باباجان يتقدم رسميا بطلب تأسيس حزبه المناهض لأردوغان
القائمة التأسيسية للحزب الجديد ضمت قيادات ونوابا سابقين عن العدالة والتنمية، الحاكم، فضلا عن قيادات سابقة بالجيش
قدم نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق علي باباجان، الإثنين، طلب تأسيس حزبه الجديد "الديمقراطية والتقدم"، المناهض للعدالة والتنمية الحاكم.
وذكرت تقارير إعلامية أن باباجان قدم الأوراق المطلوبة للتسجيل لوزارة الداخلية في العاصمة أنقرة.
وبحسب ما ذكرته العديد من وسائل الإعلام التركية، منها الموقع الإلكتروني لصحيفة "سوزجو" المعارضة، ضمت القائمة التأسيسية للحزب الجديد قيادات ونوابا برلمانيين سابقين عن العدالة والتنمية، الحاكم، فضلا عن قيادات سابقة بالجيش.
ومن ضمن مؤسسي الحزب الذي يدعمه عبدالله جول، الرئيس التركي الأسبق، وسعد الله أرغين وزير العدل الأسبق، ونهاد أرغون، وزير الصناعة والعلوم والتكنولوجيا الأسبق.
ويضم المجلس كذلك بعض الأسماء التي كانت تمارس السياسة في أحزاب مختلفة، وعلى مقربة من الخط الليبرالي الديمقراطي لحزب باباجان.
وفي تصريحات أدلى بها اليوم تعليقا على تقديم الطلب قال باباجان: "نحن بحاجة إلى إعادة تأسيس دولة تركية تكون أكثر ملاءمة للعيش؛ دولة قائمة على القيم العالمية التي تعزز المبادئ الإنسانية، والحريات والديمقراطية وسيادة القانون، لكن لا يمكننا القيام بذلك بهذه الإدارة وبهذا الأسلوب السياسي".
وأضاف: "عندما تسأل أحدا عن سبب دعمه للحزب الحاكم، سيقول إنه يجعل الناس تتوقع الأسوأ، فلديه سياسة الخوف، هناك سياسة تتغذى على الخوف. وستشاهدون برنامج حزبنا في الصفحة الأولى من حرية الصحافة. فلا يمكننا التعبير عن المشاكل عندما لا تكون هناك حرية تعبير".
وقبل نحو أسبوع، قالت مصادر مقربة من باباجان إن لائحة النظام الداخلي للحزب المرتقب جرى إعدادها على يد عدد من الخبراء بلغ 300 شخص، واستغرقت مدة عمل بلغت 5 أشهر شملت 24 طاولة نقاش مختلفة.
والأحد، أشارت تقارير إعلامية إلى أن باباجان يعتزم تقديم طلب تأسيس حزبه لوزارة الداخلية، الأربعاء، قبل أن يتغير الموعد، ويقدم الالتماس اليوم.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية يشهد منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مُني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات المحلية الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلديات الكبرى، على رأسها بلديتا العاصمة؛ أنقرة وإسطنبول.
ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب استقالة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول الماضي، قائلا إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".
ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضا مبادئه والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن صفوف العدالة والتنمية، الحاكم.
وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس رجب طيب أردوغان. ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.
وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة باباجان من حزب العدالة والتنمية في يوليو/تموز الماضي.
وفي يناير/كانون الثاني أيضا، أعلن عضو سابق بحزب العدالة والتنمية تأسيسه حزبا سياسيا جديدا بعد انتهائه من جميع الإجراءات اللازمة لإشهاره.
وتأسس الحزب الجديد على يد رجل الأعمال بدري يالتشين، الذي سبق أن كان عضوا في حزب العدالة والتنمية، والحزب يحمل اسم "حزب اتحاد الأناضول" (ABP).
ويوم 9 فبراير/شباط الماضي، كشفت المحكمة العليا في تركيا في أحدث بيانات لها عن انخفاض أعضاء العدالة والتنمية بأكثر من 15 ألف عضو خلال 50 يوما فقط.
ووفق البيانات المنشورة، واصل الحزب الحاكم، بزعامة أردوغان، خسارته لأعضائه المسجلين لديه، بفقد 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوما فقط.
وبحسب تراجع عدد أعضاء حزب العدالة والتنمية من 10 ملايين و211 ألفا و596 عضوا في 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى 10 ملايين و195 ألفاً و904 أعضاء، يعني انخفاض أعدادهم بمقدار 15 ألفا و692 عضوا خلال 50 يوماً.
ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت المحكمة العليا قد ذكرت أن 114116 عضوا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضاً على سياساته.
وجاء في بيان صادر عن المحكمة آنذاك أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.
وهذه الأرقام تشير إلى أن الحزب الحاكم خسر 129 ألفا و808 أعضاء من 1 يوليو/تموز 2019 حتى 9 فبراير/شباط 2020.