بغداد وأربيل.. عودة الأزمة إلى المربع واحد
بغداد تهدد باستئناف القتال بسبب عدم التزام أربيل باتفاق انتشار الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها.
اتهمت العمليات المشتركة التابعة للحكومة العراقية، الأربعاء، قادة إقليم كردستان بالتراجع عن تنفيذ اتفاق انتشار الجيش العراقي في المناطق المتنازع عليها وعند المعابر الحدودية، فيما دعت كردستان إلى اتفاق سياسي يشمل مجالات عديدة وعدم حصر الأمر فى نشر القوات.
- عسكريون عراقيون وأكراد يبحثون نشر قوات اتحادية بمناطق النزاع
- المناخ ينضم للسياسة ويحجب الرؤية في أربيل وبغداد
وقالت العمليات المشتركة التابعة للحكومة العراقية، في بيان أصدرته، الأربعاء، إن قيادة الإقليم ووفدها المفاوض تراجعا بالكامل عن المسودة المتفق عليها والتي تفاوض عليها الفريق الاتحادي معهم.
وكان الجانبان قد عقدا اجتماعين، الأسبوع الماضي، في مدينة الموصل؛ لبحث ما تطالب به بغداد بنشر قوات تابعة لها في منفذين حدوديين مع كل من سوريا وتركيا، ويقعان في عمق إقليم كردستان.
وقال بيان العمليات المشتركة: "من واضح أن هذا لعب بالوقت من قبلهم، وأن ما قدموه بعد كل تلك المفاوضات والاتفاقات وفي اللحظة الأخيرة هو عودة إلى المربع الأول ومخالف لكل ما اتفقوا عليه، وأن ما قدموه مرفوض بالمطلق، كما أن الإقليم يقوم طوال فترة التفاوض بتحريك قواته وبناء دفاعات جديدة لعرقلة انتشار القوات الاتحادية ووقوع خسائر لها".
وأضاف البيان: "لا يمكن السكوت عن ذلك، ومن واجبنا حماية المواطنين والقوات، وقد تم إعطاء جانب أربيل مهلة محددة للموافقة على الورقة التي تفاوضوا عليها".
وهددت العمليات المشتركة باستئناف القتال في حال تصدت الجماعات المسلحة المرتبطة بأربيل بإطلاق صواريخ وقذائف ونيران على القوات الاتحادية وقتل أفرادها وترويع المواطنين.
بالمقابل، وتعليقا على المحادثات الجارية بين كردستان وبغداد، قال المتحدث الرسمي باسم قوات البشمركة بحكومة إقليم كردستان، الفريق جبار ياور منده، إن إقليم كردستان يرغب في "توسيع نطاق المحادثات الجارية مع بغداد لتخرج عن الإطار العسكري وتشمل مسائل خلافية أخرى".
وأضاف، في تصريح صحفي، أن الجانب الكردستاني يعد وثائق وخرائط لمواصلة الاجتماعات مع الجانب الحكومي العراقي.
وتابع: "ما حصل خلال الاجتماعين حتى الآن اقتصر على التباحث حول مناطق محددة لتجنب حدوث المواجهات، لكن هذه المشاكل لا يمكن الحديث عنها مع رئيس الأركان فقط بل ينبغي بحثها بشكل تفصيلي مع مسؤولي الحكومة العراقية؛ لأنه لا يمكن اختصار الاجتماعات على منطقة ضيقة لا تتجاوز 30 كم، بل هناك العديد من المشاكل بين إقليم كردستان والعراق بشأن تطبيق المادة 140 والموازنة والبشمركة، كما أن لدينا العديد من الاتفاقيات التي لم تشرع من قبل البرلمان العراقي".
وأوضح أن إقليم كردستان يرى أن "المعابر الحدودية من المسائل التي ينبغي بحثها خلال المفاوضات المستقبلية بين حكومة إقليم كردستان والحكومة العراقية كونها مسائل مدنية وليست عسكرية".
ورفض المسؤول الكردي ما تطالب به الحكومة العراقية بانتشار الجيش العراقي في المعابر الحدودية.
وأوضح: "المعابر الحدودية من عمل الحكومة وليس الوفود العسكرية، ونحن لا نقبل بنشر قوات مشتركة في المعابر الحدودية لأن البشمركة غير موجودة فيها أصلاً، بل إن الشرطة هي من تحمي الأمن فيها".
وتقول القوات العراقية إن الهدف من الانتشار فى إقليم كردستان والمناطق الحدودية هو حفظ الأمن وبسط سلطة الحكومة.
وكشف رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأربعاء، عن شروط الحكومة العراقية للتفاوض مع إقليم كردستان، و أكد أن بغداد لا تريد قتالا مع الإقليم، ليس خوفا وإنما حفاظا على أرواح المواطنين.
ونقل المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، عن حيدر العبادي، قوله خلال لقائه مجموعة من الكُتاب والإعلاميين العراقيين، إن "إقليم كردستان طلب التفاوض وشروطنا هي أن يكون التفاوض تحت ظل الدستور والعراق الموحد وإلغاء نتائج الاستفتاء"، بحسب وسائل إعلام عراقية.
aXA6IDE4LjExOC4zMi43IA==
جزيرة ام اند امز