بالصور والفيديو.. أول كورال أزهري مشترك
الفريق قدم موشحات أندلسية ومزج بين الأغاني القديمة لعبدالحليم حافظ ومحرم فؤاد، ولم يلتفت الأعضاء إلى الانتقادات التي وجهت لهم
تتردد في أرجاء المسرح أصوات متداخلة لطلبة وطالبات يتغنون بحب الوطن. مشهد بدا مألوفاً لفرقة غنائية غير أن المار لا يصدق، إذ أن الكورال يصدح من داخل جامعة الأزهر، والمؤدون هم أعضاء الفريق الغنائي الجديد.
تطور ملحوظ شهدته جامعة الأزهر هذا العام، مع تأسيس أول فرقة غنائية مشتركة، تضم 16 طالباً، نصفهم من الفتيات، بعد سنوات من الفصل بينهم في ممارسة الأنشطة الطلابية.
وجدي عبدالهادي، مدير مراكز الفنون بجامعة الأزهر يقول لـ"العين الإخبارية"، إن "بداية تشكيل الفريق المشترك ترجع إلى تفكيرنا في الحصول على نقاط إضافية في مسابقة إبداع التي نظمتها وزارة الشباب والرياضة هذا العام، في السابق كنا نشارك بفريق غنائي من البنين فقط، وهو ما كان يفقدنا درجات، وبالفعل تم الدفع بفريق غنائي مشترك من كليات مختلفة".
يتابع المسؤول الأزهري: "واجهتنا بعض الصعاب في البداية فيما يخص تلقي الفريق التدريب اللازم بعد إجراء اختبارات مكثفة للطلاب الراغبين في الانضمام، ثم كان التحدي الأكبر بتأدية الأغاني التي حددتها المسابقة".
ويوضح عبدالهادي، وهو أحد مشرفي الكورال، أن الجامعة ستحتفظ بالكورال المشترك مع إمكانية إضافة طلاب جدد مع العام الدراسي الجديد، كبديل للطلاب المنتظر تخرجهم هذا العام.
الكورال المشترك.. أسرة واحدة
البداية التي تحدث عنها مشرف الفريق، كان لها بعد اجتماعي أكثر من كونه نشاطاً لدى الطلاب، ويقول عبدالله سعد أحد أعضاء الكورال، يدرس بالفرقة الثالثة بكلية التربية الرياضية: "شعرنا بأننا عائلة واحدة، وليس مجرد فريق طلابي، نأكل ونشرب ونذاكر في أحيان كثيرة معاً".
تشاركه الرأي زميلته فاطمة جمعة بقولها لـ"العين الإخبارية": "التجربة كانت ناجحة، حتى لو لم نكن حصلنا على مركز في المسابقة. كسبت أسرة وأخوة لي نتشارك نفس الهواية".
وترى فاطمة التي تدرس بالفرقة الثالثة لغات وترجمة، أن وجود كورال مشترك أفضل: "الغناء المشترك أفضل لأننا كفتيات لا نستطيع الوصول إلى بعض الطبقات في الصوت، والعكس صحيح أيضًا، لذا يكملن بعضنا البعض".
لم يقتصر ظهور الكورال الغنائي على المسابقات بل شاركوا في حفلات عدة، الأمر الذي يقول عنه عبدالله: "فؤجنا بمن يطلبنا، ذهبنا لحفلة تخرج في محافظة دمنهور وشاركنا في المهرجان الأول للأزهر في الفن والإبداع، ومن المنتظر المشاركة في ملتقى فني تابع للأزهر الأسبوع المقبل".
تكمل فاطمة حديث عبدالله: "نفكر في عمل شيء جديد لم نحدده حتى الآن، لكن كل ما نعرفه أننا نريد الاستمرار بالفريق نفسه في المستقبل، حتى أن بعضنا يطرح فكرة تكوين باند من أعضاء الفرقة بالمعايير نفسها التي التزمنا بها داخل الأزهر".
الفريق الفني.. ثمرة الأزهر الوسطي
رغم أجواء التفاؤل التي سادت بين أعضاء الكورال المشترك، فإن الأعضاء واجهوا سيلاً من الانتقادات، تقول عنه فاطمة: "البعض ينتقدني لكوني فتاة أزهرية وأغني، وعندما شاركت في الفريق زادت حدة الانتقادات لكن ما يطمئني ثقة أهلي وسعادتهم".
تتابع الفتاة التي تغني سولو: "توالت علينا الانتقادات عقب مشاركتنا في مسابقة الوزارة، لكننا واجهنا مزيداً من الثبات لأننا على ثقة بأننا لا نؤذي أحداً.. نحن نفعل ما نحب، والأزهر أتاح لنا هذه الفرصة".
يعلق مشرف الفريق وجدي عبدالهادي على هذه الانتقادات بقوله: "تشكيل الكورال المشترك يظهر الأزهر الوسطي وأي حديث آخر لا محل له بيننا، لأن الجميع يتعامل باحترام والجميع داخل الكورال يلتزم بحدوده".
وعن طبيعة الأغاني التي يقدمها الفريق، يوضح: "الفريق قدم أغاني هادفة مثل الموشحات الأندلسية واستطاع عمل مزيج من الأغاني القديمة لعبدالحليم حافظ ومحرم فؤاد، وكذلك الأغاني الوطنية".