هل سيتوحّد الشعب اليمني بعد إدراكه أن مليشيات الحوثي لا تأبه لمصير اليمنيين على الإطلاق؟
في بداية النهاية، نرى كل التفاصيل التي لم تكن لتعني شيئاً بالماضي تحدث ضجيجاً يسمع وقعه حتى على الآذان الصماء، وفي هذه المرحلة التي تقشعت فيها الكثير من المؤامرات والاتفاقيات التي عُقِدت في الفترة المنصرمة، وبعد تجلي الحقيقة واتضاح الصورة بشكل لا يمكن لاثنين من العقلاء الاختلاف عليه، نجد أن اليد الإيرانية التي تريد بث التفرقة في الدول العربية، أصابها الخدر في المنطقة، وأفلست وبدأت أصابعها تُقطع الواحد تلو الآخر.
هل سيتوحّد الشعب اليمني بعد إدراكه أن ملييشيات الحوثي لا تأبه لمصير اليمنيين على الإطلاق؟ أم أنهم سيلدغون من جحر الأفعى السام المتمثل بإيران مرة أخرى؟! هل سيكفيهم برهان إزهاق روح الرئيس الراحل لأنه حاول توحيد صفوف الشعب.
واستناداً لكل المعطيات التي سبقت اغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، يتضح لنا بشكل لا يقبل الشك، أن إيران وبمليشيات الحوثي ما كانت تسعى للتفرقة بين صفوف اليمنيين فحسب، وإنما تحث على التفرقة في صفوف الدول المجاورة أيضاً بغرض تطبيق القاعدة (فرِّق تسد)، لكنها كانت عمياء عن رؤية الفكر الذي وحّد صفوف دول الخليج لمساعدة الشعب اليمني لمحاربة صنف إرهابيّ جديد في المنطقة.
وعندما ظهرت الحقيقة للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، واتخاذه لقرار إنهاء التحالف مع الميليشيات الحوثية، وإعادة بعض الحقوق المدنية لليمنيين بفتح مطار صنعاء من جديد تمهيداً لإعادتها العاصمة السياسية لليمن بعد أن اُتِّخذت مدينة عدن لهذا الغرض بسبب الوضع السياسي الراهن في البلاد، تحولت أنظار الحوثيين واهتماماتهم للقضاء على أية فرصة لتوحيد صفوف اليمنيين، وقتل أي أمل لهم باستعادة بعض الحقوق التي جُرِّدوا منها طيلة الأعوام التي دارت فيها الحرب في اليمن. فما كان منهم إلا اغتيال الرمز الذي كان داعماً لهم بعد أن اتخذ قراراً يصب في مصلحة الشعب اليمني على مصلحة الدولة الأولى الداعمة للإرهاب في المنطقة ألا وهي إيران، حتى وإن كان هذا الأمر مُستتراً لكنه واضح لكل من استدعاه الفضول لمعرفة سبب المشاكل في المنطقة العربية ككل.
هل سيتوحّد الشعب اليمني بعد إدراكه أن ميليشيات الحوثي لا تأبه لمصير اليمنيين على الإطلاق؟، أم أنهم سيُلدَغون من جحر الأفعى السام المتمثل بإيران مرة أخرى؟! هل سيكفيهم برهان إزهاق روح الرئيس الراحل لأنه حاول توحيد صفوف الشعب بعد أن عانى الكثير من المصائب والأهوال والأمراض والتجويع بسبب الحصار الذي ضرب على المدن اليمنية، أم أنهم سيكتفون بالصمت؟!
هذه الأسئلة التي لن نعرف لها جواباً إلا بعد فترةٍ من الزمن؛ لهذا يجب أن تُطرَح وتَدق أبواب عقول من يهمهم أمر هذا البلد العريق بتاريخه وإرثه الحضاري والثقافي منذ أزمان طويلة؛ ليبقى اغتيال الرئيس علي عبدالله صالح، العنوان الرئيسي لهذه المرحلة المفصلية في مستقبل الحوثيين على أراضي الجمهوية العربية اليمنية، لتفعيل قرار القبول بالمصالحة وكيفية التوصل للحل الأقرب والأسرع؛ لإنهاء الحرب على أراضي اليمن، بعد أن تحالفت الدول لمساعدة الشعب بكف بلاء الحوثيين عنه، على أرضية القرار الأخير الذي اتخذه الرئيس المغدور. والطريقة الهمجية التي نُفِّذت فيها عملية اغتياله وإنهاء حياة مرافقيه وأتباعه في جامع الصالح في العاصمة صنعاء؛.
هل سيؤدي القرار الذي أُغتِيل بسببه الرئيس المغدور نتائجه بعد أن رحل؟! أم أن التفرقة ستكون سيدة الموقف؟ وماذا عن أتباعه وماذا سيكون قرارهم ومصيرهم بعد هذه الصدمة؟! أملاً على أن لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين، وأملاً على وضع الخطوط الرئيسية لوضع بداية لنهاية هذه الحرب التي استنزفت اليمن حكومةً وشعباً! وأملاً على أن تبدأ رحلة التغيير وإنهاء وجود الحوثيين من مستقبل اليمن وأراضيه، وبتر اليد الإيرانية من المنطقة، بتعاون من الأطراف مجتمعة؛ الجيش اليمني وقوات التحالف وقوات صالح وأهل مدينة صنعاء واليمن بالكامل.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة