خبراء سودانيون: البشير يمهد للتنحي عن حزب المؤتمر
خبراء سياسيون سودانيون قالوا إن تفويض الرئيس البشير صلاحياته وسلطاته الحزبية لنائبه أحمد هارون يعد خطوة تمهيدية لتنحيه عن حزب المؤتمر
قال خبراء سياسيون سودانيون إن تفويض الرئيس عمر البشير صلاحياته وسلطاته الحزبية لنائبه في حزب المؤتمر الوطني الحاكم أحمد هارون، يعد خطوة تمهيدية لتنحيه عن الحزب.
واعتمد المكتب القيادي لحزب المؤتمر الحاكم (أعلى هيئة سياسية) خلال اجتماع مطول، مساء الخميس الماضي، والي ولاية شمال كردفان السابق أحمد هارون نائباً لرئيسه عمر البشير، خلفاً للدكتور فيصل حسن إبراهيم.
وبرر الحزب الحاكم في السودان خطوة البشير على لسان هارون نفسه، برغبة الرئيس في التفرغ خلال المرحلة المقبلة للمهام الوطنية التي أعلنها في خطابه الأخير للأمة السودانية.
وقال المحلل السياسي عباس صالح إن خطوة البشير تمهد لمغادرته الحزب، تحقيقاً لما أعلنه مدير المخابرات السوداني صلاح عبدالله قوش، يوم الجمعة الماضي.
وأضاف صالح، خلال حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الرئيس البشير يسعى لتقديم نفسه للشعب السوداني بشكل جديد، فبعد مضي 30 عاماً على حكمه كان لزاماً إيجاد وسائل ناجحة للتجديد، فاقترابه من المؤسسة العسكرية ربما يكسبه تعاطفاً جديداً.
ولم يستبعد المحلل السياسي أن يقدم البشير إلى تأسيس حزب سياسي جديد ذي طابع شعبي جامع، وبتوجهات صادقة يستند إليه في مستقبله السياسي الفترة المقبلة، وهذه الخطوة ستعني انهيار المؤتمر الوطني الحاكم لأنه يستقوي حالياً بشخصية رئيس الجمهورية.
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية بكلية شرق النيل السودانية عبداللطيف محمد سعيد إن البشير فوض سلطاته إلى أحمد هارون الذي يدين له بولاء شديد، من أجل العمل داخل الحزب وإزالة جميع العوائق التي تمنعه من الترشح لدورة رئاسية جديدة في العام المقبل.
وأضاف سعيد، لـ"العين الإخبارية"، أن هارون معروف بشخصيته الحاسمة وقربه من الرئيس، ومن المتوقع أن ينجز المهام الجديدة الموكلة إليه على وجه الدقة.
ويرى آخرون أن البشير ملزم دستورياً وقانونياً بالبقاء ضمن منظومة الحزب الحاكم، لأنه ترشح وفاز برئاسة البلاد باسمه، فمن ثم لا يتوقعون أن يتخذ قراراً بالتنحي عنه أو تشكيل حزب سياسي جديد قبل حلول العام المقبل وموعد انتهاء ولايته الرئاسية.
ويعتبر المحلل السياسي الهادي أبوزايدة أن تنازل البشير عن سلطاته الحزبية لصالح نائبه الغرض منه تفرغه لإنجاز مهام وطنية ودستورية في البلاد بأثرها، خاصة أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية وتحديات تتطلب أن ينصب رئيس الجمهورية تركيزه عليها.
وقال أبوزايدة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن هذه الخطوة تعكس صدق البشير الذي أعلن في خطابه للأمة السودانية أنه سيكون على مسافة واحدة من الجميع بمختلف انتماءاتهم، وتعطي فرصة للقوى السياسية للانخراط في الحوار والتفاوض للوصول إلى تفاهمات تنهي التوتر والاضطرابات التي تشهدها البلاد.
وأضاف أن البشير جاء إلى السلطة عبر شرعية الانتخابات السابقة التي خاضها باسم حزب المؤتمر الوطني، ولا أتوقع مطلقاً أن يتنحى عنه قبل انتهاء ولايته الحالية بحلول عام 2020، لأن ذلك سيحدث اختلالات قانونية ودستورية.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز