معتقلون بسجون أردوغان يبدأون إضرابا كاملا عن الطعام حتى الموت
حقوقية تركية قالت إن 15 مضربا عن الطعام بسجون أردوغان قرروا الدخول في صيام تام حتى الموت اعتبارا من غد الثلاثاء.
كشفت حقوقية تركية، الإثنين، عن تحول الإضرابات التي يخوضها عدد كبير من المعتقلين في سجون أردوغان، إلى صيام تام عن الطعام حتى الموت.
واعتبرت جول سَرَن يولاري، رئيسة فرع جمعية حقوق الإنسان التركية بإسطنبول أن "هذا الصيام صرخة مدوية ضد صمت المجتمع"، وحملت حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسؤولية تداعيات هذه الخطوة.
وأوضحت أن 15 مضربا عن الطعام بسجون أردوغان قرروا الدخول في صيام تام حتى الموت اعتبارا من غدٍ الثلاثاء، مؤكدة أنه: "أمر مؤسف للغاية أن يتطور الأمر إلى هذا الحد، رغم أنه بمقدور النظام تجاوز هذه الأمور من خلال تطبيق القانون وحقوق الإنسان".
وأضافت يولاري أنه "يجب التشديد هنا على أن المسؤولية الأكبر في هذا الأمر تقع على عاتق الحكومة التركية، وعلى من ينفذون القوانين"، لافتة إلى أن "عدم تنفيذ القانون فيما يخص الإضرابات حتى اليوم جريمة، إذ كان ينبغي أن تتحرك الحكومة (التركية) لحل مشكلة الإضرابات هذه التي وصلت إلى أكثر من 170 يوما".
وشددت على ضرورة تحرك نظام أردوغان لحل هذا الأمر، عبر "تنفيذ طلبات المضربين عن الطعام التي هي في حد ذاتها تنفيذ لما ينص عليه القانون من حريات وحقوق".
ولفتت يولاري إلى أن السجون التركية شهدت من قبل حالات إضراب عن الطعام انتهت بالموت، مضيفة "وحتى لا تتكرر نفس المأساة على النظام التركي أن يقوم بتطبيق القانون سريعا".
وأوضحت أن المعتقلين "لجأوا إلى الإضراب عن الطعام، ومن ثم الصيام حتى الموت، لأنه لم تعد لديهم أية أساليب أخرى للتعبير عن مطالبهم وسط تجاهل الحكومة لحقوقهم؛ كما أن تجاهل الرأي العام لهم له دور كبير في قراراتهم هذه".
بدورها شددت شبنم قورور فنجانجي، رئيسة مؤسسة حقوق الإنسان التركية (TİHV)، على أن "المجتمع التركي لم يتعامل كما ينبغي مع تلك الإضرابات، ما دفع المضربين إلى اللجوء لوسائل أخرى أشد قوة لإيصال صوتهم".
وأضافت "أن مطالب المضربين مشروعة وإنسانية"، وذكرت حادثة وقعت قبل يومين، حيث لقي أحد المعتقلين الأتراك حتفه داخل سجن انفرادي جراء أزمة قلبية، ويدعى "مظفر أوزجنكيز" الذي سبق فصله من عمله بموجب مرسوم رئاسي عقب المحاولة الانقلابية في 2016، حيث اعتقل ولقي حتفه بسبب العزلة التي كانت مفروضة عليه، كتلك المفروضة على الزعيم الكردي عبدالله أوجلان الذي يطالب المضربون عن الطعام برفعها عنه.
واستطرد فنجانجي: "نحن نناشد الإدارة السياسية، بأن تتوقف عن انتهاكات حقوق الإنسان، وإنهاء العزلة المفروضة على المعتقلين، والإصغاء لطلبات المحبوسين".
تجدر الإشارة إلى أن الإضرابات عن الطعام في السجون التركية بدأت بالنائبة البرلمانية عن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، ليلى غوفن، منذ 173 يوما تقريبا؛ للمطالبة برفع العزلة المفروضة على الزعيم الكردي، عبدالله أوجلان في محبسه.
وغوفن كانت قد دخلت السجن في يناير/كانون الثاني 2018 بتهمة انتقاد العدوان التركي على عفرين السورية، وفازت بمقعدها البرلماني وفي بالسجن في انتخابات 24 يونيو/حزيران الماضي.
وبدخولها في إضراب عن الطعام، أجبرت غوفن سلطات أردوغان على إطلاق سراحها يوم 25 يناير الماضي، وبعد إطلاق سراحها ظلت تحت رقابة السلطات بناءً على أوامر المحكمة في مدينة ديار بكر، وتواصل حتى الآن إضرابها في مقر إقامتها الجبرية بمنزلها.
وفي 9 مارس/آذار الماضي، كشف تقرير حقوقي عن أن 320 معتقلا ومدانا داخل 60 سجنا تركيا دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ مطلع الشهر ذاته؛ رفضا لسياسات القمع التي تتبعها حكومة أردوغان، وللمطالبة برفع العزلة عن أوجلان.