقيم والقواسم المشتركة بين الأديان والحث على تحلي السلوك بها، وغرس مفاهيم العدل والرحمة والاعتدال والسلام وأهميتهم في بناء المجتمع وتقدمه ورخائه.
وفي النهج نفسه، دعا الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق إلى "اتحاد الجميع لمواجهة الإرهاب"، قائلًا: لابد أن نتحد ليس فقط من الناحية الأمنية والفكرية، ولكن من فقه حب الحياة، هذه الأديان جاءت تحبب الإنسان في الحياة، لذا لابد أن نتحد جميعاً لمواجهة الإرهاب.
واعتبر "جمعة" الإرهاب اللعين يهدر معاني السلام، واصفا إياه بـ"الإرجاف الذي جعل الله لنا عليه سلطاناً"، مشدداً في الوقت نفسه على أن "الإرهاب جاء بمفاهيم مغلوطة وبتصورات خاطئة وبأجديه يقرأ بها النص الشريف بطريقة ما أنزل بها من سلطان وبتقويم للواقع من باب الضلال البعيد.
وتابع العالم الجليل أن الإرهابيين أفسدوا الدين والدنيا معا، لافتا إلى أن مقاصده الخبيثة تتغير، وتتعمى على آخرين، وخلص إلى ضرورة أن "تكون الحرب ضد هؤلاء الإرهابيين حرب شاملة".
بدوره، أوضح وزير الأوقاف المصري الأسبق الدكتور محمود حمدي زقزوق حقيقة تاريخية بقوله: "الحقيقة الثابتة أن الإسلام جاء إلى هذه البلاد لكن المسلمين ظلوا قرنين في البلاد كأقلية، وهذه حقيقة، ولم يُجبر أحد على اعتناق الإسلام وظل الأمر لا إكراه في الدين".
وأضاف "زقزوق" أن المسلمين والمسيحيين في مصر لا يفرق بينهم دين أو عقيدة، ولكن تجمعهم المواطنة الحقيقية والتسامح الإيجابي، حيث يواجهون الإرهاب والتطرف، وكل شكل من أشكال العدوان والكراهية ويعملون من أجل نهضة هذا الوطن.
يذكر أن المؤتمر يناقش خلال ثلاث جلسات عدة ظواهر منها "الإرهاب: الظاهرة والدوافع"، و"الإرهاب والقوى المجتمعية في مواجهته"، و"دور بيت العائلة المصرية لحصار الإرهاب".
وفي عام 2011، أُنشئ بيت العائلة المصرية برئاسة كل من شيخ الأزهر وبابا الكنيسة القبطية الارثوذكسية، بهدف ممارسة دور توعوي وفكري في الحفاظ على النسيج الواحد لأبناء الوطن.
aXA6IDMuMTQyLjI1MC44NiA= جزيرة ام اند امز