بعد قرابة 3 أعوام من الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا، يحذر علماء اليوم من وباء جديد قد يخرج من كهف يأوي آلاف الخفافيش في الأمازون.
ويقول العلماء إن الوباء القادم من المرجح أن يبدأ من كهف بلانالتينا، وهو موطن لآلاف الخفافيش في غابات الأمازون بأمريكا الجنوبية، ويمتد على مساحة أكثر من 1.5 كيلومتر.
ولا يكمن الخطر في هذا الكهف فقط، إذ تعد غابات الأمازون موطنًا للعديد من الكهوف، وهناك عدد لا يحصى من الموائل الطبيعية وأنواع عديدة من الخفافيش غير مدروسة أو مكتشفة.
وبحسب وكالة "رويترز"، تعد البرازيل وحدها ثالث أكبر موئل للخفافيش المتنوعة في العالم، ومن هذه الطيور تفشت العديد من الفيروسات الأكثر فتكًا في العالم.
ويعكف علماء الأحياء على دراسة هذه الأنواع من الخفافيش، أملًا في منع ظهور وتفشي أوبئة مستقبلية جديدة مثل وباء كورونا المستجد "كوفيد-19".
ضعف تمويل وتشاؤم
ويبدي 9 علماء تشاؤمهم من القدرة على كشف الألغاز المسببة للأمراض والأوبئة من طيور مثل الخفافيش، بسبب ضعف التمويل الذي لا يزال محدودًا.
ومع ذلك، يقول الباحثون لوكالة "رويترز" إن البشرية كانت محظوظة لتجنب تفشي فيروسي كبير في منطقة الأمازون حتى الآن.
ويقول سيباستيان شارنو، الأستاذ في معهد علم الأحياء بجامعة برازيليا: "إذا لم نجد التمويل الكافي لدراسة هذه الأمور فقد تكون هناك تفشيات أخرى في المستقبل".
وأضاف "شارنو": "وإذا استمر الحال هكذا فسينتهي بنا الأمر على ما نحن عليه اليوم من عدم معرفة مصدر هذا التفشي"، مؤكدًا أن "المشكلة كبيرة، وإذا لم نعرف مسار الفيروس وكيفية وصوله إلى البشر فلن يكون بمقدورنا مجابهته".
إزالة الغابات
ووجد تحليل لـ"رويترز" أنه خلال العقدين الماضيين نمت مناطق القفز البرازيلية بأكثر من 40%، وهو معدل أسرع 2.5 مرة من المناطق المحفوفة بالمخاطر المماثلة في مختلف أنحاء العالم.
ويقول العلماء إن إزالة الغابات تصيب الخفافيش بـ"التوتر والإجهاد"، ووجدت دراسات حديثة أن الخفافيش إذا تعرضت للإجهاد تطلق مزيدا من الفيروسات والجراثيم في لعابها وبرازها وبولها.
بدورها، قالت لودميلا أغير، عالمة الأحياء في جامعة برازيليا: "إنه لأمر محزن للغاية أن يكون بأيدينا إمكانات كبيرة لاكتشاف ومنع ظهور وانتشار أوبئة جديدة من دون أن نفعل شيئا، وفي المقابل تتوسع استثماراتنا في تفكيك البيئة".