جزر البهاما تلاحق عمالقة نفط الكاريبي من سواحل فلوريدا
تخطط جزر البهاما لبدء البحث والتنقيب عن النفط قبالة سواحل فلوريدا الأمريكية، من خلال حفر بئر استكشافية على بعد 150 ميلا من الساحل.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حظرت التنقيب عن النفط والغاز قبالة سواحل ولاية فلوريدا بعد مناشدة من حاكم الولاية، للحفاظ على السياحة.
وقالت شركة نفط الباهاما "بى بي سي – BPC" إنها تعاقدت مع سفينة الحفر ستينا إل سي إي ماكس لبدء العمل في بئر النفط رقم 1 في جنوب جزر البهاما، حيث من المقرر أن تصل إلى جزر الباهاما في 15 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
- أسعار النفط تتراجع مع تأخر لقاح كورونا.. أوبك في مهمة خاصة
- أسعار النفط اليوم.. زيادة إمداد تكبل صعود البرميل
وتقول جمعيات حماية البيئة إن الحفر يشكل سلسلة من التهديدات المحتملة على النظم البيئية البحرية في منطقة البحر الكاريبي وفلوريدا، مطالبين سلطات جزر البهاما بإلغاء تراخيص التنقيب عن النفط، وحظر التنقيب البحري في الجزر بشكل دائم، وفق منصة الطاقة العربية.
ويقولون إن المخاطر التي ينطوي عليها التنقيب عن النفط تفوق إلى حد كبير الفوائد المحتملة لشعب جزر البهاما، وإن على الحكومة أن تواصل التركيز على السياحة كمصدر رئيسي للإيرادات.
وقالت ديان هوسكينز، مديرة الحملة في منظمة أوشينا غير الربحية للمحافظة على البيئة : "التنقيب عن النفط عمل خطير للغاية يشكل مخاطر كبيرة على المجتمعات الساحلية في جزر الباهاما وفلوريدا".
وأرسلت أوشيانا والعديد من منظمات الحفاظ على البيئة رسالة إلى رئيس وزراء جزر البهاما، هوبير مينيس، في وقت سابق من هذا الشهر تعارض خطط الحفر المخطط لها.
ولم ترد وزارة البيئة والإسكان في جزر البهاما على طلبات التعليق على القضايا التي أثارها المدافعون عن تقييم الأثر البيئي لمشروع حفر البئر بيرسفيرنس رقم 1.
وعلى الرغم من توقيع الرئيس دونالد ترامب على أمر تنفيذي في وقت سابق من هذا العام لتمديد حظر التنقيب عن النفط قبالة سواحل فلوريدا، يجادل المؤيدون بأن مناطق الاستكشاف في جزر الباهاما قريبة جدًا. ويقولون -أيضًا- إن الأرخبيل يقع في طريق الأعاصير والعواصف الاستوائية التي ستصبح أكثر حدة نتيجة لتغير المناخ.
أضرار اقتصادية
وتكافح جزر البهاما للتعافي من الأضرار التي سببها إعصار دوريان الذي ضرب أجزاء من الأرخبيل في سبتمبر من العام الماضي، ومن ثم فإن إنتاج النفط يظهر كوسيلة لتعزيز الاقتصاد وخلق فرص عمل.
وتسببت العاصفة في أضرار تقدر بنحو 3.4 مليار دولار، وفقًا لتقرير صادر عن بنك التنمية للبلدان الأمريكية، وقال التقرير إن الديون المتزايدة للاقتصاد والبطالة المرتفعة باستمرار قد فاقمتهما العاصفة.
فيما أدت أزمة كورونا إلى تراجع النشاط الاقتصادي في الجزر، حيث تسبب التوقف المفاجئ في السياحة في ارتفاع البطالة، وانخفاض الناتج المحلي الإجمالي إلى مستويات منخفضة قياسية.
وتكتسب دعوات تنويع الاقتصاد -من خلال الاستثمار في صناعة النفط والغاز- أهمية كبيرة، خاصة بعد أن اكتشفت شركة إكسون موبيل الأميركية احتياطيات بحرية كبيرة بالقرب من غيانا في عام 2015.
وعززت دول الكاريبي -مثل: جامايكا، وبربادوس، وغرينادا- من جهودها لاستكشاف النفط قبالة سواحلها السنوات الأخيرة. فيما تنتج كوبا، وترينيداد وتوباغو النفط من الحقول البحرية، ونظمت جمهورية الدومينيكان العام الماضي أول جولة تراخيص لعقود التنقيب عن النفط.
طفرة اقتصادية
قال الرئيس التنفيذي لشركة لنفط الباهاما، سايمون بوتر، إن التنقيب عن النفط والغاز يمكن أن يُحدث طفرة اقتصادية لجزر الباهاما.
وقال في بيان: "يمكن أن يسهم في نهاية المطاف بمليارات الدولارات لإيرادات البلاد، في وقت تعاني فيه البلاد أضراراً شديدة نتيجة الأعاصير وجائحة كورونا".