المنامة تستضيف المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة
تحت شعار "جميعا من أجل حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف" تحتضن البحرين المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة من 57 دولة.
تستضيف عاصمة مملكة البحرين مدينة المنامة، يومي الأربعاء والخميس 28 و29 نوفمبر الجاري، المؤتمر الإسلامي الاستثنائي لوزراء الثقافة، برعاية عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتحت شعار "جميعا من أجل حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف".
وسيشارك في المؤتمر الذي تعقده المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو"، بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار، بمناسبة الاحتفاء بمدينة المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2018، وزراء الثقافة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي (57 دولة) أو من يمثلهم، وعدد من الخبراء، وممثلو المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالعمل الثقافي واتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا).
وسيناقش المؤتمر عدداً من الوثائق والمشاريع الثقافية المهمة، منها تقرير المجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي في دورته السادسة عشرة، ومشروع برنامج عمل بشأن تعزيز الدعم الإسلامي والدولي للحفاظ على التراث الحضاري والثقافي في القدس الشريف، ومشروع مسار المنامة لتفعيل العمل الثقافي الإسلامي المشترك لمواجهة التطرف والطائفية والإرهاب.
ومن المنتظر، بحسب بيان للإيسيسكو، أن يصدر عن المؤتمر في ختام أعماله "إعلان البحرين حول حماية التراث الإنساني ومواجهة التطرف"، كما سيتم اعتماد مشروع التقرير الختامي ومشاريع قرارات المؤتمر.
وقال المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري، في تصريح لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، إن الإيسيسكو تولي اهتماما كبيرا بالتراث الإنساني والحضاري في العالم الإسلامي، ولديها برامج عديدة في مجال المحافظة على التراث وحمايته والنهوض به، منها اللجنة الإسلامية للتراث الإسلامي الحضاري التي تقدم إليها مشروعات ومقترحات من الدول الأعضاء لتسجيل معالمها الحضارية والتاريخية في لائحة التراث الإسلامي، ومنها برامج تعنى بالتراث وتوثيقه، وتدريب العاملين في مجال المحافظة عليه، خاصة المخطوطات والمعالم العمرانية.
وأشار التويجري إلى أن دولا محدودة هي التي لديها مشروعات للمحافظة على هذا التراث وصيانته والتعريف به والاستفادة من مضامينه، في حين أن عددا كبيرا من الدول لا تقدِّر هذه الثروة الحضارية المهمة، وقد يكون ذلك بسبب عدم قدرتها اقتصاديا وماليا على توفير الوسائل والمؤسسات التي تعنى بالتراث وتحافظ عليه، لافتا إلى أن التراث الإسلامي يشمل، بالإضافة إلى المخطوطات والمباني التاريخية على اختلاف أنماطها، الموروثات الفلكلورية والمأكولات والملابس والموسيقى والفنون التشكيلية.
وقال المدير العام للإيسيسكو: إن المنظمة حريصة على التعاون مع الهيئات الدولية المعنية بالتراث، وكذلك مع المؤسسات الوطنية في الدول الأعضاء التي من اختصاصها العناية بالتراث كوزارات التراث والسياحة والمعنية بالآثار، وغير ذلك من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الدول الأعضاء.
وحول واقع العالم الإسلامي، قال التويجري: إن الوضع اليوم في العالم كله غير مستقر، فهناك الكثير من الصراعات والتوترات، والعالم الإسلامي في قلب هذه الأحداث كلها، ويتعرض بالطبع إلى تشويهات كثيرة، وإلى حملات مغرضة تمس الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأشار المدير العام للإيسيسكو إلى أن المنظمة حريصة على التفاعل مع أحداث العالم إيجابيا فيما يخصنا ويحقق لنا المنافع ويدرأ عنا المفاسد، وفي الوقت نفسه التصدي للهجمات التي تستهدف الإسلام دينا وإنسانا وحضارة ومصالح، لأنها في عمقها هجمات مغرضة تسعى إلى إفساد العلاقة بين شعوب العالم الإسلامي والشعوب الغربية من منطلقات عنصرية واستعمارية، ولأن هدف هذه الهجمات أيضا هو إبقاء العالم الإسلامي في حالة من التفكك والصراع والتخلف، بما يحقق لبعض الدوائر الأهداف التي تسعى إليها.
يذكر أن الدورة الأولى للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة عقدت في دكار بجمهورية السنغال (يناير1989)، والثانية في الرباط بالمملكة المغربية (نوفمبر 1998)، والثالثة في الدوحة بدولة قطر (ديسمبر 2001)، والرابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ديسمبر2004)، والخامسة في طرابلس بليبيا (نوفمبر 2007)، والسادسة في باكو بجمهورية أذربيجان (أكتوبر 2009)، والسابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ديسمبر 2011)، والثامنة في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية (يناير 2014)، والتاسعة في مدينة مسقط بسلطنة عمان (2015) والعاشرة في الخرطوم بجمهورية السودان (نوفمبر 2017).