خبير لـ"بوابة العين": تنحي بارزاني كرة ثلج قد تنهي الحلم الكردي
سيناريوهات عدة أثارها تنحي رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني من منصبه حول مستقبل الإقليم.
أثار تنحي رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، من منصبه، الكثير من علامات الاستفهام والتكهنات حول السيناريوهات المتوقعة حول مستقبل الإقليم.
تساؤلات وجهتها "بوابة العين" الإخبارية لمدير المركز المصري للدراسات الكردية والخبير في الشأن الكردي دكتور رجائي فايد، حول مصير حلم الدولة الكردية الذي كان الاستفتاء أولى خطواته، ومستقبل العلاقات بين أربيل وبغداد، وكيفية إعادة ترتيب البيت الكردي.
نهاية الحلم
وقال فايد إن تنحي بارزاني يعني أن الاستفتاء الذي أجراه الإقليم أواخر الشهر الماضي قد "انتهي" وأن إعادة بغداد أربيل "لحظيرتها" أضحت متوقعة بشكل كبير.
وأعلن بارزاني، في كلمة متلفزة، الأحد، أنه قرر عدم التمديد بمنصب رئيس الإقليم اعتبارا من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، مضيفا أن الأكراد لم يجدوا من يقف إلى جوارهم من خارج إقليمهم لدعم حقهم في تقرير المصير.
وجدد بارزاني، في خطاب تنحيه، دعوة بغداد إلى مفاوضات صحية بناء على الدستور، رافضا أية مخططات للنيل من إقليم كردستان وكرامته.
جاء خطاب التنحي بعد أيام من عرض أربيل مقترح تجميد الاستفتاء مقابل وقف العمليات العسكرية ودخول الطرفين في تفاوض، لكن بغداد رفضت المقترح وأصرت علي إلغاء نتيجة الاستفتاء للتفاوض.
إعادة ترتيب البيت الكردي
وتابع فايد أنه بموجب مشروع القانون الجديد الذي صدّق عليه المجلس الوطني (برلمان كردستان)، سيتولى رئيس الحكومة نيجيرفان بارزاني أغلب السلطات.
وصدّق برلمان كردستان على مشروع قانون جديد، من المقرر ان يسري بداية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، يحيل سلطات رئيس الإقليم إلى الحكومة والقضاء والبرلمان، وذلك لحين إجراء انتخابات جديدة منتصف العام المقبل.
بموجب هذا القانون، يذهب الجزء الأهم من السلطات إلى رئيس مجلس الوزراء، وأبرزها قيادة القوات المسلحة للإقليم "البشمركة"، فيما تذهب صلاحيات رمزية للبرلمان.
ومن شأن نقل السلطات أن يشرف رئيس الوزراء، نيجيرفان بارزاني، على القوات المسلحة ويمارس سلطات أخرى كانت من اختصاص رئيس الإقليم.
وأوضح مدير المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية أن نيجيرفان هو شخصية سياسية مقبولة كرديا وعراقيا ودوليا.
ويصف البعض نيجيرفان بارزاني، وهو ابن شقيق مسعود بارزاني وزوج ابنته، بأنه أكثر مرونة فيما يتعلق بالاستفتاء عن رئيس الإقليم.
انفراجة في العلاقات
ومع تولي نيجيرفان بارزاني أغلب مقاليد الأمور، توقع فايد أن تشهد الأيام القليلة المقبلة "انفراجة في العلاقات بين أربيل وبغداد"، وأن الأوضاع من المتوقع أن تعود لما كان عليه قبل الـ25 من سبتمبر/أيلول، موعد إجراء الاستفتاء.
وفي خطوة تجاه حل الأزمة بين الجانبين، أفادت مصادر إعلامية كردية بأن الجانبين الحكومي العراقي وممثلين عن إقليم كردستان توصلوا خلال اجتماعات عقدت، أمس الأحد، إلى تفاهم حول إدارة أمنية مشتركة لمناطق متنازع عليها تقع بين محافظة نينوى والإقليم.
وحول المعابر الحدودية التي تربط كردستان بكل من تركيا وإيران، ذكرت قناة "كردستان 24" المقربة من سلطات الإقليم، أن وفدي الجانبين قررا إحالة الموضوع على وزارات المالية والداخلية ببغداد وأربيل للاجتماع ومعالجة الموضوع وفقا للدستور.
ويأتي ذلك بعد دعوات عراقية متكررة لحكومة أربيل بتسليم المطارات والمواقع الحدودية التي تسيطر عليها، إلا أن أربيل لم تبدِ خطوات جادة تجاه تلك المطالب.
مضي إلى الأمام
وأعقب إعلان بارزاني عن تنحيه تحرك مجموعة من الشباب الغاضب باتجاه البرلمان مقتحمين باحته، ما دفع حراس البرلمان إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء للسيطرة على الوضع.
وحول مدى تأثير تلك التحركات على سريان قرار بارزاني بالتنحي، أوضح خبير الشؤون الكردية أن ما قام به مؤيدو رئيس الإقليم كان محدودا لا ينم عن تحرك أو اعتراض كبيرين، خاصة أن المسؤول الجديد، في إشارة إلى نيجيرفان بارزاني، من الحزب نفسه.
تجدر الإشارة إلى أن معارضين لبارزاني حاولوا الدفع باتجاه أن يقدم استقالته من المنصب، محملين إياه مسؤولية الأوضاع الأمنية الحالية في الإقليم، ومآلات العلاقة بين أربيل وبغداد، خاصة أنه أصر على إجراء الاستفتاء رغم الدعوات الدولية والإقليمية بإلغائه أو تأجيله.