باشاغا ومليشيات طرابلس.. تحديات ترسم ملامح "مرحلة صعبة"
بتصعيد عسكري استقبلت مليشيات طرابلس الليبية جلسة أداء اليمين للحكومة الجديدة في تحديات ترسم ملامح مرحلة صعبة لا تخلو من خيارات.
وأغلق رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة المجال الجوي أمام حركة الطيران، رافضا تسليم السلطة لخلفه فتحي باشاغا، مدعوما بمليشيات اختطفت وزيرين على الأقل وفقا لبيانات من الحكومة الجديدة ومجلس النواب.
ورغم رفض تسليم السلطة، إلا أن الطرفين يعدان بعدم العودة لمربع الحرب، في حين يقف باشاغا الآن أمام تحدّ صعب، وهو المليشيات الخارجة عن سلطة الدولة.
ويرى خبراء سياسيون وحقوقيون ليبيون أن باشاغا قادر على تخطي هذه المرحلة واحتواء أي تصعيد محتمل، وأن تكون هنالك خيارات أخرى لاستلام السلطة في طرابلس وهو ما يعد باشاغا به.
تحدّ صعب
يقول الخبير السياسي والأكاديمي يوسف الفارسي، إن الوضع اليوم وعملية الاختطاف لعدد من الوزراء من قبل المليشيات، وإغلاق مطار معيتيقة أمام حركة الطيران، يوحي بصراع كبير على السلطة.
وأضاف الفارسي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الحكومة لن تستطيع العمل من طرابلس، ما لم تكن هنالك ضمانات حقيقية، ورؤية واضحة ووعود دولية بدعم حكومة باشاغا من طرابلس، وهو ما يجب العمل عليه.
ولفت إلى أن الدبيبة لدية المال الذي يستطيع به شراء المليشيات، كما أن لديه عددا من المليشيات التي تأتمر بأمره وتخشى العمل مع حكومة باشاغا لما لديها من عداءات أو فساد.
خيارات
في حين يرى الخبير السياسي والقانوني الليبي محمد جبريل، أن لدى باشاغا العديد من الخيارات التي من الممكن أن يتخذها لتسلم السلطة ومباشرة عمله رسميا حتى حال رفض حكومة الدبيبة.
وقال جبريل، لـ"العين الإخبارية"، إن باشاغا وحكومته هم المسؤولون الشرعيون في ليبيا بمجرد منحهم الثقة وأداء اليمين الدستورية، ولهم أن يباشروا السلطة من أي مكان في الدولة، ولكنها ستمارس مهامها من طرابلس، بعد حوارات ووساطات اجتماعية.
وأضاف أن عددا من الحكومات مرت على تاريخ ليبيا ومعظمها كان يرفض تسليم السلطة لما يليه، ولكن القانون ينظم ذلك، فسيخاطب مجلس النواب الجهات الرسمية من النائب العام ومحافظ المصرف المركزي والرقابة الإدارية ومكافحة الفساد وغيرها، وستتسلم الحسابات وستتولى اتخاذ القرارات وممارسة مهامها، أما بخصوص المقرات فإن الحوار هو الحل الأمثل بشأنها.
قوة باشاغا
ويؤكد عبدالله الخفيفي، الخبير السياسي والحقوقي الليبي، أن لدى باشاغا القوة الاجتماعية والعسكرية والسياسية والرؤية للتعامل مع الوضع الحالي، وسيستطيع التوصل لحل مع الدبيبة والتوصل لتسليم السلطة في طرابلس.
ويقول الخفيفي لـ"العين الإخبارية"، إن باشاغا من خلال خبراته العسكرية والدعم القبلي له والمدة التي قضاها وزيرا للداخلية، يمتلك قوة وسطوة حتى على هذه المليشيات، ومن الطبيعي أن تناصبه بعضها العداء إما لاستفادتهم من حكومة الدبيبة أو لعدائهم لباشاغا نفسه، خاصة أنه كان لديه خطة خاصة لحل المليشيات تعرف بـ"صيد الأفاعي".
وأردف أن باشاغا حين دخل العاصمة وزيرا للداخلية كانت تعج بمليشيات متعددة الولاءات ولا تعترف بسلطة الدولة وتعتبر نفسها فوقها وأنها من حمتها وساهمت في تشكيلها، ولكنه استطاع أن يتعامل معها، ومن الطبيعي أن تكون له خطته الخاصة للتعامل معها الآن، أما بخصوص الدبيبة فسيسلم السلطة، لكنه يماطل في محاولة للضغط للحصول على وعود بالحصانة من الملاحقة القضائية تماما كسلفه فايز السراج.
وتعرض عدد من الوزراء الليبيين لاعتداء مسلح في مدينة مصراتة أثناء رحلتهم برا إلى طبرق، حيث عقد مجلس النواب الليبي جلسته، لمنعهم من الالتحاق بالجلسة، وفقا لبيانات من مجلس النواب وباشاغا.
ويواجه باشاغا تحديات أبرزها حل المليشيات واستكمال توحيد المؤسسات الليبية المختلفة على رأسها المؤسسة العسكرية والمصالحة الوطنية الشاملة، وصولا للانتخابات العامة، حسب خارطة الطريق المقررة من مجلس النواب.
وسبق أن رفض الدبيبة تسليم السلطة إلى الحكومة الجديدة، عاقدًا العزم على الاستمرار حتى إجراء انتخابات بحلول يونيو/حزيران المقبل، وسط مخاوف من أن يعيد مثل هذا الوضع البلد الأفريقي إلى الانقسام مرة أخرى.
aXA6IDMuMTQ5LjIzOS43OSA=
جزيرة ام اند امز