أزهريون لـ"العين الإخبارية": مراجعات القرني "شهادة للتاريخ"
أزهريون يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن مراجعات عائض القرني "شهادة للتاريخ" عن أطراف دعمت التطرف والإرهاب بالمنطقة
ثمن أزهريون وعلماء دين اعتذار الداعية السعودي عائض القرني والتراجع عن "أفكار متشددة"، واصفين هذا الاعتذار بأنه "شهادة للتاريخ عن الأطراف الداعمة للخطاب المتطرف" في المنطقة.
ومع تأكيد هؤلاء أن حديث الداعية السعودي يحمل "شجاعة وخطوة جريئة" في طريق التخلص من التطرف والتشدد، قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان رسمي اليوم، إن "اعتذار القرني فضح ممارسات دولة قطر التي شوهت الإسلام".
- خبيران: قطر رأس حربة مشروع تخريبي تدعمه تركيا وإيران ضد السعودية
- السعودية ترحب بالموقفين الأممي والأمريكي ضد الإرهاب الإيراني
وسجل الداعية السعودي عائض القرني تراجعات فكرية عديدة خلال حواره في برنامج "الليوان" على قناة "روتانا خليجية"، قائلا "بكل صراحة وشجاعة باسم الصحوة أعتذر للمجتمع عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة، وخالفت سماحة الإسلام، وخالفت الدين الوسطي المعتدل الذي نزل رحمة للعالمين.. فالصحوة صادمت الدولة وضيقت على المجتمع".
وتحدث الشيخ عائض القرني عن حقائق ترتبط بكيفية توظيف تنظيم "الحمدين" الحاكم في قطر وحليفه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدعاة في مؤامراتهم ضد المملكة العربية السعودية.
وزاد بوصف قناة "الجزيرة" بأنها مثل "مسيلمة الكذاب"، وقال إنها تخدم "طالبان، وطهران، وأردوغان، والإخوان، وحزب الشيطان".
كما أشار إلى أن "الإخوان" خالفوا السنة والإسلام ودعاهم إلى الاعتذار من الشعوب التي سالت فيها الدماء بسبب خطاب الحاكمية، مشددا على أنه لا مكان لهم في السعودية.
"شهادة للتاريخ"، هكذا وصف الدكتور محمود مهنا عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف مراجعات القرني، قائلا في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" إن الاعتذار والتراجع عن أفكار متشددة وحديثه عن الإخوان تعد شهادة مهمة للتاريخ، خاصة عن أطراف دعمت الخطاب المتطرف في المنطقة، وفي مقدمتها "دويلة قطر التي تحارب الفكر الإسلامي الوسطي"، وفقا لمهنا.
وأشار مهنا إلى أن "الرجوع للحق شجاعة أدبية وخطوة جريئة" تحسب للداعية السعودي، واصفا إياه بـ"الزاهد والمفسر والمحدث، والمحب للأوطان الإسلامية والأزهر الشريف"، بعد أن عرفته لمدة تزيد عن 30 عاما حين كنت في العاصمة السعودية الرياض.
وبشأن شهادة القرني على الإخوان المسلمين، رأى عضو هيئة كبار العلماء أنه "ما من أحد أساء للإسلام في التاريخ القديم والحديث أكثر من جماعة الإخوان"، حسب تعبيره.
ومن تداعيات شهادة القرني -يستطرد مهنا- أنها ستعمل على حصار الفكر المتشدد، معربا عن تقديره للداعية السعودي، قائلا "القرني صاحب فكر وسطي، ويكره الفكر المتشدد والمارقين".
ومن جهته، وصف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الأسبق رئيس اللجنة الدينية في مجلس النواب المصري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، القرني بأنه "عالم وعاقل وحكيم"، مؤكدا "نحن في حاجة إلى الوسطية والاعتدال من أجل أن تعيش المجتمعات في أمن واستقرار بعيدا عن التطرف والغلو".
وقال العبد: إن الدين الإسلامي لا شك دين وسطية واعتدال، ويبتعد عن الإفراط والتفريط، مؤكدا أن الأخوة الإنسانية هي الأصل لمنع الحروب والتآلف والتعاون والتعامل بين البشر أجمعين.
وشدد العبد على أن "كل من تشدد وتطرف في فكره أو قوله أو فعله هو بعيد عن وسطية الإسلام".
بدوره، رحب مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية باعتذار القرني، وقال المرصد في بيان رسمي أصدره (الأربعاء) إن شهادة القرني واعتذاره أثبت عددا من المرتكزات الأساسية، أبرزها الدعم الخارجي والتمويل المالي للمتطرفين الذي تقوم به دول في المنطقة وعلى رأسها قطر، بعد أن أكد القرني في حديثه أن قطر تعمل على دعم أجندات الإخوان وطالبان وتركيا من خلال توجيه بوقها الإعلامي قناة الجزيرة لتحسين صورهم المشوهة وخطابهم الدموي.
وأضاف المرصد أن ما قدمه القرني "فضح مساعي دولة قطر في تدعيم هذا النمط المشوه من الأفكار الدينية المغلوطة عن الإسلام، فهي تسعى إلى استقطاب الدعاة المتشددين واستضافتهم ودفع رواتب لهم والترويج لأفكارهم وخطاباتهم، مع توظيفهم للترويج لأفكارها ومنهجها".
وأشار إلى أن كلمة القرني أوضحت دور تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية في نشر الأفكار المتطرفة بعد أن أفاد الداعية بأن منهج تنظيم الإخوان يتحمل مسؤولية الدماء في المجتمعات العربية، وأن هذا المنهج هو منبع التشدد الذي تنهل منه الجماعات والتنظيمات الإرهابية لأفكارها وخطاباتها.
وذكر المرصد أنه يرحب بكل مبادرة أو مسعى شخصي أو جماعي لإحداث مراجعات حقيقية والتراجع عن التطرف والتشدد والعنف، مؤكداً أن الدين الإسلامي دين سماحة وعفو ما لم يتورط أحدهم بإراقة دماء مباشرة.
وتابع "اعتذاره المباشر (القرني) دليل على نجاح المساعي الفكرية الإقليمية والدولية في محاصرة الأفكار المتطرفة، وكشف الأذرع الداعمة للتطرف والإرهاب في المنطقة، وهي من نتائج المواجهة الفكرية التي تقوم بها بعض الدول وعلى رأسها الإمارات والسعودية ومصر في مواجهة التطرف والإرهاب".
وتأتي تصريحات القرني في وقت تقود فيه المؤسسات الدينية في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مبادرات عدة لنشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، ومحاربة مشروع الدوحة لتأميم الخطاب الديني المتطرف، وتهميش المؤسسات الدينية التاريخية المعتدلة عبر الإخونجية وما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وتجنيد عدد من الدعاة والتجارة بالدين.