الخفاش وكورونا المستجد.. دليل إدانة جديد وتحذير من وباء قادم
وجد العلماء دليلا على أصل الفيروس، المسبب لمرض "كوفيد -19"، هو الخفاش، وذلك بعد أن تم العثور على خفافيش تحمل فيروسات قريبة جينيا منه.
وأودى فيروس كورونا المستجد بحياة الملايين منذ ظهوره في الصين أواخر عام 2019، ولا يزال الجدل يدور حول مصدره، حيث يقول بعض الخبراء إنه يحركه الحيوان لكن آخرين أشاروا إلى احتمال تسرب العامل الممرض من المختبر.
وقال باحثون من معهد باستير الفرنسي، وجامعة لاوس الوطنية، في تقرير نشرته وكالة فرانس برس، إن النتائج التي توصلوا إليها أظهرت أن الفيروسات القريبة جينيًا من فيروس كورونا المستجد موجودة في الطبيعة.
ومن بين الفيروسات التي تم تحديدها من بين مئات الخفافيش التي تم اختبارها في مقاطعة فيينتيان، تم العثور على 3 منها تشبه الفيروس الذي يسبب (كوفيد -19)، لا سيما في آلية الالتصاق بالخلايا البشرية.
وقال مارك إيلويت، الذي يقود مختبر اكتشاف مسببات الأمراض في معهد باستور لوكالة فرانس برس: "كانت الفكرة هي محاولة تحديد أصل هذا الوباء".
وأضاف إيلويت، الذي حلل فريقه العينات التي تم جمعها، إنه لا تزال هناك اختلافات رئيسية بين الفيروسات الموجودة وفيروس "كورونا المستجد".
لكنه قال إن العمل كان "خطوة كبيرة إلى الأمام" في تحديد أصل الوباء، مؤكدا النظرية القائلة إن الفيروس التاجي الذي انتشر في جميع أنحاء العالم كان من الممكن أن يبدأ بالخفافيش الحية.
وحذر مؤلفو الدراسة، التي تم تقديمها إلى (نيتشر) للمراجعة من قبل الأقران، من أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الفيروسات الجديدة "يبدو أن لديها نفس القدرة على إصابة البشر مثل السلالات المبكرة من "كورونا المستجد"، وهو ما يجعل هناك احتمال قائم لحدوث وباء جديد.
وقال مؤلفو الدراسة إن "الأشخاص الذين يعملون في الكهوف، مثل جامعي ذرق الطائر، أو بعض الجماعات الدينية الزاهدة التي تقضي وقتًا في الكهوف أو بالقرب منها، وكذلك السياح الذين يزورون الكهوف، معرضون بشكل خاص لخطر الإصابة".
وخلص الخبراء الدوليون الذين أرسلتهم منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى الصين في يناير/كانون الثاني إلى أنه من المرجح أن يكون فيروس كورونا المستجد قد قفز من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان وسيط.
واعتبرت الفرضية المتنافسة القائلة إن الفيروس تسرب من مختبر، مثل مختبر علم الفيروسات المتخصص في ووهان.
ويقول مارتن هيبرت، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في كلية لندن للصحة وطب المناطق الحارة - الذي لم يشارك في أبحاث لاوس - إن الفيروس الأكثر ارتباطًا وجد أنه قادرا على إصابة الخلايا البشرية "بسهولة" مثل فيروس (كورونا المستجد)، وبالتالي قد يكون قادر على إصابة البشر، لكنه شدد على أن الفيروس "ليس سلف السلالة الوبائية".
ويضيف هيبرت: "هذا العمل يزيد من الأدلة على أن الأحداث الطبيعية المنتشرة من الخفافيش إلى البشر يمكن أن تحدث".
ويقول مؤلفو دراسة لاوس، التي نُشرت على موقع "ريسيرش سكوير"، إن نتائجهم تشير إلى أن الفيروس التاجي الوبائي تطور من خلال الاختلاط بين الفيروسات وأنواع الخفافيش المختلفة.
وقال جيمس وود، رئيس قسم الطب البيطري في جامعة كامبريدج - والذي لم يشارك أيضًا في البحث - إنه يشير إلى أن "إعادة التركيب بين فيروسات مختلفة كان على الأرجح متضمنًا، بدلاً من أن يكون هناك تطورا بسيطا لسلالة واحدة على مدى فترة طويلة".
وأضاف أن هذا لا يؤكد فقط على الدور المحتمل الذي تلعبه الخفافيش وربما الحيوانات الأخرى التي تعيش معًا بشكل وثيق، ولكنه يظهر أيضًا "المخاطر الكامنة في تجارة الحياة البرية الحية"، حيث يمكن للأسواق أن تساعد في انتقال الفيروسات من الحيوانات إلى البشر".