الإمارات والبحرين تجددان رفضهما تدخلات إيران بالمنطقة ودعم الإرهاب
البيان الختامي للجنة العليا المشتركة بين الإمارات والبحرين طالب طهران بالالتزام بمبادئ ونصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
أكدت دولة الإمارات ومملكة البحرين، الثلاثاء، رفضهما المطلق والقاطع للتدخلات الإيرانية السافرة والمتكررة في الشؤون الداخلية للبحرين والدول العربية، واستنكارهما لدعم إيران للجماعات الإرهابية وتمويلها بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، كما شددتا على دعمهما للسعودية وما تبذله من جهود لمواجهة مختلف التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمجتمع الدولي.
- ملك البحرين: علاقتنا مع الإمارات أخوية وتاريخية راسخة
- حكومة البحرين توافق على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم مع الإمارات ومصر
جاء ذلك في البيان الختامي لأعمال الدورة الثامنة للجنة العليا المشتركة بين الإمارات والبحرين، التي عقدت على مدار يومي 29 و30 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في المنامة، التي ترأس أعمالها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، فيما ترأس الجانب البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير خارجية المملكة.
وحضر أعمال اللجنة نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وأعرب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في كلمته، عن شكره وتقديره للشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وجميع أعضاء الجانب البحريني، لما قوبل به والوفد المرافق من كرم الضيافة وحفاوة الاستقبال، وعلى التنظيم المتميز لأعمال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي تجسد العلاقة التاريخية بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، وما تحظى به المملكة من مكانة في قلوب أبناء دولة الإمارات.
وأكد على ما يجمع بين البلدين من مصير مشترك، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تتابع السياسات الاقتصادية لمملكة البحرين، مشيدا بالسياسة الحكيمة لملك البحرين.
ودعا القطاع الخاص إلى تعزيز العمل المشترك، بما يؤدي إلى تطوير الاستثمار المباشر بين البلدين.
وقدم الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعوة إلى وزير الخارجية البحريني وأعضاء اللجنة لزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة لعقد اجتماعات الدورة المقبلة للجنة في العام المقبل.
من جانبه، أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في كلمته، أن التواصل والتعاون بين البحرين والإمارات هو تجسيد واستمرار لنهج عظيم سلكه القادة والآباء الأولون الذي قاموا بإرسائه ووضعوا لبنته بإرادتهم وعزمهم القوي لترسيخ الأسس المتينة للعلاقات الأخوية الوثيقة، التي باتت اليوم صرحا شامخا ونموذجا للتلاحم والوحدة بين الأشقاء بفضل الرعاية الكريمة والكبيرة والاهتمام الدائم من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين وأخيه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات.
وأشار إلى أن اجتماع اللجنة العليا المشتركة ما هو إلا ترجمة لمسيرة طويلة وتاريخية من العلاقات الأخوية على جميع الأصعدة والمستويات، فقد سارت العلاقات بين البلدين في تقدم وتناغم مستمر، واتخذت منهجا نابعا من الإرادة المشتركة بما يخدم المصالح ويعزز دور البلدين الإقليمي والدولي.
واستذكر وزير الخارجية مآثر وإنجازات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وجهوده المخلصة التي تكللت بالنجاح في تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والعمل على دعمه، وذلك في أول قمة استضافتها أبوظبي، بهدف تحقيق التنسيق والترابط في جميع الميادين بين دول المجلس وصولا إلى التكامل المنشود.
وقام الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة بالتوقيع على محضر اجتماع اللجنة العليا المشتركة وعلى عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مختلف جوانب التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين.
كما شهد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والشيخ خالد بن أحمد آل خليفة التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون بين مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين ووزارة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات.
وقع مذكرة التفاهم عن الجانب الإماراتي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وعن الجانب البحريني الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار.
وكان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قد عقد قبيل انطلاق أعمال اللجنة اجتماعا مشتركا مع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير خارجية مملكة البحرين.
وأكد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان على قوة ومتانة العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، معربا عن اعتزازه وتقديره لما تتسم به العلاقات الأخوية بين البلدين من تميز وازدهار على المستويات كافة.
من جانبه، رحب وزير الخارجية البحريني بالشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، مؤكدا عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين مملكة البحرين ودولة الإمارات، والتي تستند إلى أسس راسخة من الود والاحترام، وما يربطهما من وشائج القربى ووحدة المصير المشترك.
وبحسب البيان الختامي، فقد استعرض الجانبان عددا من القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وأكدا على أهمية استمرار التنسيق بين البلدين في ظل التطابق في وجهات النظر والمواقف تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية.
وأكد الجانبان على موقفهما الثابت بدعم المملكة العربية السعودية فيما تنتهجه من سياسات حكيمة وما تبذله من جهود لأجل مواجهة مختلف التهديدات والمخاطر التي تحدق بالمجتمع الدولي، وفي مقدمتها آفة التطرف والإرهاب، وأعربا عن الرفض التام لكل المحاولات التي من شأنها إلحاق الضرر بدور المملكة العربية السعودية الأساسي والقيادي في إرساء الأمن والسلام الإقليمي والدولي.
وشدد الجانبان على رفضهما المطلق والقاطع للتدخلات الإيرانية السافرة والمتكررة في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين والدول العربية واستنكارهما لدعم إيران للجماعات الإرهابية وتمويلها بما يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، وشددا على ضرورة التزام إيران بمبادئ ونصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة القاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها واستقلالها ومبادئ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها أو اتخاذ أي إجراءات تؤدي إلى زيادة التوتر وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
وأكد الجانب الإماراتي دعمه لكل ما تتخذه مملكة البحرين من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وجدد الجانبان التزامهما وموقفهما الثابت بالمشاركة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بهدف إعادة الأمن والسلم في اليمن ومساعدة أبناء الشعب اليمني الشقيق في جميع الجوانب، وفي مقدمتها الجوانب الإنسانية والتوصل إلى حل سياسي بمشاركة جميع فئات الشعب اليمني، ويستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216.
وأكد الجانبان أن مبادرة السلام العربية هي السبيل الأفضل والأمثل لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي والوصول إلى السلام المنشود.
حضر أعمال اللجنة واللقاء المشترك الشيخ سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان سفير الإمارات لدى البحرين، ومحمد شرف الهاشمي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية، وأحمد علي البلوشي مدير إدارة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg جزيرة ام اند امز