سياسياً وفي أي مكان في هذا العالم يستلزم إسقاط أي نظام حاكم على يد الشعب إسقاط شرعيته أولاً.
تبدو مشكلة قطر بالنسبة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي تقاطعها منذ أشهر مشكلة صغيرة جداً، وهي فعليا آخذة في الانزلاق إلى غياهب الركود السياسي والنسيان، لكنها بالنسبة لشرفاء أسرة «آل ثاني» الذين اجتمعوا أمس الأول بقيادة الشيخ سلطان بن سحيم مسألة حياة أو موت، فهذه الأسرة الكريمة تعاني حالياً من استلاب قرار دولتها من قبل مليشيات خبيثة يقودها العضو السابق في الكنيست الإسرائيلي «عزمي بشارة»، وتتخذ من الأمير الصوري تميم بن حمد غطاءً لشرعنة وجودها وبقائها سكيناً على أعناق القطريين.
الاجتماع الذي ضم 20 شخصية من الأسرة القطرية الحاكمة لإعلان رفض سياسة الغدر التي تسير عليها الدوحة، هو بمثابة تحرك مهم في الاتجاه الصحيح نحو تحرير قطر، واستعادة هؤلاء الشرفاء لدولتهم المسروقة، وهو أيضاً رسالة للشعب القطري الذي يرزح تحت الاحتلال، مفادها أن الطغمة الحاكمة في قصر الوجبة اليوم لا تمثل بأي شكل من الأشكال أسرة «آل ثاني» التي تحظى بالشرعية الكاملة لحكم البلاد.
تعقد مليشيات عزمي بشارة الحاكمة في الدوحة هذه الأيام صفقات تسليح ضخمة اعتقاداً منها بأنها قادرة على شراء مواقف الدول المصدرة للأسلحة، وكسب تضامنها في مواجهة الدول المقاطعة أو إعادة بث الروح في الطغمة التي تستولي على السلطة، وهذا وَهْمٌ كبير لا طائل منه إلا تبديد ثروات الشعب القطري.
سياسياً، وفي أي مكان في هذا العالم، يستلزم إسقاط أي نظام حاكم على يد الشعب إسقاط شرعيته أولاً، وهذا ما حدث في اجتماع الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني مع شرفاء الأسرة القطرية الحاكمة، والذي سُمي اجتماع «إنقاذ قطر»؛ إذ أكد جميع من حضروه على أن الاحتفال الحقيقي باليوم الوطني لقطر سيكون يوم عودتها لعروبتها وحضنها الخليجي، رافضين سياسة النظام الحالي ومثمنين للمملكة العربية السعودية دورها في دعم الشعب القطري المغلوب على أمره.
في المقابل، تعقد مليشيات عزمي بشارة الحاكمة في الدوحة هذه الأيام صفقات تسليح ضخمة؛ اعتقاداً منها بأنها قادرة على شراء مواقف الدول المصدرة للأسلحة وكسب تضامنها في مواجهة الدول المقاطعة، أو إعادة بث الروح في الطغمة التي تستولي على السلطة، وهذا وَهْمٌ كبير لا طائل منه إلا تبديد ثروات الشعب القطري، فالجميع يعرف أن موضوع دعم الدوحة للإرهاب ملف مفتوح ولا يمكن التستر عليه أو تجاوزه دولياً، كما أن الأسلحة التي تم التعاقد عليها لا يمكن استخدامها على الأراضي القطرية لضيق مساحتها الجغرافية، ولكونها تشكل خطراً كبيراً على سكان قطر قبل غيرهم في حال دخول النظام في اشتباك عسكري مع أي طرف؛ إذ من السهل تدمير ترسانته العسكرية خلال أقل من 30 دقيقة، لكن عدد الضحايا قد يكون كبيراً لوجود تلك الترسانة وسطهم.
في لقاء أجرته معي قناة العربية قبل نحو 3 أشهر، قلت إنني أتوقع أن تنتهي أزمة قطر خلال سنة واحدة، بتحرك من شرفاء أسرة آل ثاني لإسقاط النظام المُغتصِب للسلطة، واليوم أقول إن ذلك بات أقرب مما تصورت حينها، والأيام القادمة حُبلى بالمفاجآت.
نقلاً عن " عكاظ " السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة