الإفلاس.. أزمة جديدة تهدد برشلونة
نادي برشلونة مهدد بالإفلاس بسبب الأزمة المادية التي يعاني منها مؤخرا نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد.. تعرف على التفاصيل.
يُعَد عام 2020 من الأعوام الكبيسة لنادي برشلونة الإسباني، حيث عانى فيه من سلسلة من الأزمات، سواء على المستوى الفني أو الإداري، غير أن أزمة جديدة قد تعصف باستقرار النادي الكتالوني كاملا، وهي تهديده بالإفلاس.
برشلونة، على غرار معظم الأندية الأوروبية، يعاني من أزمة مادية طاحنة بعد توقف النشاط الرياضي في الفترة الأخيرة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، وهو ما دفع فيكتور فونت، المرشح لرئاسة النادي في الانتخابات المقبلة، للتحذير من التعرض للإفلاس.
تهديد بالإفلاس
وقال فونت في بيان نشرته صحيفة "ميرور" البريطانية: "إذا كانت المخاطر كبيرة في الماضي، فقد أصبحت هائلة الآن، نحن في خضم جائحة أدت إلى توقف الكوكب، وستكون لها آثار في جميع مناحي الحياة، وكذلك في الرياضة".
وأضاف: "شهدنا منذ شهور تصعيدا مخزيا للأمور في إدارة النادي، وهو ما بلغ ذروته في الأيام الأخيرة باتهامات وتوبيخ خطير بين أعضاء مجلس الإدارة، و6 استقالات مفاجئة".
وأردف: "هذه ليست مشكلة جديدة، لقد عانينا من الأزمة نفسها في قضية نيمار، والخلافات التي تم الإعلان عنها بين اللاعبين مع المدير الرياضي، وقضية مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يبدو أنها تأكيد للفضيحة".
وأتم: "بالإضافة إلى السياسة الخاطئة، والانقسام بين أعضاء مجلس الإدارة، ونقص الدخل بسبب الجائحة الحالية، فالنتيجة ستكون مواجهة خطر الإفلاس على المستوى الاقتصادي، والانحلال على المستوى الأخلاقي".
أزمات مادية
التهديد بالإفلاس لم يكن وليد الصدفة؛ حيث إن برشلونة يعاني من أزمة مادية طاحنة بسبب توقف النشاط الرياضي نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد.
صحيفة "ماركا" الإسبانية أكدت أن نادي برشلونة سيخسر أكثر من 100 مليون يورو بسبب تلك الأزمة، مُوزعة بين تذاكر المباريات وحقوق البث التلفزيوني ومكافآت المشاركة في دوري أبطال أوروبا، بالإضافة إلى الموارد الخاصة بالزيارات الجماهيرية لمنشآته.
الصحيفة أشارت إلى أن نادي برشلونة حصل على 93 مليون يورو من عوائد بيع تذاكر المباريات التي أقيمت على ملعب كامب نو في الموسم الماضي، بمعدل 3.3 مليون لكل مباراة.
ووفقا لهذا المعدل، فإن النادي الكتالوني كان سيحصل على 26.4 مليون يورو إضافية من عوائد بيع تذاكر المباريات المتبقية على ملعبه خلال الموسم الحالي، سواء في الدوري الإسباني أو دوري أبطال أوروبا.
كما أكدت الصحيفة أن نادي برشلونة كان سيحصل على مكافآت قد تصل إلى 33 مليون يورو حال تأهله إلى الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا، وهو ما سيُحرم منه حال عدم استكمال البطولة.
برشلونة توقف عند الدور ثمن النهائي، حيث تعادل مع نابولي الإيطالي على ملعب سان باولو بنتيجة 1-1 في مباراة الذهاب، وكان من المُفترض أن يستضيف "البارتينوبي" في مباراة الإياب على ملعب كامب نو، قبل أن تتأجل المباراة بسبب فيروس كورونا.
نادي إقليم كتالونيا قد يخسر أيضا 15% من عوائد البث التلفزيوني للموسم الحالي، فعلى الرغم من حصوله على 85% منها، فإنه يستحق الحصول على 25 مليون يورو حال استكمال الموسم الحالي.
وبالإضافة إلى ذلك، سيخسر برشلونة نحو 15 مليون يورو فقط من عوائد تذاكر المتحف الخاص به، والذي أدر عليه في الموسم الماضي ربحا قيمته 60 مليون يورو.
وبالنظر إلى عوائد بيع المنتجات الخاصة بالمتجر التابع له، وكذلك موارد مدارس كرة القدم الخاصة به والمنتشرة حول العالم، يمكن القول إن خسائر برشلونة ستكسر حاجز الـ100 مليون يورو بمسافة كبيرة.
تخفيض الرواتب
الأزمة المادية الطاحنة كانت سببا رئيسيا في القرار الذي اتخذته إدارة نادي برشلونة بالاتفاق مع اللاعبين على تخفيض الرواتب بقيمة 70% خلال الفترة المقبلة.
ووفقا للصحيفة الإسبانية ذاتها، فإن نادي برشلونة سيوفر شهريا 32 مليون يورو بعد قرار تخفيض الرواتب.
ومن المتوقع أن يصل المبلغ إلى 90 مليون يورو في حالة استمرار توقف النشاط الرياضي حتى يونيو/حزيران المقبل.
وكشفت الصحيفة عن أن قادة الفريق الـ4 سيوفرون مبلغ 8.6 مليون يورو، بواقع 5 لميسي و1.5 لكل من جيرارد بيكيه وسيرخيو بوسكيتس، فيما سيتحمل سيرجي روبرتو 700 ألف يورو شهريا.
المهاجم الفرنسي أنطوان جريزمان سيتحمل قيمة كبيرة بعد تخفيض الرواتب أيضا ستصل إلى 2.1 مليون يورو شهريا.
فيما سيوفر المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز 1.5 مليون يورو شهريا، متساويا مع بيكيه وبوسكيتس.
2020 عام الأزمات
أزمة الإفلاس لم تكن الأولى التي تواجه برشلونة خلال العام الحالي، حيث إن النادي عانى من سلسلة من الأزمات التي جعلت الإدارة محل انتقاد واسع.
وشهد شهر فبراير/شباط الماضي، أزمة كبيرة بين الفرنسي إيريك أبيدال السكرتير الفني للنادي الكتالوني، مع الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد الفريق.
الأزمة بدأت عندما خرج أبيدال واتهم بعض اللاعبين بتسببهم في إقالة فالفيردي، وهو الأمر الذي رفضه ميسي بشدة، وطالب النجم الفرنسي السابق بالكشف عن أسماء هؤلاء اللاعبين.
واشتعلت أزمة جديدة خلال الشهر ذاته، بعدما أكدت تقارير صحفية إسبانية أن إدارة النادي تعاقدت مع شركة لتشويه صورة اللاعبين الكبار أمام الجماهير مثل ميسي وجيرارد بيكيه.
ميسي رد على ذلك الأمر أثناء حوار أجراه مع صحيفة "سبورت" الكتالونية: "ليس لديّ تعليق على هذه الأنباء، لكنني تحدثت مع بعض اللاعبين وأكدوا لي أنهم سيتأكدون من صحة الأمر من عدمه، قبل اتخاذ أي إجراء".
ولم تمر سوى 10 أيام من شهر أبريل/نيسان الحالي، حتى بدأت أزمة جديدة في الاشتعال، حيث قرر 6 أعضاء من مجلس إدارة النادي التقدم باستقالتهم بناء على رغبة بارتوميو، اعتراضا على سياسة الأخير في إدارة الأزمات.
وأصدر الأعضاء المستقيلون بيانا ناريا عقب الإعلان عن توقفهم عن العمل بمناصبهم، معربين عن غضبهم من بارتوميو، وكاشفين عن شكوكهم في قدرة مجلس الإدارة الحالي على مواجهة تداعيات أزمة وباء كورونا التي تراجعت بسببها إيرادات النادي.
aXA6IDE4LjIyNC4zMC4xMTMg جزيرة ام اند امز